إيمانويل ماكرون يتدخل لإنقاذ خطة تيريزا ماى.. "صفقة شيكرز" لا يقبلها البريطانيون و"حرب السكالوب" توتر الأجواء بين فرنسا وبريطانيا.. والرئيس الفرنسى لن يقدم تنازلات تضر بالمصالح الأوروبية

إيمانويل ماكرون وتيريزا ماى
إيمانويل ماكرون وتيريزا ماى
كتبت - سالى حسام

"رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى فى أفريقيا لدعم مستقبل بريطانيا التجارى فى مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى"، هذا هو العنوان الذى تسعى ماى لترويجه فى الداخل البريطانى أملا فى تخفيف الغضب والانقسام حول خطتها للبريكست، بينما طوق النجاة الذى قد يساعدها حقا هو دعم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لكن هل يأتى الدعم حقا؟

 

كثير من الغضب قليل من الاتفاق

فى الداخل البريطانى انقسام حول خطة تيريزا ماى المقترحة لفك الارتباط بالاتحاد الأوروبى، حيث تعتبرها صحيفة "ديلى اكسبرس" استسلام كامل لأوروبا بينما مؤيدى حملة البريكست الأصليين يرون ماى ببساطة "خانتهم وخانت نتيجة استفتاء 2016" وأن الخطة المعروفة باسم "خطة شيكرز" تؤكد أن ماى كانت فعلا مؤيدة للبقاء فى الاتحاد الأوروبي وأنها خالفت كل مطالب مؤيدى الخروج، لأن الصفقة لا تضمن السيطرة الكاملة المطلقة على الحركة عبر حدود البلاد، وحتى الجزء المتعلق بالتعويضات الأوروبية وافقت عليه ماى، وكل هذا مقابل فرصة عقد صفقات تجارية مع الدول الأوروبية والبقاء ضمن السوق الأوروبى.

وبحسب "بيزنس انسيدر" فإن مؤيدى الخروج داخل حزب ماى "المحافظين" يرون الخطة مجرد استسلام سيجعل بريطانيا دولة تابعة لأوروبا وليست دولة مستقلة.

 

ماكرون يتدخل

فى أوائل أغسطس التقت تيريزا ماى بالرئيس الفرنسى وطلبت منه الدعم حتى يقنع شركائه الأوروبيين بخطتها، باعتبار أن هذا سيقوى موقفها فى الداخل البريطاني.

تيريزا ماى وماكرون
تيريزا ماى وماكرون

 

وكانت الشكوك موجودة فى البداية حول ما إذا كان ماكرون يريد حقا مساعدة ماى، ولكن جاءت تصريحات الرئيس الفرنسى بالفعل تدعو أوروبا لقبول الخطة وعقد الصفقة قبل مارس 2019 الموعد النهائى لمفاوضات البريكست.

مع ذلك تحيط الشكوك بجدية طوق النجاة الفرنسى حيث صرحت مصادر دبلوماسية أوروبية وخبراء فى الشأن الأوروبى لصحيفة "التليجراف" بأن ماكرون مستعد للاستمرار فى إقناع الدول الأوروبية للقبول بخطة "شيكرز" قبل القمة الأوروبية فى سالزبرج.

ولكن ليس على حساب المصالح الأوروبية ووحدة صف دول الاتحاد الأوروبى.. الأمر الذى يجعل تصريحات ماكرون مجرد كلام بالنسبة للرأى العام البريطانى سواء المؤيد أو المعارض للبريكست.

فمن جهة ماكرون لن يقنع دول أوروبا بتقديم التنازلات فيما يتعلق بحرية الحركة أو الإقامة أو حتى فى الجمارك.. أى أنه فى المجمل لن يتغير الموقف عما هو عليه الأن.

وهناك سبب أخر يجعل ماكرون لا يرغب حقا فى تقديم المساعدة وهو الحادث الذى أصبح يعرف إعلاميا باسم "حرب السكالوب" عندما انطلقت مراكب صيد المحار السكالوب البريطانية والفرنسية لتصطدم ببعضها فى عرض القناة بين البلدين بينما يلقى البحارة بالأدوات على بعضهم البعض فى مشاجرة وصفتها CNN بأنها "معركة من القرون الوسطى" حيث كان البحارة البريطانيين والفرنسيين يتشاجرون على أحقية صيد المحار فى المنطقة.

هذه الحادثة تجعل ماكرون أقل رغبة فى تقديم تنازلات لبريطانيا بينما فى الصحف البريطانية المحافظة مثل التليجراف والصن فإن التغطية كانت على لهجة واحدة وهى "لقد كنا محقين فى مغادرة الاتحاد الأوروبى الذى يمارس البلطجة ضدنا"، بينما الرأى العام الفرنسى والبحارة الفرنسيون يقولون إنهم ربحوا المعركة بطرد المراكب البريطانية لكن خسروا الحرب لأن البريطانيين سيعودون من جديد للصيد فى المنطقة.

 

ما المشكلة فى خطة ماى إذا؟

الخطة تجعل بريطانيا جزء من السوق الأوروبية وهذا جيد لكن المشكلة فيها أنها تربط البضائع البريطانية بالمعايير الأوروبية أى أن بريطانيا لن تكون قادرة على وضع معاييرها الخاصة فى التجارة وبهذا تخسر مقعدها فى صنع القرار فى أوروبا ومع ذلك ستكون ملتزمة بأى قرار أوروبى فى التجارة، ورغم هذا إذا اعترضت بريطانيا فإنها قد تخسر مميزات السوق الأوروبى أيضا.

بينما تيريزا ماى ترى أنها حافظت على المصالح التجارية البريطانية بإيجاد مكان لها فى أوروبا بهذه الخطة التى لا يرضى عنها أحد فى بريطانيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصري يرفض التفريط في صلاح محسن بعد عرض الوداد المغربي

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الأهلي يواصل التحضير لمباراة سيراميكا في كأس العاصمة

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال


الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

الأمانة قبل الإسعاف.. حكاية مسعف وسائق أعادا 684 ألف جنيه من قلب الطريق الصحراوي.. أنقذا مصابا فى حادث وعثرا على أموالا داخل السيارة.. السائق والمسعف: هدفنا الأساسي إسعاف المرضى والحفاظ على متعلقاتهم واجبنا


الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

تعرف على موعد استطلاع دار الإفتاء هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى