كيف أصبح الجيش الأمل الأخير للأطراف المتصارعة فى فنزويلا؟.. مادورو يثق فى ولاء الجنرالات.. وجوايدو يضع بذور المواجهة بين المؤسسة العسكرية والشعب.. وواشنطن تواصل هوايتها فى إسقاط جيوش خصومها لتحقيق طموحاتها

كتب - بيشوى رمزى

تطورات متسارعة تشهدها الساحة الفنزويلية فى المرحلة الراهنة، منذ أن أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، وما تلى ذلك من اعتراف سريع من قبل الولايات المتحدة، وهو الأمر الذى خلق ساحة جديدة للمعركة المحتدمة بين واشنطن وموسكو، بدأت بوادرها فى حرب التصريحات التى أطلقتها الإدارة الروسية لإدانة التحرك الأمريكى، وبعد ذلك فى مجلس الأمن عندما وقفت روسيا والصين أمام مشروع أمريكى لاستصدار بيان دولى للاعتراف بالسلطة الجديدة بكاراكاس.

إلا أن تلك التطورات ربما مازالت لم تؤتى بأى تغيير فى الواقع على الأرض حتى الآن، فالرئيس نيكولاس مادورو مازال متمسكا بسلطاته، فى حين يبقى الاعتراف الأمريكى سلاح جوايدو لانتزاع السلطة من براثن مادورو، بينما انقسم الفنزويليين فى الميادين، ليؤيد قطاع منهم الرئيس الحالى، فى حين اتجه قطاع أخر لتأييد رئيس البرلمان، فى مشهد ربما ينذر بصراع أهلى لن يخلو بأى حال من الأحوال من تدخلات دولية، قد تعيد إلى الأذهان مآسى كبيرة شهدتها دولا أخرى فى العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط.

الرهان الوحيد.. مادورو يثق فى ولاء الجيش

وهنا يبقى رهانا وحيدا يعول عليه كافة الأطراف المتصارعة فى الداخل الفنزويلى، وهو الجيش، باعتباره المؤسسة المتماسكة، والقادرة ربما على الاحتفاظ بالاستقرار فى البلاد، وسط بيئة عاصفة ربما تأكل الأخضر واليابس إذا ما خرجت الأمور عن نطاق السيطرة فى الأيام القادمة، وهو ما بدا واضحا فى مناشدة، ليس فقط النظام والمعارضة فى الداخل، للجيش الفنزويلى لدعم مطالبها، وإنما امتدت كذلك إلى دعوات تبنتها القوى الدولية المتداخلة فى الصراع إلى المؤسسة العسكرية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتى طالبت بدعم الإنقلاب على مادورو.

مادورو يخاطب الجنود أثناء حضوره مناورة عسكرية
مادورو يخاطب الجنود أثناء حضوره مناورة عسكرية

 

ولعل حرص الرئيس مادورو على حضور مناورات عسكرية للجيش الفنزويلى فى قاعدة "إل ليبرتادور" الجوية، بمثابة رسالة ربما أراد أن يبعث بها إلى خصومه فى الداخل والخارج، مفادها أنه يحظى بدعم المؤسسة العسكرية فى كاراكاس، وهو الأمر الذى أعرب عنه فى حديث لاحق، أمس الأربعاء، لوكالة سبوتنيك الروسية، حيث أكد أن جيش بلاده دائما ما يظهر الإخلاص للسلطة القانونية فى البلاد.

سلاح المظاهرات.. جوايدو يضع بذور الفوضى فى كاراكاس

إلا أن ثقة مادورو ربما لم تمنع جوايدو من الرهان هو الأخر على المؤسسة العسكرية، وذلك بالرغم من إعلان الجيش تأييده للرئيس الحالى، حيث دعا رئيس البرلمان مؤيديه إلى التظاهر والاحتشاد فى الشوارع والميادين من أجل الضغط على الجيش لتغيير موقفه، وهو ما يحمل فى طياته بذور الفوضى، خاصة وأن مثل هذه الدعوة من شأنها أن تفتح الباب أمام تصاعد الصراع الراهن، ليصل ربما إلى درجة الحرب الأهلية، فى ظل وجود قطاع كبير من المواطنين الفنزويليين المؤيدين للرئيس الحالى.

دعوات التظاهر قد تؤدى للصدام بين الجيش والشعب فى فنزويلا
دعوات التظاهر قد تؤدى للصدام بين الجيش والشعب فى فنزويلا

 

خطورة الدعوة التى يتبناها جوايدو لا تقتصر فقط على احتمالات الصدام بين أنصار مادورو المحتشدين بدورهم فى الشوارع الفنزويلية، من جانب، وعناصر المعارضة المؤيدة له، وإنما تمتد إلى وضع الجيش فى جانب "الخصم" لقطاع من مواطنى الدولة، خاصة فى مثل هذا التوقيت الحساس، والذى تعانى فيه الدولة من جراء حالة من عدم الاستقرار، وبالتالى فيصبح الجيش باعتباره الكتلة الصلبة بمثابة ورقة التوت الأخيرة التى يمكن بها حماية الدولة.

إسقاط الجيش.. أمريكا تواصل لعبتها لتدمير خصومها

ولكن تبقى دعوة جوايدو باستخدام سلاح المظاهرات للضغط على المؤسسة العسكرية ليست بعيدة عن الولايات المتحدة، والتى تسعى ليس فقط إلى إسقاط مادورو، ولكن ربما تمتد طموحاتها إلى تقويض الجيش الفنزويلى والدور الذى يمكنه القيام به فى المستقبل، لأبعاد أيديولوجية تعود إلى عقود طويلة من الصراع بين الأنظمة التى يمكننا تسميتها بـ"المارقة" فى أمريكا اللاتينية، والتى اتخذت نهجا مناوئا للسياسة الأمريكية، فى حين كانت بمثابة داعما رئيسيا لخصومها، وعلى رأسهم فى الاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة.

خوان جوايدو
خوان جوايدو

 

كما أن التطورات الكبيرة التى تشهدها العلاقات بين روسيا والجيش الفنزويلى تمثل تهديدا صريحا للإدارة الأمريكية الحالية، خاصة مع الحديث المتواتر عن احتمالات تدشين قواعد عسكرية روسية فى كاراكاس، وهو ما يمثل تهديدا صارخا للأمن الأمريكى، خاصة مع اقتراب دخول القرار الأمريكى بالانسحاب من معاهد القوى النووية، والتى أبرمتها مع الاتحاد السوفيتى فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى حيز النفاذ.

ولعل اللعبة الأمريكية باستهداف جيوش الدول المناوئة لها ليست بالجديدة على الإطلاق فى العرف الذى تتبناه الولايات المتحدة منذ سنوات، حيث سبق وأن قامت بذلك فى عدة دول من قبل، تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وغير ذلك، إلا أنها فى الواقع تركت تلك الدول رهينة للتهديدات الأمنية وعدم الاستقرار، على غرار ما شهدته العراق فى السنوات الأخيرة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

الأهلي يتعهد بالسماح لمصطفى شوبير بالاحتراف الأوروبى.. اعرف التفاصيل

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة


6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

انتخابات مجلس النواب.. بدء الصمت الانتخابي فى 55 دائرة ضمن المرحلة الثانية

المونوريل أول نظام حضرى متكامل فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

ترامب: أبلغت بإطلاق النار ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى موقع الحادث والوضع عصيب


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟

توروب: هدفى تطوير أداء لاعبى الأهلى.. وهذا موقفى من عودة معلول

توروب: تحدثت مع زيزو قبل مشاركته فى السوبر.. ونتابع إمام عاشور فى المنتخب

ليفربول ضد برايتون.. أوين: أتمنى أن يكون وداع محمد صلاح للجماهير ليس الأخير

أحمد السقا: صعبت علىّ نفسى بعد فيديو محمد صلاح.. وهذا سبب حديثى بالإنجليزية

شاهد أول صور من حفل زفاف التونسية دارين حداد فى دبى

أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

المتسابق عبد الله عبد الموجود يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

ابن جليلة محمود يكشف لـ اليوم السابع تطورات حالتها بعد دخولها العناية المركزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى