من دفتر ذكريات يناير

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
كل عام ومصر بشعبها على اختلاف طوائفه ومذاهبه وألوانه بخير وسلام وأمان، عالية فوق رؤوس الجميع وبعداً لكل الخونة واللئام.
 
وكل عام وجنود وضباط مصر الأشراف الذين يضحون بالأرواح لينعم كل منا بنومٍ هادئ مطمئن بخير وسلام وحفظٍ من الحى الذى لا ينام .
 
وبحلول الذكرى الثامنة لثورة يناير وما أسرع مرور السنوات، أسترجع ذكرياتى بما تحمله من آمال وآلام، نجاحات وإخفاقات، مؤامرات وإصلاحات، مخلصون وخونة، منتفعون وعاشقون لتراب مصر، ضمن هذه الملحمة الكبيرة المليئة بالمشاهد الكثيرة المتلاحقة المتداخلة.
وكما فتحت دفتر ذكريات الثورة لأستعيدها من جديد بعد مرور الثمانى سنوات، فقد تمكنت كذلك من إكمال الكثير من السطور المفتوحة والتى امتلأت بعلامات الاستفهام، والجدير بالذكر أننى قد استطعت التخلص من عدد لا بأس به من تلك العلامات لاستبدلها بحقائق واقعة مؤكدة، وإجابات على أسئلة لم تكن لها أن تحظى من قبل بتلك الإجابات.
 
الحمد لله فقد هدانى عقلى الذى أنهكته سنوات طويلة من الفكر المستمر فى حقيقة الأمر، واطمأن قلبى الذى استفتيته عشرات المرات لأقف فى النهاية موقف المعتدل المحايد الذى لا تستهويه المعسكرات ولا التحزبات ولا غيرها من مسالك الجنون التى أصابت عددا ضخما من المصريين، وبثت بينهم الفرقة لحد وصل فى كثير من الأحيان إلى أقصى درجات التطرف.
 
فخلاصة القول أن الخامس والعشرين من يناير كانت ثورة بأمر الشعب ليس لها وكلاء حصريون، وإن لم ينحاز المصريون إلى خيار الثورة على الفساد لم لتكن أبداً ثورة، وأن المؤامرة التى حيكت لمصر من عدة أطراف ترقبوا وتسللوا وجندوا العشرات من الخونة الذين باعوا ضمائرهم وتجردوا من كل معان الوطنية بجانب جماعة التضليل التى كانت أول المنضمين وأخلص المنفذين للخطة المرسومة والتى باتت معلومة للصغير قبل الكبير، ما هم إلا حفنة من الأشرار قد ذهبوا وخططهم إلى جحيم الازدراء والاستبعاد.
 
فالآن قد اكتملت الصورة وتلاشت كل الأجزاء المنقوصة وأُزيلت معظم علامات الاستفهام، وما كان لغزاً محيراً منذ سنوات، أصبح واضحاً جلياً موثقاً بالأدلة والإثباتات.
 
فلم يعد المجتمع يحتمل كل هذا التنظير الذى يصدر عن معسكر المغيبين عن الواقع، هؤلاء الذين يرفضون إخراج رؤوسهم من الرمال كى لا يروا الواقع بكل ما يحمله من متناقضات، طائفة المنتظرين عودة الثورة من جديد، وبكل أسف فهذه الطائفة تكرر نفس الأخطاء بنفس الكيفية دون أن تقرر وقفة مع النفس ولو لمرة واحدة لرؤية الصورة الكاملة، والتى إن رأتها بعين العقل لن تستمر لحظة واحدة فى غيها ولن تستدعى من جديد كل قطاعات الخونة والحاقدين والإرهابيين لتستقوى بهم من جديد من أجل هدف واحد فقط وهو (عودة الثورة فحسب).
 
عزيزى الثائر دائماً وأبدا كنت يوماً ليس ببعيد اصطف معك وأقف بجانبك فى ميادين الثورة منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى الثلاثين من يونيو، كنا ندافع معاً عن قضية واحدة تمسنا جميعاً كمصريين وهى تطهير أرض مصر من الفساد والاستبداد والثورة على الفقر والجهل والمرض وانعدام الكرامة الإنسانية، التى عانى منها شعب مصر عقوداً طويلة إلى أن سقط نظام الاستبداد، ثم اتضح لنا جميعاً أن هناك من يتربص بنا وفى غفلة من الزمن انقض علينا وسرق ما حققناه من نصر بمنتهى الخسة طبقاً لخطة توزيع المغانم التى وُضعت ضمن بنود مشروع الشرق الأوسط الجديد وتمكين المتطرفين من الحكم لتفتيت المنطقة وإنهاكها والتى تمكنت الرؤوس المدبرة من تحقيقها فى بلدان مجاورة شقيقة ولكنها فشلت على أرض مصر.
 
فقد تدارك المصريون الخطأ وانتفضنا لنعود مجدداً إلى ميادين الثورة على الإخوان ومن خططوا لتمكينهم لنحرر مصر من جديد، وبالفعل قد ذهب الإخوان وخططهم ومن دبر لهم أدراج الرياح، ولم يعد يتبق لهم سوى الغل ومحاولات الانتقام وبعض العمليات الإرهابية التى لن تهتز لها مصر ولن تتوقف عن مسيرتها لتعود للخلف من جديد.
 
كان هذا التوقيت آخر عهدى بميادين الثورة وآخر عهدى بالتلاحم المصرى الذى تخللته عوامل خفية وأغراض ومنافع شخصية وأجندات خارجية، فأصابته بالشقاق والافتراق، وقد حان الآن وقت الاختبار.
 
فمن يريد خيراً لهذا الوطن فليمد يداً للمساعدة قدر استطاعته وإن كانت بسيطة، ومن يدعو للتذمر ويبث السموم وينفخ فى النار لإشعال الفتنة وتأجيجها ما هو إلا منتفع وبنفسه غرض.
 
بنى وطنى.. لِم نفترق ونحن فى مفترق الطرق؟ لِم نسمح لعدو لنا أن يشق صفوفنا ويشتت شملنا؟ حتى وإن اختلف أحدنا بالرأى مع الآخر ورأى من السلبيات أو الإيجابيات ما لا يراه أخاه على نفس الأرض وتحت نفس السماء، فليرجأ خلافه ويكبح جماح غضبه ليعلنه بحب ووطنية بعد أن ننجو بوطننا ونعبر به هذا المفترق وتلك الضائقة لعل الله يجعل لنا من بعد عسرٍ يسر .
 
فلنحتفل بعيد ثورتنا العظيمة ونسترجع ذكرياتها ونتدارك أخطاءها لأننا فى النهاية من فزنا بإيجابياتها وما زلنا نتخلص من سلبياتها ونكشف ونستبعد خونتها وعملائها.. وكل عيد ثورة ومصر بخير وسلام وأمان وبُعداً للخونة واللئام.
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتوج بالسوبر الأفريقي لليد على حساب الترجى ويتأهل لمونديال الأندية (صور)

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

يسرا تتألق بفستان أحمر بصحبة عمرو منسى بمهرجان كان السينمائى (صور)


البحرين ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات المفروضة عن سوريا

كروس: كنت أشك في الفوز على برشلونة.. ومررنا بموسم مرهق

غلطة الحارس بألف.. شاهد خطأ كارثى لعواد يمنح بيراميدز المبادرة أمام الزمالك

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية


جنازة سما عادل إحدى ضحايا حريق خط غاز طريق الواحات من مسجد الحصرى غدا

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

ترتيب دورى المحترفين قبل 3 جولات من النهاية.. وادى دجلة في الصدارة

تعيين الدكتور محمد سامح عمرو عميد حقوق القاهرة ضمن المجلس الأعلى للهلال الأحمر

إخماد حريق فى مبنى تحت الإنشاء بمدينة 6 أكتوبر دون إصابات

كيف نفهم عودة ارتفاع سعر الذهب عالميا رغم التهدئة فى الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟.. الأسواق تعيد ضبط اتجاه الأسعار وترقب نتائج بيانات التضخم.. ومشتريات محدودة تدفع الأونصة للتحرك حول 3250 دولارا

منها القهوة والموز.. مواد غذائية قد تختفى بحلول عام 2026

موعد مباراة الأهلى والترجى التونسى فى نهائى السوبر الأفريقى لليد

قتلى وجرحى باشتباكات بين الميلشيات المسلحة فى طرابلس.. تصفية قائد ميليشا بارز بمعسكر التكبالى.. استنفار عسكرى فى صفوف المسلحين بالعاصمة الليبية..حكومة الوحدة تعلن سيطرتها على "بوسليم"..ودعوات أممية لوقف التصعيد

لا يمكنك اختيار صلاح.. هداف الدورى الإنجليزى يثير الجدل بين ثنائى تشيلسى

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى