قبل يوم من الحكم.. رأس نفرتيتى ومحاولات إعادتها إلى مصر

رأس الملكة نفرتيتى
رأس الملكة نفرتيتى
كتب محمد عبد الرحمن
تنظر غدا الاثنين، الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، برئاسة المستشار بخيت إسماعيل، نائب رئيس مجلس الدولة، الحكم فى الدعوى رقم ٢٦٢٠٣ لسنة ٦٨ قضائية التى يطالب فيها نبيل فزيع المحامى، باسترداد تمثال رأس نفرتيتى من ألمانيا.
 
وتعود قصة رأس نفرتيتى إلى عام ١٩١٢ عندما زارت القاهرة بعثة آثار ألمانية يرأسها الدكتور بوخاردت،  ووقعت مع الحكومة المصرية عقدا يعطيها حق اقتناء بعض الآثار التى يتم العثور عليها فى منطقة تل العمارنة ( التى أنشأها أخناتون ونقل إليها العاصمة من طيبة، وكان ضمن الآثار التى أخذتها البعثة رأس نفرتيتى، وذلك حسبما ذكر كتاب "النهضة السياسية"، وأصبح التمثال النصفى لنفرتيتى من ذلك الوقت رمزًا ثقافيًا لبرلين، كما آثار جدلاً عنيفًا بين مصر وألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهربة.
 
عاشت نفرتيتى فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، زوجة للفرعون المصرى إخناتون أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر فى مصر القديمة، حكم مصر من 1352 ق.م إلى 1336 ق.م، ودعا إلى ديانة جديدة سميت الديانة الآتونية، تدعو إلى توحيد عبادة قرص الشمس آتون.
 
وأنجبت نفرتيتى ست بنات لإخناتون، إحداهن هى عنخ إسن آتون (التى عرفت فيما بعد باسم عنخ إسن آمون) زوجة توت عنخ آمون، واختفت نفرتيتى من التاريخ فى السنة الثانية عشرة من حكم إخناتون، ربما لوفاتها أو لأنها اتخذت اسمًا جديدًا غير معروف، كما ادعى البعض أنها حكمت لفترة وجيزة بعد وفاة زوجها.
 
فى 6 ديسمبر 1912، عثرت البعثة ألمانية، على تمثال نفرتيتى فى تل العمارنة، فى ورشة عمل النحات المصرى "تحتمس"، ووصل التمثال إلى ألمانيا فى عام 1913، حيث تم شحنه إلى برلين، وقدم إلى "هنرى جيمس سيمون" تاجر الآثار وممول حفائر تل العمارنة، وبقى التمثال عند سيمون حتى أعار التمثال وغيره من القطع الأثرية التى عثر عليها فى حفائر تل العمارنة إلى متحف برلين.
 
ومنذ إزاحة الستار عن عرض التمثال فى متحف برلين عام 1925، وهناك جدل واسع حول استرداد التمثال حتى يومنا هذا، حتى أنه فى عام 1925، أعلنت الحكومة المصرية حظر عمل البعثات الألمانية إن لم تعد رأس الملكة الفرعونية إلى مصر، لكن دون استجابة من الحكومة الألمانية وفى أثناء حكم أدولف هتلر رفض المستشار الألمانى حينها أى مخطط من شأنه عودة التمثال لمصر.
 
بعض الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا أصدرت قانونا على أن كل أثر مضى على دخول أراضيها 25 عامًا يُعدّ أثرًا قوميًا لا يمكن التفريط فيه، ومن هنا تكمن أزمة سياسية وقانونية كبيرة.
 
لكن يعزى ذلك حل هو أن التمثال خرج بطريقة غير مشروعة، حسبما صرح من قبل الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق،  بأن تمثال نفرتيتى ملك مصر، وأنه خرج من مصر بطريقة غير شرعية، وبالتالى تنبغى إعادته، وأن السلطات المصرية تعرضت للتضليل إزاء حيازة نفرتيتى عام 1912، كما طالب ألمانيا بإثبات صحة حيازتها للتمثال من الناحية القانونية، وذلك عام 2005.
 
ويبدو أن الموقف الألمانى لم يتغير كثيرا، حيث صرح السفير الألمانى بالقاهرة، يوليوس جيورج لوى، هامش لقاء عقده مع وزير السياحة المصرى سابقا يحيى راشد، فى فبراير 2017، أن الوزير لم يستطع إقناعه بوجهة نظره بخصوص عودة رأس نفرتيتى، متابعًا: "رأس نفرتيتى لها شعبية كبيرة فى ألمانيا". 
 
وخلال تصريحات سابقة للدكتور خالد العنانى وزير الآثار، أكد أن القانون الدولى يقف حائلاً أمام استرداد آثار مصر المهربة للخارج، وقال إن هناك نصاً فى اتفاقية اليونسكو يشترط تقديم سند ملكية للآثار كشرط لاستعادتها. وهذا يعنى أن الآثار المرقمة التى اكتشفتها الدولة ثم سرقت فيما بعد يمكن استعادتها بسهولة، أما الآثار غير المرقمة التى لم تدرج ضمن آثار الدولة فإنه من الصعب جداً استعادتها.
 
لكن الوزير عاد وأكد خلال تصريحات صحفية فى يونيو الماضى، على أن أى قطعة سرقت سيتم استرجاعها وفقا لآليات عمل الوزارة لعودة الآثار المهربة، خلال أوقات محددة، مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل جهودها من أجل استعادة رأس الملكة نفرتيتى من ألمانيا، لافتا فى الوقت ذاته أن الوزارة أبدت تعاونا كبيرا مع المعارض والمتاحف الدولية الراغبة فى عودة الآثار المصرية، من خلال إعطائها معرضا لمدة عامين مجانا على أن تكون بعدها القطعة الأثرية خاصة بمصر. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك القادمة فى الدوري أمام فاركو والقناة الناقلة

اتحاد الكرة: لم نناقش استبعاد أي عضو من لجنة الحكام

تحت ستار تبرعات للخير.. القبض على "حازم" وبحوزته مخدارت بـ30 مليون جنيه بقنا

التنظيم والإدارة يعلن توقف امتحانات مركز تقييم القدرات غدا بسبب حريق بالجراج

محمد صلاح يزين قائمة أوفياء الدوري الإنجليزي قبل مواجهة نيوكاسل


احتراق 2.4 مليون فدان.. أوروبا تواجه أسوأ موسم حرائق غابات فى تاريخها

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

العمرة بدون وسيط.. تعرف على خدمات تطبيق "نسك عمرة"

أخبار مصر.. وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع


تعليم الجيزة: البكالوريا نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

طرق عديدة للوقاية من الحرائق بسبب الماس الكهربائى

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

اعترافات تشكيل عصابى بتهمة سرقة الهواتف المحمولة بمدينه نصر

تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى القاهرة للمحاكمة

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند

طلبات طاعة بعد شهور من الزواج.. كيف تسقط الزوجة اتهامات الزوج لها بالنشوز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى