د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ضع المسافات لتتقى شر اللدغات

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى
كُلُّ منا يبحث دائمًا عن شخص أو شىء يكون قريبًا منه؛ لأننا نأبى الوحدة ونخشاها بشدة، وكلنا يسعد بقُرْبِ الآخرين منه، والتفافهم حوله، ويجد فى ذلك مُنتهى اللذة، لاسيما لو كان هذا القُرب من أحب الناس أو الأشياء إلينا، ويشعر أن فى ذلك مُنتهى الإخلاص، وهنا يحس بالدفء والأمان، وربما يشعر أنه تَمَلَّكَ الدنيا وما عليها، لدرجة أنه قد لا يعبأ بالأشياء الأخرى، ويكتفى باحتضان هذا الشخص له، فتنحسر كل الأشياء أمامه، ولا يمكن أن يُقارَن بغيره، ولكن السؤال يأتى هل يقترب منك كى يحتضنك، أم لكى يلتهمك؟!
 
فيُحْكى أنه كانت هناك امرأة فى الهند تُربى فى منزلها ثُعبان لها، منذ أن كان صغيرًا، وكانت تهتم برعايته، وتغذيته لسنوات طويلة، وكان ينام بجوارها، ويلتف عليها دون أن يُؤذيها، وذات يوم لم يأكل الثعبان أى طعام مما تقدمه له المرأة، وظل على هذا الحال لعدة أيام، فشعرت المرأة بالقلق والخوف عليه، فقررت أن تأخذه إلى الطبيب البيطرى، فقال لها الطبيب: "هل لا يزال الثعبان حتى الآن ينام بجواركِ، ويلتف حولكِ؟"، فأجابته المرأة: "نعم كل يوم يلتف على؛ طمعًا فى الدفء كعادته منذ سنوات طويلة"، ابتسم الطبيب فى هدوء، وقال لها: "هذا الثعبان الكبير الذى بلغ طوله الآن أربعة أمتار، وقد امتنع عن الطعام لأيام كثيرة، ليس مريضًا على الإطلاق، إنما هو فقط يستعد ليلتهمكِ، يُحاول كل ليلة أن يلتف حولكِ؛ وذلك ليس طلبًا للدفء كما تظنين، ولا حبًا فيكِ، إلا أنه يُحاول أن يقيس حجمكِ مع حجم جسمه؛ حتى تستوعب معدته وجبة حجمكِ، ويُحاول أن يجوع لأطول فترة ممكنة؛ حتى يُمكنه أكلكِ".
 
وكانت الصدمة، فهل تصدق أن الكثيرين قد يقتربون منك لكى يلتهمونك، فللأسف الشديد، كلاهما قُرب، فمن يريد احتواءك واحتضانك يقترب منك، ومن يريد التهامك أيضًا، يقترب منك، فكيف يتسنى لك أن تُفرق بينهما؟!
 
لذا حاول أن تجعل مسافة ولو يسيرة، بينك وبين الآخرين؛ حتى لا يلتفوا حولك ويعتصروك، فلو ماتت الأحاسيس والمبادئ، فلا تندهش من أى سلوك قد يأتيه من حولك، حتى لو كنت منحتهم منتهى الإخلاص والوفاء والعطاء، فالكلب خُلِقَ ومعه الوفاء، والثعبان خُلِقَ ومعه الغدر، ولن يُغير من طبع أيًا منهما، حُسن مُعاملتك أو سُوءها، فسيظل كل منهما كما هو، مهما فعلت، فضع المسافات؛ لتتقى شر اللدغات.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يسدد مستحقات لاعبيه الراحلين بقيادة معلول والسولية وربيعة

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الخامس على التوالى

الأندية تعترض على عقوبة إنذارات اللاعبين فى لائحة الدورى الجديد

لا يجوز الجمع بين دائرتين بالنظام الفردى.. اعرف إجراءات التقدم للترشح للشيوخ

فيريرا يتسلح بالوديات لإعداد الزمالك للموسم الجديد


الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

مسيرة فنية كبيرة.. 19 عاما على رحيل النجم عبد المنعم مدبولى

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

إعلام عبرى: ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف النار فى غزة

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025


منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

احجز مقعدك الآن.. جدول قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الأربعاء 9-7-2025

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

بيلينجهام: مواجهة سان جيرمان صعبة.. وفخور بالمائة مباراة مع ريال مدريد

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى