الفلبين تنتزع "جذور الاستعمار" فى استفتاء يمكن مسلمى الجنوب من "الحكم الذاتى".. الرئيس دوتيرتى يدعو للتصويت بـ"نعم" وتصحيح "الظلم التاريخى".. ومراقبون: عمله 20 عاماً فى الإقليم دشن علاقة قوية مع المسلمين

دوتيرتى وسط جماهير و ترامب و أوباما
دوتيرتى وسط جماهير و ترامب و أوباما
كتب - بيشوى رمزى

ربما كانت لحظة مفصلية فى تاريخ مسلمى الجنوب الفلبينى مع ترشح الرئيس الحالى رودريجو دوتيرتى فى الانتخابات الرئاسية بالفلبين فى عام 2016، حيث يتبى مشروع تأسيس دولة فيدرالية يتمتع خلالها المسلمون بحكم ذاتى على مناطقهم، بالإضافة إلى إدراكه الواسع بقضايا الجنوب منذ أن كان عمدة مدينة دافاو الجنوبية لمدة 20 عاما كاملة، وهو الأمر الذى ساهم فى قيام سكان الجنوب المسلمين لدعمه وبالتالى كانت أصواتهم حاسمة ليفوز بالانتخابات والوصول إلى قصر الرئاسة فى العاصمة مانيلا، أملا فى أن يضع حدا للمأساة التى عانوا منها لعقود طويلة من الزمن.

ولعل استفتاء اليوم الاثنين فى مناطق الجنوب الفلبينى، والتى من المتوقع أن تسفر عن حصول المسلمين على حكم ذاتى فى مناطقهم، بمثابة ثمرة الدعم الذى قدموه لدوتيرتى قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام، حيث لعب دورا بارزا فى تمرير خطته لتشكيل فيدرالية من شأنها حصول مناطق الجنوب ذو الأغلبية المسلمة على الحكم الذاتى عبر البرلمان، وهو الأمر الذى فشل فيه أسلافه بصورة كبيرة.

 

رؤية دوتيرتى.. رئيس الفلبين يقوض الإرث الأمريكى

ويمثل الدعم الكبير الذى يقدمه دوتيرتى لخطة استقلال الجنوب امتدادا لسياساته القائمة على القضاء على بقايا الاستعمار الغربى، حيث كان الجنوب الفلبينى مستقلا حتى فى ظل الاستعمار الأسبانى للبلاد، إلا أن تنازل أسبانيا عن الفلبين للولايات المتحدة بموجب معاهدة باريس، كان بمثابة نقطة فارقة فى تاريخ البلاد، حيث قامت القوات الأمريكية بضم الجنوب إلى الشمال، قبل أن تمنح الولايات المتحدة الفلبين استقلالها فى منتصف الأربعينات من القرن الماضى.

 

رودريجو دوتيرتى
رودريجو دوتيرتى

 

وهنا بدأت معاناة سكان الجنوب من جراء التهميش الذى مارسته الحكومات الفلبينية المتعاقبة، على المسلمين، خاصة فى عهد فرديناند ماركوس، والذى تولى مقاليد الحكم فى عام 1965، حيث تبنى نهجا قمعيا عنيفا فى مجابهة الدعوات التى تبناها الجنوبيون لتحقيق حلم الاستقلال، وصلت إلى حد ارتكاب مجازر بحقهم قامت خلالها القوات الفلبينية بقتل المئات من المسلمين، وهو ما يعتبره الرئيس الفلبينى بمثابة الإرث الذى تركته الولايات المتحدة فى بلاده، خاصة وأنها كانت تبارك الخطوات التى يقوم بها حلفاؤها وعلى رأسهم ماركوس.

 

بين أوباما وترامب.. دوتيرتى يواصل التحدى للهيمنة الأمريكية

ويعد الدعم الذى يقدمه الرئيس الفلبينى للاستفتاء بمثابة استمرارا لمواقفه المناوئة للهيمنة التى مارستها الإدارة الأمريكية على بلاده لعقود طويلة من الزمن، وهو ما بدا واضحا فى خطاباته المعادية للولايات المتحدة، خاصة خلال عهد الإدارة السابقة، التى ترأسها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، والذى وصفه دوتيرتى قبل انتهاء ولايته بـ"إبن العاهرة"، وهو التصريح الذى أثار حالة من الجدل على المستوى الدبلوماسى، خاصة وأنه أعلن بالتزامن مع ذلك عن قطع العلاقات مع واشنطن.

 

الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما واجه إهانات بالغة من دوتيرتى
الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما واجه إهانات بالغة من دوتيرتى

 

وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين مانيلا وواشنطن بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض قبل عامين، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس الأمريكى إلى مانيلا فى نوفمبر 2017، فى إطار جولة آسيوية، إلا أن تصريحات دوتيرتى المعادية لواشنطن لم تتوقف، حيث وصفها بأنها بلد سيئ للغاية ولا يستحق شرف زيارته لها، وذلك فى تعليق على دعوة ترامب له بزيارة البيت الأبيض.

 

خطوات جدية.. دوتيرتى يدعو للتصويت بـ"نعم"

وعلى الرغم من أن الطريق إلى الاستفتاء قد بدأه الرئيس الفلبينى السابق بينينو أكينو، والذى وقع اتفاقية سلام مع جبهة مورو الإسلامية فى الجنوب عام 2015، إلا أن الغالبية العظمى من مؤيدى الاستقلال يرون أن الخطوة كانت مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع، حيث لم يتخذ خطوات جدية لتمرير قانون يعطيهم الحق فى إجراء استفتاء من شأنه منحهم الحكم الذاتى، على عكس النجاح الذى حققه دوتيرتى فى هذا الإطار.

 

ترامب ودوتيرتى
ترامب ودوتيرتى

 

ودعا دوتيرتى، فى خطاب قبل عدة أيام، سكان الجنوب للتصويت بـ"نعم" فى الاستفتاء، موضحا أن هذا هو السبيل الوحيد لتصحيح الظلم التاريخى الذى تعرض له سكان الإقليم خلال عقود طويلة من الزمن، معتبرا أن الخطوة التى تشهدها بلادهم هى بمثابة ثمرة دموع وعرق ودماء بذلها الأسلاف، ليهتف بعد ذلك أثناء الخطاب "الله أكبر".

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

من خصام الأخ إلى حضن النهاية.. القصة الكاملة لخلاف هدى سلطان ومحمد فوزى

دينا فؤاد تخطف الأنظار بإطلالة صيفية كاجوال فى شوارع كان الفرنسية

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

صحة الكويت: 160 حالة إصابة بتسمم كحولى وارتفاع الوفيات إلى 23 حالة

طاقم حكام مصري بقيادة أمين عمر لمباراة كينيا وجامبيا بتصفيات كأس العالم


مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر


فليك يبحث عن حلول هجومية لتعويض غياب ليفاندوفسكى أمام مايوركا

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

ليفربول يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي ضد بورنموث الليلة

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

مصر تعود لقلب أفريقيا.. تخصيص 5 آلاف فدان لمزارعين مصريين فى كينيا.. اتحاد العمال يطلق مشروعا زراعيا مصريا ضخما فى نيروبى.. عيد مرسال يكشف: تسهيلات لسفر العمال وتأمينهم ومتابعتهم دون أى عائد مادى للنقابة

المقاولون العرب يختتم استعداداته لمواجهة الزمالك بالدوري

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى