بلاعات المطر نموذجاً

وائل السمرى
وائل السمرى
كتب وائل السمرى
حاول أن تسأل نفسك: ما الفرق بين الحقيقى والمزيف؟ الجميل حقا والمتجمل؟ الأصيل والمستعار؟ ثم تعالى معى لنتابع فى هذه السطور القليلة مثال حى على هذا.
 
فى الآونة الأخيرة انتشرت فى العديد من شوارع القاهرة مشاهد الحفر والردم، والسبب هو اعتزام الإدارة المحلية عمل «بلاعات مطر»، وهو أمر بلا شك «عظيم» لأننا نعانى سنويا من امتلاء الشوراع بالمياه كلما سقطة زخة من مطر، أو انفجرت ماسورة مياه، وفى معظم دول العالم توجد مثل هذه البلاعات التى تسهم فى تخفيف حد الفوضى التى تعقب سقوط الأمطار، لكن السؤال الآن هل ما نشاهده فى الشوارع من حفر وردم ودفن مواسير وتركيب أغطية سوف يؤدى حقا إلى النتيجة المرجوة؟ أشك.
 
شكى هنا ليس من قبيل التشاؤم، ولا يأتى بدافع اليأس، على العكس تماما، فإننى أرى أن مجرد التفكير فى إنشاء بلاعات للمطر أو تجديدها أمر إيجابى حقا، وهذا يعنى أننا بدأنا فى التفكير فيما يقى من الآثار السلبية للظواهر الطبيعية وهذه مرحلة مهمة من مراحل الوصول إلى الرفاهية التى تعقب الانتهاء من البنية التحتية، لكننى برغم هذا أرى أن هذا المشروع لن يؤدى إلى النتائج المرجوة، لسبب بسيط هو أن شوارعنا فى الأساس غير مؤهلة لاستقبال المطر، فالحفر منتشرة بها بشكل كبير، كما أن زاوية ميل الشوارع غير منضبطة على الإطلاق ولهذا سنجد أن المياه ستتجه يمينا، فى حين أن البلاعة على اليسار، وستتجه شمال إذا كانت البلاعة على اليمين، وليس ببعيد ألا تتجه لا لليمين ولا لليسار وترتكز فى المنتصف حتى لو وضعنا بلاعتين فى اليمين واليسار. 
 
هنا أجيبك عن السؤال الذى طرحته فى بداية المقال، فالفرق بين الحقيقى والمزيف هو أن الحقيقى كل متناسق لا نفور فيه ولا غرابة، تقبله كله لأنه أصيل كله، جماله طبيعى، نسبة متناسقة لا اختلاف فيها ولا شذوذ، مقدماته تؤدى إلى نتائجه، كالبنيان المرصوص، أوله يوصلك إلى آخره، وآخره يخبرك بما كان فى أوله، وعلى هذا فبلاعات المطر التى تنوى السلطة التنفيذية إنشاءها فى الميادين والشوارع الرئيسية ليست أكثر من شعر مستعار لامرأة صلعاء، تجسد من ضمن ما تجسد حالة غبية من إهدار المال العام، لأنه كان محتما أن تدرس الحكومة هذا القرار قبل البدء فيه، وأن تستعين بالخبراء والمهندسين الذين سيطلبون من قبل ضبط زوايا ميل الشوارع وسد الحفر والنقر والقطوعات التى تمتلأ بها شوارعنا، وقبل كل هذا سيطالبون بعمل آلية تضمن تنظيف هذه البلوعات بشكل دور، لكى لا نتكلف كل هذه التكلفة، وفى النهاية نجد أن البلاعات مسدودة فى وقت الحاجة.
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هشام جمال يحتفل بملك زاهر شقيقة زوجته على طريقته الخاصة

انتصار عظيم.. ترامب يشيد بتقدم مشروع القانون الكبير الجميل فى الشيوخ الأمريكى

فلسطين تعزى بضحايا حادث السير بالمنوفية: نقف دائما إلى جانب مصر

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

موعد مباراة بي إس جي ضد إنتر ميامي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية


الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش


3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

جامعة القاهرة تعلن تصنيع "EZVent" أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

ملخص وأهداف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

توقف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في مونديال الأندية لسوء الأحوال الجوية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى