كيف استلهم نتنياهو تجربة أردوغان مع الأكراد للاحتفاظ بسلطته قبل الانتخابات؟.. رئيس الوزراء يستخدم "فزاعة" إيران لإعلان الحرب فى سوريا لصرف الانتباه عن فضائحه.. ويسعى لتوريط واشنطن فى معركة جديدة رغم الانسحاب

كتب - بيشوى رمزى

"أقول لكم.. أخرجوا من سوريا بسرعة فنحن لن نوقف هجماتنا".. هكذا قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مخاطبا إيران، فى إشارة صريحة إلى نيته مواصلة الهجوم على الأراضى السورية فى المرحلة المقبلة، بعد الهجوم الأخير الذى شنه سلاح الجو الإسرائيلى مستودع للأسلحة الإيرانية فى 12 يناير الجارى، لاستهداف مواقع وجود القوات الإيرانية فى مختلف المناطق السورية، وهو ما ينذر بمعركة جديدة فى واحدة من أكثر الدول التى شهدت الكثير من المعارك فى السنوات الماضية، منذ إندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربى"، قبل ثمانية سنوات.

إلا أن الدعاية الإسرائيلية تحمل فى طياتها عدة رسائل، ربما ينال الداخل الإسرائيلى الجانب الأكبر منها، فى ظل المأزق الذى يعانيه رئيس الوزراء الإسرائيلى داخليا فى المرحلة الراهنة، ليس فقط بسبب الخلافات التى ضرب الائتلاف الحاكم حول مشروع قانون التجنيد الإجبارى، والتى أسفرت عن إجراء انتخابات مبكرة، فى شهر أبريل المقبل، وإنما أيضا على خلفية الاتهامات التى تلاحق نتنياهو حول تورطه فى قضايا فساد، يخضع حاليا بسببها للتحقيقات، وهو ما يساهم بصورة كبيرة فى تقويض شعبيته قبل الانتخابات المقبلة، وبالتالى فيصبح مستقبله السياسى على المحك، كما أنها تمثل كذلك محاولة لتوريط واشنطن فى معركة جديدة بسوريا على غير إرادتها.

فزاعة إيران.. كيف استلهم نتنياهو تجربة أردوغان؟

وهنا تصبح "فزاعة" الوجود الإيرانى فى سوريا بمثابة الورقة الأخيرة التى يملكها رئيس الوزراء الإسرائيلى فى المرحلة الراهنة لصرف الانتباه فى الداخل عن قضايا الفساد، والتى ربما توجه أصوات الناخبين الإسرائيليين نحو دعم منافسيه فى انتخابات الكنيست القادمة، بالإضافة إلى كونها مدخلا مهما للدعاية الانتخابية التى سيطلقها نتنياهو فى الأسابيع المقبلة، والتى ستقوم على التركيز على التهديدات القادمة من طهران وضرورة التوحد تحت مظلة الحكومة لدحضها فى أقرب وقت ممكن.

ولعل التجربة الإسرائيلية فى قرع طبول الحروب لتحقيق مكاسب سياسية والإبقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، ليس بالأمر الجديد تماما فى المشهد الإقليمى، خاصة فى السنوات الأخيرة، حيث سبقه فى ذلك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والذى لجأ إلى إنهاء هدنته مع الأكراد، ليشن حربا ضروس ضدهم فى أعقاب فشله الانتخابى فى تحقيق الأغلبية المطلقة فى يونيو 2016، بعدما تمكن حزب الشعب الكردى من تحقيق عدد كبير من المقاعد فى البرلمان التركى، مما دفع أردوغان إلى الإعلان عن انتخابات مبكرة فى أكتوبر من نفس العام تزامنا مع حربه التى روج لها بأنها حربا ضد الإرهاب، بينما كانت فى الواقع وسيلة للاحتفاظ بسلطاته وتوسيعها بعد ذلك من خلال تعديل الدستور.

أنفاق حزب الله.. ليفنى تكشف مخطط نتنياهو مبكرا

ويمثل التصعيد الإسرائيلى تجاه إيران امتدادا صريحا لحالة الضجة الإعلامية التى صاحبت قضية الكشف عن أنفاق حزب الله اللبنانى، والذى يعد أحد أهم أذرع نظام الملالى فى المنطقة، والتى وصلت إلى قيام نتنياهو نفسه بزيارة المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان بصحبة عدد من السفراء الأجانب، محاولة صريحة لمغازلة الداخل الإسرائيلى وإضفاء الإنطباع لدى المواطن الإسرائيلى حول يقظة الحكومة وقدرتها على مجابهة التهديدات المحيطة به، وهى نفس السياسة التى تبنتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والتى قامت على استخدام فزاعة "العداء" من قبل جيرانها العرب، للحصول على المكاسب سواء للاحتفاظ بالسلطة فى الداخل من جانب، أو حتى الحصول على الدعم الأمريكى سواء العسكرى أو السياسى من جانب أخر.

يبدو أن أحزاب المعارضة الإسرائيلية نفسها قد أدركت خطة نتنياهو منذ البداية، وهو ما بدا واضحا فى تصريحات زعيمة المعارضة تسيبى ليفنى، والتى كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية إبان الحرب بين إسرائيل وحزب الله فى عام 2006، حيث أكدت أن التصعيد الإعلامى الإسرائيلى للقضية يأتى لتحقيق مكاسب سياسية، موضحة أن ما حدث على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ما هو إلا مجرد نشاط هندسى على منطقة تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وبالتالى فهناك حاجة ملحة لوضع العملية فى حجمها الحقيقى.

توقيت الإعلان.. نتنياهو يحاول توريط واشنطن فى معركة جديدة بسوريا

إلا أن المفارقة أن توقيت الإعلان عن الحرب الإسرائيلية الجديدة فى سوريا لمجابهة الميليشيات الإيرانية لا يتزامن فقط مع مأزق نتنياهو الداخلى، ولكن أيضا مع الأشهر الأخيرة للوجود الأمريكى على الأراضى السورية، وبالتالى فإن الحرب المرتقبة ربما تكون الفرصة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلى إذا ما أراد الفوز بدعم عسكرى من قبل واشنطن، والتى تتبنى نفس الدعاية المناهضة للوجود الإيرانى على الأراضى السورية، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد تلقت ضوءا أخضر من قبل إدارة ترامب لتحقيق مبتغاها فى سوريا، فى الوقت الراهن، أم أنها محاولة إسرائيلية لتوريط واشنطن فى معركة جديدة بسوريا على غير إرادتها.

كان القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا قبل عدة أيام، بمثابة صفعة قوية للحكومة الإسرائيلية، ليس فقط لأنه يساهم بصورة كبيرة فى دعم نفوذ طهران، ولكن لأنه يضع إسرائيل بمفردها فى مواجهة إيران وحلفائها، وعلى رأسهم روسيا، كما أنه من شأنه حرمان الحكومة الإسرائيلية من ورقة المساومة الأخيرة التى يمكنها بها مجابهة موسكو لإجبار إيران على الانسحاب من الأراضى السورية، فى ظل التوتر الراهن بين موسكو وتل أبيب على خلفية إسقاط طائرة روسية على الأراضى السورية فى سبتمبر الماضى، وهو ما ألقت فيه روسيا بالمسئولية رسميا على الدولة العبرية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

ريبيرو يبحث مع معاونيه خطة بقاء شباك الأهلي نظيفة في الدوري

طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اللغة الأجنبية والصرف

من وادى النطرون إلى كاليفورنيا.. الأديرة القبطية تنسج خريطة الإيمان عبر الزمان والمكان.. أثرية تروى تاريخ الرهبنة وتحتضن قرونا من الصلوات بقلب الصحراء المصرية.. والمهجر جسور تربط الأقباط بجذورهم رغم المسافات

فرصة للتصالح.. شهر ونصف قبل الفصل فى الحجر على نوال الدجوي

السكة الحديد تطلق خدمة Premium Lounge لركاب القاهرة الإسكندرية


الزمالك ينهى موقف الفلسطينى عمر فرج

مكتب التنسيق يبدأ فرز رغبات الطلاب بمرحلة تقليل الاغتراب.. جودة غانم: إعلان النتيجة غدا عبر الموقع الإلكترونى.. تطبيق نسبة الـ10% لقبول المتقدمين.. وترشيحات الطلاب بعد النتيجة نهائية ولا يوجد تحويلات ثلاثية

متطرفون إسرائيليون يقتحمون الحدود السورية لوضع حجر أساس مستوطنة

الزمالك ضد مودرن سبورت.. موعد المباراة والقناة الناقلة

بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية مدينة نصر


بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور

الأهلى ضد غزل المحلة.. موعد المباراة والقناة الناقلة

محمد صلاح يزين قائمة تاريخية جديدة في الدوري الإنجليزي

زى النهارده.. حسام عاشور يزور الشباك للمرة الأخيرة بقميص الأهلى

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا يوم السبت 23 أغسطس

شبابها يحميها.. مخططات الإخوان ضد السفارات تفشل على يد أبطال مصر بالخارج

كولومبوس كرو يقدم وسام أبو علي.. صور

تشييع جنازة والد محمد الشناوى بعد صلاة الفجر فى كفر الشيخ والعزاء ليلا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى