"صور وفيديو" رحلة سيارة جمال عبد الناصر من "أكوام الخردة" إلى المتحف المفتوح بالسد العالى.. موكبها ينطلق غدا من قليوب إلى أسوان وسط حراسة أمنية.. ووزارة الرى تؤمن عليها بـ 2 مليون جنيه

ساعات قليلة وتستقر سيارة وزير السد العالى، التى قادها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال تحويل مجرى نهر النيل لإنشاء السد، فى مكانها الذى يليق بمكانتها داخل المتحف المفتوح برمز الصداقة المصرية – السوفيتية، وإلى جوار السد العالى الذى شهد ريعان شبابها،  فيما كانت هى شاهدة على لحظات ميلاده، بعد رحلة معاناة وسط أكوام الخردة فى مخازن وزارة الرى على مدار 30 عاماً، تعرضت خلالها لقسوة مطر الشتاء، وحر الصيف، إلا أنها ظلت صامدة أمام الزمن.

فى الثالثة من فجر السبت ينطلق موكب عروس وزارة الرى فى ثوبها الجديد متوجهاً إلى أسوان، وسط موكب يضم سيارتين للحراسة الأمنية من رجال الشرطة، وبوليصة تأمين تقدر بـ 2 مليون جنيه، حيث من المتوقع أن تصل إلى بوابة مصر الجنوبية فجر الأحد، ليتم عرضها فى احتفالية الوزارة بذكرى وضع حجر أساس السد العالى.

يشار إلى أن السيارة كانت مخصصة لوزير السد العالى، المهندس محمد صدقى سليمان، واستقلها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال زياراته إلى أسوان لمتابعة المراحل التحضيرية لبدء الإنشاءات فى السد العالى، وتم تكهينها منذ نحو 30 عاماً فى مخازن "الخردة" بوزارة الرى، ومنذ عام أرسل أحد العاملين رسالة استغاثة لوزير الرى يطلب من البحث عن السيارة وإعادة صيانتها بإعتبارها رمز وقيمة تاريخية، .

وعلى الفور شكل الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى لجنة من وزارة الرى برئاسة المهندس أشرف سيدهم مدير عام الحملة الميكانيكية بوزارة الرى، للبحث عن السيارة، التى وجدت فى مخزن تابع للوزارة بمنطقة شبرا وسط أكوام من الخردة، حيث تبين أنها موديل 1958، ماركة شيفروليه، موديل بِل إير، نادرة الصنع حيث أن محرك السيارات من هذا الطراز كانت فى العادة 8 سلندر وهذه السيارة فهى مزودة بمحرك 8 سلندر، بسعة 3 آلاف سي سي، وقدرة 167 حصان، ولونها بين درجتى الأخضر: "البترولى والكرمبى"، ويبلغ سمك الصاج الذي صُنعت منه، نحو 1.25 ملم، والسرعة القصوى لها نحو 120 كم في الساعة، لكن سرعتها الفعلية تصل إلى 100 كم فى الساعة، و مزودة بناقل حركة يدوى، بـ 4 سرعات (3 أمامي – والرابع خلفى)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (15 × 7.25 بوصة)، وتم بيعها لأحد تجار الخردة بـ 1000 جنيه، لكن تراجع المشترى عن شرائها بحجة أنها لا تصلح .

وعلى مدار 10 أشهر كاملة عمل فريق عمل من وزارة الرى يضم" مهندسين وسائقين وميكانيكيا" فى محاولة ناجحة لإعادة السيارة إلى حالة جيدة بمبلغ لا يتجاوز 146 ألف جنيه.

وأعلن وزير الرى، أنه سيتم اتاحة مشاهدتها لكافة الزائرين، وذلك بعد أن قامت الأجهزة المختصة بالوزارة بإجراء كافة أعمال الصيانة والترميم وإعادة التأهيل لها، باعتبارها رمزاً هاما ومعلما أصيلا يحكي تاريخا مجيداً لمصرنا الحبيبة، وشاهدة على فترة من أبرز الفترات التى عاصرت ملحمة العطاء لبناء السد العالى.

يذكر أن السدّ العالى، أنشئ فى عهد جمال عبد الناصر، و ساعد السد كثيراً فى التحكم على تدفق المياه، والتخفيف من آثار فيضان النيل، و يستخدم لتوليد الكهرباء فى مصر، ويبلغ طوله 3600 متر، و عرض القاعدة 980 متر،  وعرض القمة 40 مترا، والإرتفاع 111 متر، و حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من الاسمنت و الحديد و مواد أخرى.

و بدأ بناء السد عام 1960، وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتى، و عمل فى بناء السد 400 خبير سوفييتى وأكمل بناؤه فى 1968، وافتتح رسمياً عام 1971.