يوم ملكى على ضفاف النيل.. فاروق حسنى ومنير فخرى عبد النور وهشام الشريف ومصطفى الفقى وخالد جلال فى افتتاح المعرض المتحفى "ملامح عهد".. المعرض يكشف مقتنيات نادرة لأسرة محمد على والخديوى اسماعيل تعرض لأول مرة

افتتح الدكتور خالد سرور، أمس، معرض "ملامح عهد" ضمن سلسلة "كنوز متاحفنا" فى نسخته الثالثة بمجمع الفنون (قصر عائشة فهمى) بالزمالك حيث يستمر المعرض حتى يوم الأربعاء الموافق 27 مارس المقبل.

وتبنى مجمع الفنون الذى يرأسه الفنان إيهاب اللبان منذ افتتاحه فكرة صنع هوية خاصة بالمجمع بدأها بكنوز متاحفنا 1 الذى احتفى فيه بكنوز مصر من اللوحات العالمية، ثم كنوز متاحفنا 2 الذى عرض لأول مرة منذ عقود روائع النسيج الإسلامى والقبطى، ثم كنوز متاحفنا 3.

وجاء الافتتاح بحضور الفنان فاروق حسنى، الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، هشام الشريف وزيرة التنمية المحلية الأسبق، ومنير فخرى عبد النور وزير السياحة الأسبق، والدكتور خالد جلال رئيس الإنتاج الثقافى، والدكتور أشرف رضا أستاذ كلية الفنون الجميلة، والدكتور صلاح المليجي، والفنان طارق الكومي.

وقال الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن معرض ملامح عهد (أسرة محمد على) يعد استكمالاً للمشروع الفنى الطموح لإعادة الروح لثرواتنا المتحفية والتذكير بقيمتها على مستوى العالم فى ظل ما تعانيه أهم متاحفنا الفنية من الإغلاق لفترات طويلة تعدت فى بعضها ربع قرن ما تسبب بالتأكيد فى ظهور جيل كامل لم يتسن له رؤية هذه الروائع الفريدة التى لا تُقدر بثمن.

ومن جانبها، قالت داليا مصطفى، رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون، إن أهمية هذا المعرض الاستثنائى لا تقتصر على كونه أول عرض على الإطلاق يضم هذه النخبة من الأعمال الفنية الفريدة، وقد لا تقتصر هذه الأهمية كذلك على كونه عرضًا تمتزج فيه هيبة التاريخ بقيمة الإبداع، وذلك لأن قيمة هذا العرض تكمن فيما يمثله فى حد ذاته من فرصة غير اعتيادية، لإعادة تأمل حقبة تاريخية مهمة من زوايا غير تقليدية.

 وتابعت :"ربما هى المرة الأولى التى نتأمل فيها فصلاً مهمًا من فصول تاريخنا المصرى الحديث من وجهة نظر إبداعية".

وفى السياق ذاته، قال الفنان إيهاب اللبان، مدير مجمع الفنون ومعد المعرض، إن فلسفة العرض الحالى لا تخرج عن الخط العام لفلسفة سلسلة عروض "كنوز متاحفنا"، من حيث إعادة التنقيب فى ثرواتنا الفنية التى طال احتجابها، وإلقاء الضوء على النفيس، والكشف عن المجهول، إلا أن ما يتمتع به هذا العرض من خصوصية، على مستوى الأعمال المعروضة والمضمون التاريخى، يضعنا إزاء نقلة غير تقليدية فى عروض "كنوز متاحفنا".

وتأتى فى مقدمة أسباب خصوصية هذا المعرض، أهمية هذه المرحلة التاريخية ذاتها، وهى مرحلة أسرة "محمد علي"، التى طالما شغلت العديد من المؤرخين محليًا ودوليًا، نظرًا لما شهدته من أحداث جسام، مرت على مصر خلال قرابة قرن ونصف من الزمان، وتعاقبت عليها خلالها أربعة أنماط من النظم، بدءًا من نظام الولاية، مرورًا بالخديوية والسلطنة، وانتهاءً بالمملكة التى اختتمت المرحلة بانقضائها.

وقال إن هذا العرض فرصة حقيقية لإعادة الاحتفاء بمراحل أساسية من تاريخنا المصرى الحديث، بعيدًا عن أى اعتبارات تخرج عن حدود القيمة الجمالية والتراثية والتاريخية المجردة. 

جدير بالذكر، أن العرض يصاحبه كتاب وثائقى مهم، يشتمل بالإضافة إلى كتالوج الأعمال المعروضة على دراسة تاريخية ووثائقية، للناقد والمؤرخ الفنى الدكتور ياسر منجى، بعنوان "ملامح عهد على مرايا شخوصه"، تتضمن معلومات تاريخية، مدعمة بالمرجعيات والبيانات والصور التى تُنشَر للمرة الأولى، وتكشف مجموعة من الوقائع المهمة المرتبطة بسياق الفن المصرى الحديث خلال تلك الحقبة.

من جانبه عبر الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، عن سعادته بافتتاح معرض "من كنوز متاحفنا 3".

و أوضح فاروق حسني، أن المعرض يعد مدرسة فنية عالية، تسجل ملوك وأمراء مصر فى حقبة تاريخية معينة، ومن أبرزهم الملك فؤاد الأول والخديوى اسماعيل والملك فاروق. 

وأشار فاروق حسنى، الى أن هذه الأعمال تمثل قيمة الفنية لعصر من عصور الزمن، فمثلما نحتفى برمسيس الثانى وكل الملوك الحياة المصرية القديمة، فعلينا أن نحتفى بكل ملوك مصر الذى لا يستطيع التاريخ إنكارهم. 

وأكد فاروق حسنى أن هذا المعرض بمثابة معلم لكل الطلاب بكليات الفنون الجميلة. 

وقال الدكتور الفنان صلاح المليجى، إنه سعيد بتقديم الجزء الثالث من تراث مصر العريق فى مجمع الفنون. 

 وأوضح صلاح المليجى، أن هذه الكنوز قبل عرضها فى المجمع تتواجد فى متحف الجزيرة الذى يعد من المتاحف القليلة التى تضم نوادر الفنون المختلفة. 

 وأشار صلاح المليجى، إلى أنه عندما كان رئيس لقطاع الفنون التشكيلية، كان قسم الترميم يعمل على ترميم اللوحات وأيضا ترميم "البراويز" لأنها تحف لا يمكن تبديلها بأى"برواز" أخرى، كما أنها لا تقدر بثمن، مضيفا: "أقدم الشكر لقسم الترميم لبذله جهداً كبيراً لإعادة هذه الأعمال إلى رونقها مثلما شاهدنا".

 كما قدم صلاح المليجى، الشكر للفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون ومنسق المعرض، لقيامه بتقديم عرض جيد يضم معلومات متميزة سواء من الناحية السياسة أو الاجتماعية لمحمد على وأولاده وأحفاده، مضيفا أن الأعمال التى قدمها فنانو أوروبا فى النحت أو التصوير جاءت على مستوى عالى جدا.

 وناشد صلاح المليجى، الجماهير بزيارة المعرض لأنه جزء فى حياتنا التاريخية والفنية التى لا تعوض ولا تقدر بثمن.

وقال الدكتور والناقد الفنى ياسر منجى، إن المعرض فى حد ذاته يقدم مقتنيات الأسرة المالكة بداية من محمد على باشا، حتى الملك فاروق الأول.

وأوضح ياسر منجى، أن المعرض يمثل قيمة فنية لمجموعة إبداعية لم تعرض من قبل ولم تعرض مجمعة بهذا الشكل منذ 6 عقود، ولم يتح للزائر الإطلاع على هذه المقتنيات. 

وأشار إلى أن هذا المعرض يمثل أيضا فرصة للدارسين سواء فى مجال التاريخ أو الفنون أو فى مجال تطور الأزياء، للبحث عن هذه الحقبة، مضيفا أن هذا المعرض يوفر فرصة أيضا للإطلاع بالنصوص والصور والوثائق المريئة والبصرية. 

وأضاف إنه قدم بحثًا للأعمال المعروضة، حيث أن هذا البحث سيقوم بتصحيح بعض المعلومات المغلوطة وأيضا يقدم معلومات لم تنشر من قبل فى تاريخ الفن المصرى حول تمثال الخديو إسماعيل. 

وأشاد بدور إدارة الترميم بقطاع الفنون التشكيلية، التى استطاعت أن تعيد رونق هذه الأعمال المعروض مرة أخرى للحفاظ على ذاكرة الأمة المصرية و العربية.