"تنمر" الجيران..وجه آخر للجريمة

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى
بقلم محمود عبد الراضى

"صفحة الحوادث" من أكثر الصفحات قراءة في الصحف، حيث يقصدها القارىء، وربما يعيد قراءتها عدة مرات، خاصة في ظل لجوء بعض صحفيو الحوادث لأسلوب السرد الشيق للقصص الإنسانية، التي تستلهم منها دوماً العبرة والعظة، وتردد بينك أنت ونفسك :"الحمد لله..أنني لم أكن مكان الجاني أو الضحية".

باعتباري محرراً للحوادث، اتعرض يومياً لعشرات القصص من الجرائم مختلفة التفاصيل، ما بين "قتل وسرقة وخطف"، لكن هناك بعض الجرائم تجبرك على التوقف أمام تفاصيلها كثيراً، وتفكر في الأسباب التي قادت الجاني لارتكاب هذه الجرائم.

على سبيل المثال، شهدت محافظة أسيوط في قلب الصعيد حادث جنائي بشع، عندما ذبحت أم طفليها، العنوان يكاد يكون صادم، لكن الأكثر قسوة هي التفاصيل، عندما تعلم بأن "عائشة" فتاة تزوجت وعمرها 17 سنة، وأنجبت طفلين "عمر" يبلغ الآن من العمر 6 سنوات، و"زياد" 4 سنوات، وباتت السيدة تعاني من بعض الأمراض جعلتها تتردد على طبيب نفسي.

نظرات الجيران القاسية للسيدة المريضة لم تتوقف لحظة، فهم يرون أنها "مجنونة" لدرجة جعلتها تخاف على أطفالها أن يمنحوهم لقب "ولاد المجنونة"، فقررت أن تريحهم من هذا العبء ـ على حد تفكيرها ـ وفي سبيل ذلك دعتهم للعب معها "استغماية" وبعدما عصبت أعينهم ذبحتهم، وأبلغت الشرطة ليتم القبض عليها.

ما أسرده لك الآن، ليس حديثاً يفترى ولا فتوناً في الحديث، ولكن هي وقائع حقيقية، حدثت وتحدث وسوف تحدث.

هذا النوع من "تنمر الجيران" ضد السيدة المريضة، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فمن منا لا يعاني من تدخل جيرانه في حياته بشكل مخيف ومقلق، من منا لا يعاني من جاره الذي يتدخل في حياته ويهتم بتفاصيلها أكثر من الشخص نفسه، من منا لا يتعرض لضغوط مستمر من الجيران، قد تفقده أعصابه ليتركب الجرائم.

إننا بحاجة أن نغض الطرف عن الآخرين، لا نحشر أنفسنا في مساحاتهم الشخصية، فقد يتسبب ذلك في إجبارهم بالخروج عن المألوف وصولاً لإرتكاب الجرائم.

إذا كنا نبحث دوماً عن السعادة الحقيقية وراحة البال لأنفسنا فهذا يستوجب علينا أن لا نهدر وقتنا في التدخل السافر في حياة الآخرين، لكي لا يتدخلوا هم أيضاً في حياتنا، وحتى لا نصبح جميعاً ـ أنا وأنت ـ إما قتلى أو متهمين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يطير إلى نيويورك استعدادا لخوض قمة باريس سان جيرمان.. صور

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان


هبة عبد الغنى تستقبل واجب العزاء وتطلب عدم التغطية والتصوير

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

محمد شحاتة ينتظم فى تدريبات الزمالك عقب الانتهاء من أجازة الزواج


لعدم اكتمال النصاب القانوني.. تعذر الدعوة لعمومية غير عادية لسحب الثقة من الإسماعيلي

خزينة الأهلى تنتعش بـ9 ملايين جنيه.. اعرف السبب

أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

المشدد 15 عاما لشقيقين لإتجارهما فى المخدرات بجنوب سيناء

وزير الخارجية يؤكد ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

أوبتا تكشف المرشح المفضل للفوز بكأس العالم للأندية 2025

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

المواعيد المتبقية لإجراءات مجلس الشيوخ وفقًا للجدول الزمنى للانتخابات

الكرملين "مصدوم" من انتحار وزير النقل الروسى بعد إقالته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى