داليا مجدى عبد الغنى تكتب: اختبارات إلهية

ورقة وقلم أرشيفية
ورقة وقلم أرشيفية

كُلنا نعلم ونُدرك أن الحياة ما هى إلا مجموعة من الاختبارات، قد نُصيب فى بعضها، ونخيب فى البعض الآخر، ولكن أغلبنا يظن أنه مُؤهل لهذه الاختبارات، وقادر على اجتيازها، وقد يظن أنه بدهائه قد يتحايل عليها، وكأنها اختبارات دراسية، يُمكنه أن يجتازها بالغش، وينسى أنها من صُنْعِ القَدَر، أى أنها موضوعة بقُدرة إلهية، لها حكمة سماوية، فقد نستطيع أن نتحايل على اختبارات البشر، ولكن، من لديه القُدرة أن يتحايل على اختبارات القدر؟!

فأحيانًا نجد شخصًا قد علا وصعد، دون سابق إنذار، لدرجة تُثير الاندهاش والاستغراب، وفجأة تجده سقط وهوى أيضًا، دون سابق إنذار، وهنا لا يكون أمام الناس سوى التخمين والاستنباط، وتأليف الروايات حوله، وأرحمهم يقول أن هذا ابتلاء، ولكن هل فكر أحد أن ما حدث له، كان نتيجة لاختبار، رسب فيه بجدارة، فتعالوا معى، واقرءوا هذه القصة، التى تدل على عمى بصيرة الإنسان، واغتراره بالحياة.

قديمًا كان يعيش ثلاثة رجال، أحدهم كان مُصابًا بالبرص، وكان الناس يبتعدون عنه؛ لقُبح منظره، والثانى كان أصلعًا، والثالث كان أعمى، فأراد الله – عز وجل – أن يمتحنهم، فأرسل مَلَكًا، مُتنكرًا فى هيئة رجل، فسأل الأبْرَص: "ماذا تتمنى؟"، فأجاب: "أتمنى أن يُصبح جلدى جميلاً، وأُشْفَى من المرض"، فقال المَلَكُ: "بسم الله، ها قد زال عنك المرض، وأصبحت تمتلك لونًا وجلدًا جميلاً"، فقال الرجل: "أحب أن يكون لدى ناقة"، فقال المَلَكُ: "هذه الناقة لك، بارك الله لك فيها"، ثم ذهب المَلَكُ إلى الأصلع، وسأله: "ماذا تتمنى؟"، فأجاب: "أن يكون لى شعرًا جميلاً"، فقال المَلَكُ: "ها قد أصبح لديك شعر جميل، وماذا تريد من المالك"، فقال الرجل: أحب أن يكون لدى بقرة"، فنال ما تمناه. ثم ذهب الملك إلى الأعمى، وسأله ذات السؤال، فقال: "أتمنى أن يرد الله لى بصرى، وأن يكون لى شاة"، وقد حدث، ومرت الأيام، وولدت الناقة والبقرة والشاة، وتكاثر الخير لدى الرجال الثلاثة.

وجاء المَلَكُ نفسه فى صورة رجل فقير إلى الأول، فقال: "إنى رجل مسكين وفقير، فساعدنى”، فقال الرجل: "لا استطيع، فإذا أعطيتُ كل من سألنى، لما بقى لى شيء"، فقال له المَلَكُ: "كأنى أعرفُك أيها الرجل، ألم تكن أبرصًا، يتجنبك الناس، فشفاك الله، وفقيرًا فأعطاك الله"، فقال الرجل فى غضب: "ماذا تقول؟ لقد ورثت المال عن أبى وأجدادى”، فقال الملك: "إن كنت كاذبًا، فأسأل الله أن يُعيدك إلى ما كنت عليه"، وتكرر ذات الموقف مع الأصلع، ثم ذهب إلى الأعمى، فقال: "أسألك بالذى رد إليك بصرك، أن تُعطينى شاة مما تملك"، فقال الرجل: "واللهِ، لقد كنت أعمى، فرد الله عَلَى بصرى، ورزقنى هذا الرزق، فخُذْ من الغنم ما تشاء"، فقال المَلَكُ: "إن الله عز وجل امتحنك، فنجحت فى الامتحان، بارك الله فى جسدك ومالِك، أما الأبرص والأصلع، فأعادهما الله إلى ما كانا عليه".

فاعلم أن الاختبار ليس فقط أن تهب وتُعطى مما أعطاك الله، ولكن فى أن تعترف بنعمة الله وفضله، وأن تتذكر حالك قديمًا، وما أصبحت عليه الآن، فكم منا ينسى فضل الله وفضل الآخرين، عندما يشبع ويهدأ باله.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبناء القليوبية يتألقون فى مسابقة "دولة التلاوة".. المتسابق محمد أنور غنام يبهر لجنة التحكيم بمسجد عمرو بن العاص بصوت شجي وعذب.. والشيخ أحمد عبد الواحد والطالب أحمد محمد ويوسف السيد مجاهد يبدعون بالتجويد

المتهم بانهاء حياة ابنه بالجيزة: تعدى على والدته بسبب شراء المخدرات

البنك الأهلي يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة طلائع الجيش فى الدوري

تنسيق المرحلة الثالثة.. إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

للأزواج.. كيف تتصدى لمحاولات التزوير والاستيلاء على ملكية مسكن الزوجية؟


علاء عبد العال: الأهلي يحتاج مدربًا أكبر من ريبيرو قادر على إدارة النجوم

بشاير تمور الوادى الجديد ترسم البسمة على وجوه المزارعين.. الكيلو يصل لـ 52 جنيها.. المحافظ يوجه بوضع خطة لتنظيم آليات جمع التمور.. وتوقعات بارتفاع كميات التصدير بعد إضافة مساحات جديدة من المزارع المنتجة.. صور

مئات النجوم الإيطاليين يضغطون على مهرجان فينيسيا السينمائى بسبب أحداث غزة

إنهاء 70% من مشروعات حياة كريمة فى أسوان.. المحافظ: نجاح المبادرة مرهون بالتلاحم والتكاتف.. المشاركة المجتمعية كلمة السر فى إنهاء المشروعات.. وأهالى قرية إقليت يطالبون برصف الطريق الرئيسى.. صور

نتيجة الثانوية العامة للدور الثاني 2025.. إعلانها عقب انتهاء التصحيح والرصد


النيابة تامر بسرعة التحريات حول قتل سمكرى عامل لخلاف على 600 جنيه فى أوسيم

الأهلي يواصل فقد النقاط ويتعادل مع المحلة سلبياً في الدوري.. القائم والعارضة عاندا الأحمر في 90 دقيقة.. تغييرات ريبيرو لم تصنع فارقا.. شباك نظيفة في وجود الشناوي.. أخطاء المدرب تضيع فوزا ثمينا على زعيم الفلاحين

رئيس شركة المحلة للغزل لـ"اليوم السابع": المصانع الجديدة تعيد نهضة شركات الغزل والنسيج المصرية.. أحمد بدر: 1.6مليار جنيه إيرادات في عام واحد وصادرات بـ20 مليون دولار لـ12دولة.. واهتمام حكومي على أعلى مستوى

الأهلي يواصل نزيف النقاط ويتعادل مع المحلة سلبيًا.. صور

ليفربول يتحدى نيوكاسل يونايتد فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي الليلة.. إنجاز أسطوري ينتظر محمد صلاح ضد "الماكبايس".. سجل حافل يدعم الفرعون المصري أمام بطل كأس الرابطة.. واستقبال عدائي ينتظر الريدز

أخبار مصر.. انخفاض فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 34 درجة

محمد صلاح يدخل نادى العظماء بجائزة لاعب العام فى 3 عقود بالدوري الإنجليزي

محمد صلاح بين الأعلى أجرًا فى أوروبا ضمن التشكيل الذهبي 2025

نيوكاسل ضد ليفربول.. ماذا قدم محمد صلاح فى الجولة الثانية بالبريميرليج؟

تصاعد تجارة الرفات البشرية يثير جدلا فى بريطانيا.. بيع جمجمة بـ995 جنيها إسترلينيا.. خبراء يطالبون بحماية كرامة الموتى ومنع استغلالهم فى الأسواق.. يؤكدون: الفراغ القانونى يهدد بعصر جديد من "خطف الجثث"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى