ماهر مهران يكتب سيرة كاظم حسانين جعيدى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
يعرف الشاعر والروائى ماهر مهران، كيف يحكى قصته التى هى قصة قومه، وبالتالى هى قصة الإنسان، والكاتب الذى يكون ملمًا بالعالم الذى يتحدث عنه، عارفًا بتفاصيله وكلياته مدركًا لأرواح شخصياته صارخًا معهم أين أذهب يا رب؟ هو كاتب موفق، لأنه يحدد موقفه من «الكون والحياة» ومن نفسه أيضًا.
 
نحن هنا نتحدث عن رواية «أين أذهب يا رب» لـ ماهر مهران، الصادرة حديثًا عن دار بدائل، التى يسعى من خلالها لتوثيق التاريخ الشعبى لقرية ممتدة قديمًا عبر تاريخ الإنسانية، ورغم أنها تشبه القرى الكثيرة الموجودة فى بر مصر، لكن حكاياتها مختلفة أو لنقل خاصة بها، لها تجربتها الإنسانية المغايرة، التى استطاع ماهر مهران أن يقترب منها بقوة وأن يأخذ مما تطرحه الكثير ثم يعيد صياغته فى إطار من الفن.
 
يكتب ماهر مهران عن «قرية قاو» فى صعيد مصر فى البدارى أسيوط، حيث ينشب القهر أصابعه الخشنة فى أعناق الرجال والنساء والأطفال، بل يمكن القول إنه لا يوجد هناك أطفال، الجميع تحت حد السيف، عليهم أن يأخذوا مواقعهم من مواجهة الحياة، ومن هؤلاء «كاظم حسانين جعيدى» سليل الذين واجهوا الطغاة وتحدوا القهر ودفعوا أعمارهم من أجل ذلك.
 
وجد كاظم نفسه فى زمن صعب، التاريخ مقلوب، المجد ليس فى مكانه، من يحكم القرية ضعيف يسلمها إلى غريب ظالم، لا يرى سوى بقايا «عز» فى الجدة «مزنة» والعمة «لوزة» لا ملجأ للخروج من قهر المسمى «أبو ناموسة» سوى على يد بائع العسل الغريب «منصور الغندور» الذى أخذ أجر ما قدمت يداه، بينما ضاربة الرمل تمسك يد «كاظم» وتقول له «سوف تكون أكبر من ضابط» وهو ما يتحقق فى النهاية لكن بصورة مختلفة وبعيدة تمامًا عن المتوقع.
 
يُحسب لماهر مهران أنه يكتب التاريخ الشعبى لقرى قاو، ويرصد أوجاعهم وهى مهمة ثقيلة لكنه يقوم بها خير قيام، فلو تتبعنا رواياته منذ «قاو أسطورة الدم مرورًا ببنات قبلى ثم عشى ليلى وكرة النار، قبل أين أذهب يا رب، سوف نجد أمامنا الصعيد القديم والحديث واقفًا مثقلًا بالحكايات والهموم والأوجاع الكثيرة والفرح القليل».
 
وهنا فى الرواية الأخيرة يتكئ ماهر مهران على لسان الناس وبلاغتهم الشعبية التى يصيغون بها أيامهم ويتبادلون بها حكاياتهم وأحوالهم، مقدمًا نماذج معبرة عن الخوف والقهر الذى يعانى منه الإنسان عبر التاريخ عندما يشعر بكونه وحيدًا فى مواجهة الجبروت.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

زوج يلاحق زوجته بدعوى تخفيض نفقات بعد حصولها على حكم سداد متجمد 610 ألف جنيه


سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

تنسيق الجامعات 2025.. هل يمكن التقدم لأكثر من اختبار قدرات؟

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن محاكمة المتهمين بخلية اللجان الإدارية


قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

قائمة الأجانب تهدد مفاوضات الأهلى لتدعيم الدفاع والهجوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى