مريم محمد سعيد تكتب: ضحكات من القلب

ما أجمل أن نبتسم! ولكن هل نكتفى بالابتسامة أم نضفى عليها مزيداً من البهجة لتصبح ضحكة حلوة من قلب ينبض بالحب؟ وهل تلك الضحكة تدل على أن من يمتلكها مجرداً من الهموم وأن الحزن لا يعرف بابه، إذا كان هذا الأمر فى مخيلتك فعليك أن تعى أن وراء كل ضحكة أسراراً لا تنتهى ووراءها أيضاً حزناً دفيناً، وآلاماً وأوجاعاً لا تحتمل، وخلف كل ضحكة أقاويل كثيرة اختزلت فى ابتسامة ممزوجة بالأمل توحى بأن كل شىء سيكون على ما يرام مهما عاندتنا الحياة.

 

أنا أضحك! نعم ولماذا أنت لا؟ أنت خلقت لكى تملأ الدنيا بالضحكات، تضحك على الزمان الذى جار بك، تضحك لتزيل كل همومك وتغتسل منها فتفارقها للأبد وتقول لها وداعاً أيتها الهموم، ولا تضحك لتسخر من شخص فإذا استهنت بالناس سخر الله من يستهين بك، وكن صديقاً لنفسك فحاورها وتصالح معها وكن معها خير جليس وعاهدها أنك ستقبل على الحياة مهما كانت الظروف وأنك لن تتخلى أبداً عن ابتسامتك.

 

وأنت مع أقرانك تعمد أن تظهر فى الصورة والابتسامة تملأ وجهك، فالناس تميل إلى الشخصية التى ترتسم الابتسامة على وجهها، ولا تكترث بالأشخاص ذوى الطابع الحزين، فكن داخل الصورة ولا تجعل نفسك خارج إطارها، واحتفظ بصورتك لتكون ذكرى حلوة لك واقض وقتاً طيباً مع أصدقائك تعلو خلاله ضحكاتك حتى تصل إلى عنان السماء.

 واعلم أن أكثر الناس تبسماً هم أكثرهم ابتلاءً مثل الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذى تعرض لابتلاءات عديدة ورغم ذلك لم تفارق الابتسامة وجهه فتبسمك فى وجه أخيك صدقة واجعل من ضحكتك رسالة بأن الحياة قصيرة لا تستحق منا كل هذا الأنين، خذ الأمور بمنتهى البساطة واجعل ابتسامتك تتنقل بين الناس كالفراشة التى تتنقل بين الزهور مرحباً بهم أشد الترحيب تغاضى عن الحماقات التى يقترفونها زمائلك خذها بسخرية و اضحك عليهم كما يضحكون عليك و اطلق روحاً جميلة فى المكان..فانت تعطر المكان بعدما لوثه الغبار و اجعل اقرانك ينتشون لوجودك معهم لانك قد ادخلت السرور فى قلوبهم بابتسامتك الجميلة وضحكتك الرنانة.

فلك مطلق الحرية أن تعيش فى جحيم لا يطاق.. أو أن تعيش حياة تعلو فيها الضحكات معلناً التحرر من كل الهموم و لك مطلق الحرية فى ان تكون شخصاً محبوباً فى المجتمع او ان تكون مرفوضاً من المجتمع.

 

ادخل فى الإطار و ارنى كيف تكون الابتسامة وارنى كيف تكون ضحكاتك فبدخولك فى الاطار تكون قد اصبحت جزء من كيان، جزء من عالم لم تستطع ان تجرفهم الرياح وتحدوا الحياة بل اضفوا ابتسامتهم وضحكاتهم لكى يزداد الإطار حلاوة، فما أجملها صورة وما أجمله صمود.