شاهد القصر التاريخى للملك فاروق بإسنا جنوبى الأقصر

رغم مرور أكثر من 65 سنة على نهاية حكم الملك فاروق لمصر، وتحويلها من الملكية إلى الجمهورية إبان ثورة 1952، إلا أن شواهد حكم الملك فاروق لمصر مازالت قابعة فى مختلف أرجاء مصر، ومنها القصر المميز للملك فاروق فى قرية وابورات المطاعنة التابعة لمجلس قروى أصفون بمدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر، والتى تضم عدد من القصور المميزة والاستراحات الملكية العظيمة التى كانت مقرات للإجازة الشتوية للملوك والأمراء والحاشية الملكية وقتها.

 

وفيما يلى يرصد "اليوم السابع"، تاريخ قصر الملك فاروق فى قرية وابورات المطاعنة بمدينة إسنا، والتى مازالت متواجدة حتى الآن، وتنتظر التدخل الحكومى لإنقاذها من الخراب والدمار وإدخالها مرحلة التطوير للاستفادة منها كمزار سياحى، حسبما يطلب أهالى مدينة إسنا، حيث يعد قصر الملك فاروق تحفة معمارية فريدة تطل على ضفة نهر النيل العظيم.

 

وفى هذا الصدد يقول صلاح الماسخ مفتح آثار بالأقصر، أن قصر الملك فاروق يعود تاريخ بناؤه لفترة حكم الخديوي إسماعيل، والذى كان قد استخدمه عباس حلمى الثاني، وتوارثه حكام مصر من الأسرة العلوية حتى الملك فاروق، الذي تمت تسمية بإسمه، وذلك لزياراته المتكررة لذلك القصر وقضاؤه عدة أوقات داخله خلال الفترة الأخيرة، موضحاً أنه بجانب زيارة الملك فاروق للقصر فقد كان يزوره أيضاً الأمراء من أسرة محمد على إلى ذلك القصر الملكى، حيث كانوا يصلون لذلك القصر عبر استقلال القطار الملكى الذى كان يتوقف عند محطة المطاعنة بقرية الحميدات شرق، ويتواجدون بمقر الاستراحة المخصصة لهم بجوار المحطة، ثم يتوجهون إلى القصر بالمعدية إلى المرسى الملكى المجهز لاستقبال معدية الملوك التى تقلهم.

 

ويضيف صلاح الماسخ، أن قصر الملك فاروق كان به مرسى علي نهر النيل، كان عبارة عن بلاطات رخامية مدرجة ومرقمة لقياس زيادة أو نقصان منسوب مياه النيل، موضحاً أنه يعمل فى قياس نهر النيل حتي الآن، حيث يتواجد القصر في منطقة "وابورات المطاعنة" التي أنشأها الخديوى إسماعيل نجل إبراهيم باشا بن محمد على لرى آلاف الأفدنة الموجودة بوادى الجن الواقعة ضمن الدائرة السنية التى كان يمتلكها الخديوي إسماعيل، وقام بتوزيع أراضيها على الفلاحين الزعيم جمال عبدالناصر بعد ثورة 1952.

 

ويؤكد مفتش آثار الأقصر، أن القصر مهجور منذ انتهاء حكم الملكية بمصر، وهو عبارة عن مبنى به 3 طوابق حول حديقة ضخمة من الأشجار والزهور المطلة على نهر النيل، ويوجد فى الطابق الأرضي مكان للمطبخ مجهز بكافة التفاصيل، وحالياً مقر نوم حارس القصر المخصص من الوزارة، والطابق الأول كان مخصصاً لاستقبال الضيوف، ويضم غرفة سفرة ودورة مياه صغيرة ومطبخ صغير وصالة بطول القصر بها باب خلفى يطل على الحديقة.

 

وفى الطابق الثانى توجد عدة غرف نوم، والجناح الخاص بالملك الذى يضم صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثناء زيارته للقصر، عقب قيامه بتوزيع أراضي الملكية على المزارعين فى إسنا عقب صدور قانون الإصلاح الزراعى، وفى الطابق الأخير للقصر يوجد السطح الذى يضم حجرة صغيرة بها مقتنيات الملك فاروق وأسرة محمد على الشخصية.

 

ويتبع قصر الملك فاروق الآن وزارة الزراعة، حيث أدرج ضمن ممتلكات هيئة الإصلاح الزراعى التى أنشئت بعد ثورة يوليو، من أجل تحديد الملكية الزراعية للأفراد، ويعد القصر هو الرابع من نوعه، من بين قصور خاصة بالأسرة العلوية التى حكمت مصر بإسنا، حيث يوجد بها القصر الشتوى للوالى محمد على، والذى أسس سنة 1890 وتحول إلى مدرسة ثانوية، إضافة إلى قصر الملك فاروق واستراحتين ملكيتين تقع جميعها على الضفة الغربية من النيل، ويتبع تلك الاستراحات الملكية أكثر من 700 فدان، خصصت كوقف لها، وهى من أجود الأراضى الزراعية التى تضم شتى المزروعات من خضر وفاكهة يباع محصولها فى مزاد علنى تابع لوزارة الزراعة كل عام.

 

وهناك استراحتين للملك فاروق بمركز إسنا فى منطقتى وابورات المطاعنة وطفنيس المطاعنة بمدينة إسنا جنوبى الأقصر، الأولى تتبع هيئة الآثار وأنشئت عام 1881 والتى تم تجهيزها لتكون للحاشية الخاصة بالملك، وصدر لتلك المنطقة قرار رقم 776 لسنة 2001 لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتم تسليم كافة الأثاث والمقتنيات التاريخية المتواجدة داخلها إلى هيئة الأموال المستردة التابعة للوزارة فى عام 2007، ولم يتبق منها حتى الآن سوى مدفئات موجودة بالقصر منذ إنشائه، وبعض القطع الخشبية، والثانية تتبع مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وأنشئت أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على شاطئ النيل.