روسيا تراوغ العقوبات الأمريكية ولا تنوى الاستسلام بـ"الرقصات والرياضة والدبلوماسية".. موارد موسكو البترولية السبب الأقوى وصفقات السلاح صداع لأمريكا.. وحفل زفاف كشف الانقسام الأوروبى بحضور بوتين

بوتين
بوتين
كتبت - سالى حسام

تعد العقوبات الاقتصادية- بالنسبة للولايات المتحدة- سلاحًا مفضلاً فى التعامل مع دول تريد تقويضها، ومع ذلك لا يبدو أن روسيا متأثرة جدا بالعقوبات الأمريكية ضدها، بل إن التحركات الروسية سياسيا واقتصاديا تجعل العقوبات الأمريكية وكأنها بلا تأثير فعلى على أرض الواقع، فكيف هذا..

 

حفل زفاف برسائل خفية

العالم شاهد حضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحفل زفاف وزيرة الخارجية النمساوية كارين كينسيل وكان ضيف الشرف فى الحفل، ورغم أن الأمر قد يبدو لقطة طريفة إلا أنه حمل دلالات سياسية كبيرة، منها أن روسيا توجه رسالة لأمريكا تقول "مازال لدينا الكثير من الأصدقاء"، وبالأحرى هؤلاء الأصدقاء داخل أوروبا وأعضاء فى الاتحاد الأوروبى نفسه أى أنه الكتلة الأوروبية منقسمة حول الروابط مع روسيا ومدى صرامة المواقف ضدها، والسبب فى ذلك ليس تحالفات سياسية وحسب بل أيضا الاعتماد الأوروبى على الغاز الروسى خاصة فى فصل الشتاء، النقطة التى تحدث عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صراحة.

بوتين فى حفل الزفاف
بوتين فى حفل الزفاف

وكانت الدعوة الخاصة لحضور الحفل سلاحا قويا لإرباك أنجيلا ميركل  التى التقى بها فى نفس اليوم بعد الحفل، وبحسب "فاينانشال تايمز" رغم تأكيدات فيينا أن دعوات الزفاف أمر شخصى لا علاقة له بسياسة الدولة فإن الموقف أظهر أن لروسيا أصدقاء فى الاتحاد الأوروبى غير المجر وإيطاليا واليونان حتى وإن كانت اليونان على خلاف حالى مع موسكو.

ولا ننسى أيضا أن تنظيم كأس العالم جلب استثمارات ورفع معدلات السياحة بشكل غير مسبوق، بجانب أيضا استضافة العديد من القادة السياسيين وقت البطولة فى رسالة تقول "لا يمكن تجاهل روسيا".

 

العقوبات التى قد ترتد

قبل يومين بدأت تظهر نقاط الضعف فى الموجة الجديدة من العقوبات الأمريكية والتى تم توقيعها على روسيا هذا الأسبوع، فإذا كانت العقوبات تهدف لتقليص التعاون الدولى مع موسكو فإن روسيا لا تزال شريكا لدول كبرى غير أوروبا منها الهند التى تتعاون مع روسيا عسكريا فى العديد من المشروعات وأنتجت من قبل أسلحة مشتركة مع الجيش الروسى.

S - 400
S - 400

 

هذه المرة ذكرت وكالة "رويترز" أن الهند لا ترى أن العقوبات الأمريكية سارية على صفقة شرائها منظومة S-400 الصاروخية من موسكو.. المنظومة التى تسبب صداعا لدى أمريكا بعدما حذر خبراء عسكريين من أنها قد تسحب نسبة كبيرة من سوق صفقات السلاح العالم الذى تسيطر عليه أمريكا، وحتى تركيا تحدت واشنطن من أجل شراء المنظومة الروسية رغم أن الجيش التركى يعتمد على السلاح الأمريكى والدولة نفسها عضو فى حلف الناتو.

فما الذى يمنع دول أخرى من تحدى عقوبات أمريكية إذا كان البديل موجود سواء من موسكو أو حتى الصين.

ويقول فيودور لوكيانوف محرر الشؤون الروسية فى "جلوبال أفيرز" إن الدول الأوروبية قد توجه رسالة لموسكو بأن العقوبات سيتم رفعها لو غيرت روسيا مواقفها وسياستها في بعض النقاط مثل أوكرانيا، لكن أمريكا على نحو أخر تبدو وكأنها الدولة الوحيدة التى تفرض العقوبات يمينا ويسارا وعلى كل شئ تفعله روسيا أو يشتبه بتورط روسيا فيه، سواء كان ضم القرم أو التدخل فى الانتخابات الأمريكية".

وأوضح "لو أن موسكو أرادت إقناع واشنطن بأنها غيرت سلوكها بما يكفى لرفع العقوبات فسيكون علينا تغيير سياستنا الخارجية كلها والاعتراف بأننا مخطئين أى أننا سنعلن الاستسلام، وهذه أشياء لا يمكن أن تطلبها من دولة خاصة لو كانت هذه الدولة روسيا".

ويشير لوكيانوف إلى أن واشنطن تضع شروطا لا يمكن أن تقبلها موسكو لرفع العقوبات الأمريكية، مثل التخلى عن القرم، والسماح بدخول مفتشين على أرض روسيا بحلول شهر نوفمبر للتأكد من أن البلاد لا تستخدم أسلحة كيماوية "مثلما حدث فى حادث تسمم الجاسوس سيرجى سكريبال وابنته".. بجانب التهديد بإجراءات عقابية أخرى مثل حظر الاستثمار فى قطاع الطاقة بروسيا، وهو الأمر الذى سيسبب خسائر لدى بعض الشركات الأمريكية وإن كان الضرر الأكبر بالطبع سيكون لروسيا التى أعلن رئيس وزرائها ميدفيديف أن هذا الأمر يعد "حربا اقتصادية" على بلاده.

لذا فإن موسكو لا يمكنها أبدا أن تظهر أى ضعف أمام العقوبات الغربية، ولذا ستظل مستمرة فى الوقوف ضدها.

 

لكن كيف ستواصل موسكو القتال ضد العقوبات؟

الذهب الروسى
الذهب الروسى

 

الإجابة بحسب تقرير لـ"كريستيان ساينس مونيتور" فإن موسكو تتجه لتخزين الذهب، وأن البنك المركزى الروسى تخلص من معظم السندات الدولارية لديه وقيمتها حوالى 85 مليار دولار، وبفضل ارتفاع البترول مرة أخرى فإن المصدر الرئيسى للدخل الروسى عاد للزيادة.

وعلى عكس التقارير الأمريكية فإن الاحتياطى الأجنبى الروسى مازال قويا بحوالى 450 مليار دولار وحتى "صندوق الثروة الوطنى" السيادى عاد الآن ليبلغ رصيده 75 مليار دولار بعدما انتشرت تقارير عن نفاذه.

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم السبت 23 – 8 – 2025

تكريم مدحت وردة على هامش بطولة لافروباسكت لكرة السلة فى أنجولا

ميلود حمدى يستبعد 6 دراويش من مواجهة الطلائع بالدورى.. تعرف عليهم

القادسية يقرر التصعيد بسبب أزمة كأس السوبر السعودى

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟


الإسماعيلى يعلن اتخاذ الإجراءات القانونية للدعوة لعمومية غير عادية

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بدء عزاء يحيى عزمى بمسجد الشرطة بحضور أشرف زكى وإيهاب فهمى

الأونروا: إعلان المجاعة في غزة خطوة يجب البناء عليها بخطوات حقيقية لوقفها

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام


تشكيل برشلونة المتوقع أمام ليفانتي في الجولة الثانية من الليجا

ريبيرو يستقر على قيادة كريم فؤاد للجبهة اليسري للأهلى أمام المحلة

ماذا فعل حسن البنا فى أول فضيحة ارتكبها صهره داخل الإخوان؟.. أطاح بأعضاء الإرشاد بعد مطالبتهم فصل صهر المرشد لممارسته الرذيلة مع الأخوات فى بيوتهم خلال الجلسات الدعوية.. والجانى يشتهر بـ"راسبوتين" الإخوان

إسرائيليون من أمام مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال: نتنياهو سيقتل الرهائن فى غزة

البحوث الزراعية تحذر من منتجات زيت زيتون يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

الأهلي يستعد لعقد "جمعية خاصة" 12 سبتمبر وإجراء الانتخابات في أكتوبر

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى