صور.. المشغولات اليدوية التراثية تزدهر بواحة سيوة.. مجمع الحرف البيئية يمثل طفرة تنموية.. انتشار محلات بيع البضائع والحلى والملابس التراثية فى مطروح والمحافظات الكبرى.. ومعارض بأنحاء عدة بالقاهرة

المشغولات اليدوية التراثية تزدهر بواحة سيوة

مطروح – حسن مشالى

الأحد، 20 يناير 2019 02:10 ص

تشتهر سيوه بالعديد من الحرف والصناعات اليدوية، مثل المشغولات اليدوية من الحلى وتصميم المشغولات الفضية وغيرها من قطع الإكسسوار النسائية، التى تقبل السيدات على اقتنائها وخاصة السائحات، لتميزها بالبساطة والجاذبية، وصناعة السجاد والكليم المطرز بالألوان والنقوش المميزة للتراث السيوى، والملابس وفساتين الأفراح التقليدية المطرزة، بالإضافة إلى منتجات الواحة من أجود أنواع الزيتون وزيوته والتمور، وتعمل الفتيات والسيدات فى معظم هذه المنتجات، سواء من داخل مجمع الحرف البيئية بالواحة أو من منازلهن بعد تلقى التدريبات اللازمة، أو توارث هذه المهن من الأمهات والجدات.

وتعد وحدة الصناعات الحرفية، بمجمع الحرف البيئية بواحة سيوة، أحد أهم المشروعات التنموية، التى أنشأتها محافظة مطروح عام 2006 فى عهد المحافظ الأسبق الفريق محمد عبد الحميد الشحات، من أجل تنمية الواحة والمحافظة على تراثها المتميز من المشغولات اليدوية، من خلال تدريب الفتيات والسيدات على هذه الأعمال، إلى جانب معرض بيع وتسويق المنتجات داخل مجمع الحرف البيئية بواحة سيوة، لمنتجات وحدة الصناعات الحرفية ومنتجات السيدات المنتجات داخل منازلهن، على حد سواء، ويحتاج المجمع الحرفى للدعم والمساندة من الجهات المعنية، لمواصلة دوره الذى نجح فيه فى ظل ضعف الإمكانيات وغياب الدعم لأكثر من 10 سنوات.

ازدهار المشغولات اليدوية التراثية لواحة سيوة (1)

أكد المهندس على سالم أحد أبناء واحة سيوة، مدير وحدة الصناعات الحرفية بالمجمع: "أن الوحدة تعمل بها عدد من الفتيات المتدربات بجانب 4 مدربات فى مجال نسيج الكليم والحياكة والتطريز والفضة، مشيراً إلى أنه غالباً ما تكون المتدربة فتاة غير متزوجة، وعندما تتزوج تتوقف عن العمل فى الوحدة، لطبيعة عادات وتقاليد المجتمع السيوى، وتبدأ فى العمل من داخل منزلها ويتم مساعدتها ودعمها من خلال عرض وبيع منتجاتها، داخل معرض مركز الصناعات الحرفية والمعارض الأخرى خارج سيوة.

وتعانى الوحدة من تقلص عدد المتدربات، بسبب ضعف رواتبهن التى تتراوح ما بين 600 و 800 جنيه شهرياً، فى ظل غياب الدعم المالى من الجهات المعنية، للمشروع الذى لا يهدف إلى الربح بقدر الهدف منه تنمية المجتمع وجعله منتجاً.

وتنتج المتدربة أو العاملة، حوالى 7 أمتار من الكليم خلال الشهر، وفى ورشة الحلى تنتج الفتاة قطعتين فى اليوم، وفى الملابس تنتج العاملة قطعة أو قطعتين من الملابس المطرزة طوال اليوم.

ازدهار المشغولات اليدوية التراثية لواحة سيوة (2)

وتضم وحدة الصناعات الحرفية مجموعة من الأقسام، وهى قسم صناعة المشغولات الفضية والنحاسية، وتقوم الفتاة بتحديد الشكل الذى ستنقشه على قطعة الحلي، من خلال رسمه على ورق مخصص قبل لصقه على شريحة معدن الفضة أو النحاس قبل نقشها، لصناعة الأساور والخواتم ودلايات السلاسل والكوليهات، وتتم صناعة السجاد والكليم بعد تدريب الفتيات على أعمال النول لمدة تتراوح بين 3 و 4 أشهر، وكذلك أقسام الحياكة وتفصيل الملابس وتطريزها.

ويوجد داخل مركز الصناعات الحرفية، قاعة معرض لجميع منتجات الوحدة، من المشغولات اليدوية المختلفة، إلى جانب عرض وبيع منتجات السيدات المنتجات للمشغولات اليدوية داخل منازلهن.

وقال محمد عمران جيرى عضو مجلس إدارة أحد الجمعيات الحفاظ على التراث، إن الواحة تشتهر بجودة وتميز المشغولات اليدوية التراثية، وهناك مساعى جادة للحفاظ عليها واستمرارها، خاصة مع إقبال الكثيرون على اقتنائها وتلقى رواجاً بين السياح، وأصبحت هذه المشغولات ذات شهرة واسعة، وانتشرت محال وبازارات بيعها فى العديد من الأماكن خارج واحة سيوة، مثل مرسى مطروح والإسكندرية والقاهرة وغيرها من الأماكن الأخرى.

ازدهار المشغولات اليدوية التراثية لواحة سيوة (3)

وأضاف " جيرى " بأن مركز الصناعات الحرفية بسيوة، ساهم بشكل كبير فى الحفاظ على الصناعات الحرفية والبيئية والتراثية، وتدريب أعداد كبيرة من فتيات الواحة على المهن المختلفة، وأصبح معظمهن منتجات لهذه المشغولات من داخل منازلهن، بعد أن تزوجن والتزامهن بعادات وتقاليد الواحة بعدم خروجهن للعم خارج المنزل.

وأشار إلى أن المشغولات اليدوية التراثية لواحة سيوة، لها شهرة واسعة داخل مصر وخارجها، وأصبحت ضيفاً على العديد من المعارض داخل محافظة مطروح والمحافظات الأخرى، وكانت آخر هذه المعارض، بنقابة الصحفيين خلال الفترة الأخيرة الماضية.

من جانبه أكد اللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح، أنه تفقد مركز الصناعات الحرفية بسيوة، مع أول زيارة له للواحة عقب توليه المنصب، وشاهد تميز منتجاته من المشغولات المختلفة، ووقف على مطالب دعمه وتطويره، ووجه بدراسة تحقيق أكبر استفادة منه لصالح أهالى سيوة والحفاظ على التراث.

وأضاف محافظ مطروح، فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن إدارة تنمية القرية ووحدة تكافؤ الفرص بالمحافظة، تولى اهتماما كبيراً لدعم أصحاب مشروعات المشغولات اليدوية وغيرها من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن واحة سيوة تحظى باهتمام خاص لما بها من مواد خام وأولية للعديد من الصناعات، بالإضافة إلى وجود صناعات حرفية يدوية وتراثية تتماشى مع الطابع التراثى والسياحى للواحة، وستلقى هذه الأنشطة دعما متواصلا من المحافظة.