فى الفرق بين المثقف والمزيف

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
كثيرون يطلقون على أنفسهم لقب مثقف، لأنهم متخصصون فى أمر ما أو شىء ما، يعرفون مثلا كيف تلد الحيتان، وحجم أعضائها التناسلية، وقدرتها على التنفس تحت الماء، إلخ إلخ إلخ.
 
كثيرون أيضا يطلقون على أنفسهم لقب مثقف، لأنهم غير متخصصين على الإطلاق، يعرفون شيئا عن كل شىء فيحسبون أنفسهم على قدر كبير من الثقافة، فى الموسيقى يطنطنون بأسماء كثيرة، بيتهوفن، موتسارت، باخ، أيدن، شوبان، يحفظون قصة من هنا وقصة من هناك، يحفظون حفنة من أبيات الشعر، وطرفة عن شاعر هنا وروائى هناك، فى التاريخ يحتفظون بالنكات، فى الرياضة، يبهرونك بقصة المشير عبد الحكيم عامر ونادى الزمالك، فى السياسية الخارجية يصدعونك باتفاقية أسلو، واتفاق غزة أريحا، فى السياسة الداخلية يخبرونك عن حركة القضاء وتنظيم حدتو، وما أن تراهم حتى يعيدوا عليك كل ما قالوه فى المرات الأولى، وإذا ما فاجأت أحدهم بسؤال يتوغل قليلا بعد السطح، يضربون أخماسا فى أسداس.
 
لا الأول مثقف ولا الثانى كذلك، الأول متخصص، مثل مثل الميكانيكى، مثل السباك، مثل الطبيب، لكن حظه أوقعه فى تخصص على قدر من الجاذبية، فصار يطنطن به فى كل مكان، مستعرضا بما يملك من معلومات، أما الثانى، فهو مبتدئ إن لم يكن أفاقا، ولا أريد أن أقول نصابا، لماذا؟ لأنه اكتفى بما يملك من معلومات تؤهله للفوز فى مسابقات المعلومات العامة وحل الكلمات المتقاطعة، وهو أمر أبعد ما يكون عن الثقافة، لأن الثقافة إن لم تكسبك هوية عقلية تثرى ذهنك وتنميه وتجعله قادرا على تجديد نفسه بنفسه واكتشاف آليات التفكير، واتباع قواعد الاستقراء والاستدلال والاكتشاف، لكن هذين الصنفين من المزيفين لا يقاس حجم خطورته إذا ما قارناه بالصنف الثالث.
 
الصنف الثالث من المزيفين هو ذلك الذى يوهمك بأنه تعلم وفكر وتدبر من أجل الوصول إلى حفنة مبادئ فقدسها وتعصب لها، ومضى يشهر سلاح الاتهام بالجهل والرجعية فى وجه أى شخص لا يعتقد بنفس ما يعتقد، والحقيقة وراء هذا الشخص أنه لم يفكر ولم يتعلم ولم يتوصل إلى حقيقة ما ثم اتبعها، هو تكيف مع منظومة قيمية فحسب، لأنه ببساطة وجد نفسه على هذا الحال ثم انتقى من الأفكار اللامعة ما يناسبها، فدفاعه عن هذه الفكرة هو فى الحقيقة دفاع شخصي، وإيمانه بهذا المعتقد هو فى الأصل إيمان بنفسه، الملحد الذى يسخر من ديانات الآخرين مزيف وليس مثقفا لأنه لا يؤمن بحرية العقيدة التى ينادى بها، مثلى الجنس الذى يناصر قضايا المثليين لا يؤمن بالحرية الجنسية بل يؤمن بمسارات شهوته، بدليل أنه يهاجم فى كل وقت منظومة الزواج المتبعة، الناصرى الذى ما عاداه، والوفدى الذى لا يرى إنجازات ثورة يوليو، فقط حاول أن تقيس على هذا القياس، واكتشف كم تزخر حياتنا بالمزيفين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا الليلة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

موعد مباراة المغرب وجزر القمر فى افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025

نجل حنان ترك يحتفل بزفافه وسط المقربين ورواد السوشيال يتساءلون عن غيابها

تبدأ 10 يناير.. جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب الخامس الابتدائى

أحمد حسام ميدو يواجه خطر الحبس بسبب صافرة محمود البنا.. التفاصيل


تعرف على ترتيب كباتن منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

مشاهد من غناء جنا عمرو دياب والهضبة فى حفل زفاف مدير أعماله

الأهلى ثانى أكثر الأندية تمثيلاً فى كأس أمم أفريقيا 2025

قرار جديد من ترامب يهدد مصير 26 مليون مجنس أمريكى.. ما الذى حدث؟

الأرصاد تحذر من أجواء شديدة البرودة وانخفاض الصغرى على القاهرة لـ 11 درجة


طبيب عيون بدرجة رئيس سابق.. كيف غير حادث سيارة حياة بشار الأسد؟

20 سنة للجنايات وسنتان للجنح.. قانون الإجراءات الجنائية يحدد مدة سقوط العقوبة

انتخابات النواب 2025.. أرقام الحصر العددى لدائرة الزقازيق فى الشرقية (فيديو)

الحصر العددى لدائرة دكرنس وشربين وبنى عبيد.. باسم بهاء يحصد 121327 صوتا

ظاهرة فلكية مهمة فى شهر رمضان المقبل.. تعرف عليها

منتخب مصر يتربع على عرش العرب فى كأس أمم أفريقيا

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر

الحصر العددى لدائرة المنصورة بالدقهلية.. تامر القصبي يحصد 87228 صوتًا

الحصر العددى لدائرة أبو حماد والقرين فى الشرقية.. ثروت سويلم يتصدر بـ40 ألف صوت

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 19-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى