صور.. مؤشرات متضاربة تزيد الغموض حول مستقبل بريطانيا الاقتصادى بعد "بريكست".. ناطحات السحاب والمطاعم تعلن التحدى أمام النظرات المتشائمة.. وتوجس الشركات ورجال الأعمال يثير قلق البريطانيين حول مستقبل وظائفهم

ناطحات السحاب والمطاعم تعلن التحدى أمام النظرات المتشائمة

كتب بيشوى رمزى

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 11:34 ص

فى الوقت الذى تتزايد فيه المخاوف بصورة كبيرة جراء التداعيات المترتبة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، العاصمة لندن هى أحد أهم المؤشرات التى يمكن الاعتماد عليها للتنبؤ بمستقبل الاقتصاد فى مرحلة ما بعد "بريكست"، باعتبارها أحد أهم المراكز المالية فى أوروبا، وبالتالى ستكون محلا لأية انعكاسات مباشرة للخطوة المقرر تنفيذها بعد أقل من ستة أشهر.

أعمال بناء جديدة فى العاصمة البريطانية

وعلى الرغم من التوقعات التى يدور معظمها حول انهيار مالى كبير فى العاصمة البريطانية، نجد أن تغييرا ملحوظا ينتاب خريطة لندن، مع التزايد الكبير فى إعداد ناطحات السحاب التى تتلألأ فى سمائها، وهو ما يمثل تحديا صارخا للنظرات المتشائمة حول حدوث تباطؤ اقتصادى كبير فى بريطانيا فى المرحلة التى سوف تعقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

أعمال بناء واسعة لانشاء ناطحات سحاب جديدة فى لندن

يبدو أن المؤشرات حول مستقبل الدولة الأوروبية عريقة مازالت تخرج بنتائج متضاربة، ربما لا تعطى انطباعا واضحا عن الوضع الاقتصادى بعد 29 مارس من العام المقبل، وهو التاريخ الرسمى لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبى، حيث تتزايد ناطحات السحاب فى العاصمة، بينما تشهد البارات والمطاعم القابعة فى الأحياء القديمة بها معدلات كبيرة للغاية من الإقبال بين المواطنين وكبار رجال الأعمال، فى حين يعانى قطاعى العقارات والتوظيف انخفاضا ملحوظا.

إقبال كبير على المطاعم البريطانية

بحسب الاستطلاع الأخير الذى أجرته وكالة "رويترز"، فأن شخص بين كل عشرة أشخاص من العاملين فى لندن، لن يكون آمنا على وظيفته بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى، بينما تم نقل 630 وظيفة مالية بالعديد من الشركات إلى خارج بريطانيا، وهو ما يمثل مؤشرا يبدو سيئا للبعض حول مستقبل بريطانيا ومواطنيها.

الحى المالى بلندن

إلا أن دراسات استقصائية أخرى، أكدت أن العديد من الشركات العاملة فى لندن أعدت خطط طوارئ، ولكنها تبقى مجمدة، حيث أنها تؤجل اتخاذ أية خطوات انتظارا لما سوف تسفر عنه المفاوضات القادمة بين الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبى، وذلك بالرغم من التحديات التى تواجه إمكانية التوصل إلى اتفاق فى المستقبل القريب.

حالة من الوجوم تعكس مخاوف البريطانيين

على الجانب الآخر، شهدت الأشهر الماضية نموا ملحوظا فى تجارة العملات الدولية، حيث حققت أحجام تداول الفوركس فى بريطانيا نموا تجاوز نسبة 23% فى أبريل الماضى، بما يعادل 2.1 تريليون جنيه استرلينى، فى حين ارتفع عدد الركاب الذين يستخدمون مطار مدينة لندن، جراء إقبال أعداد كبيرة من رجال الأعمال على العاصمة البريطانية.

علما بريطانيا والاتحاد الأوروبى يرفرفان فى العاصمة البريطانية بانتظار ما يسفر عنه المستقبل

كما ارتفع كذلك أعداد الطلبات التى تقدم بها رجال أعمال لتأسيس مبان جديدة والحصول على تراخيص لبيع المشروبات الكحولية وافتتاح المطاعم، حيث تزايدت بنسبة تصل إلى 10% خلال العام الجارى.