سيف الاسلام فؤاد يكتب: ويوم مُفرح ومُبكى لكل فتاة

 الحب
الحب

ثُمَ قولي لي كيفَ سمحتِ لهم يا ابنتي أن يأخذوكِ من حضني إلى حضنِ رجلٍ آخر اصطفيتهِ لقلبكِ من بينِ الأنامى، وتركتِني وأنا الذي تعبتُ ولم يجِفَّ عرقي لأجلكِ في حضني دوماً، لِتذهبي اليومَ إلى رجلٍ ثانٍ بالمجانى؟!

كيفَ لي وأنا الذي لعبتُكِ فتاةً وكبرتُكِ صبيةً ومشيتُ بكِ متفاخراً رافعاً رأسي بينَ قومي لتفلتي يدكِ اليومَ من يدي ووسطَ هذا الجمعِ وأظلُّ أبكي سنينَ عمري من غيركِ كالطفلِ وسطَ الزّحامى؟!

إن كنتِ حقاً يا حبيبتي لم تتذكري هذا فَـ أتمنّى أن تتذكريهِ الآن قبلَ فصلِ الختامى، فقد أكونُ اليومَ وغداً لن توفي حقي الحديثُ الكثيرُ والمزيدُ من الرثاءِ والبكاءِ وإنهاءِ ألفِ سطرٍ وسطرٍ وربما لا تساعدكِ دمعاتكِ وربّما جفافُ الحبرِ من على الاوراقِ والأقلامى.

 

ماذا أفعلُ أنا اليومَ ياربِّ وها أنا بنفسي وكياني الذي أودعكِ قبلَ أن توَدِّعيني وتسيلَ دمعاتكِ كالصنبورِ لا يتوقفُ الدمعُ من عيني ويبقى دائمَ السّيَلانِ وتبقى تؤرِّقني ذكراكِ يا عمري ومعها المزيدُ من ماءِ عيني وكآبةِ روحي ولوعةِ انفصالِ الجسدِ عن الجسد، وكثرةِ الآلامِ، ويفصلني الناسُ عنكِ ويقولونَ اتركها يا أباها لرجلها الثاني، وأقولُ لهم، واللهِ أنا حبُّها وأنا حنانها وأنا روحها وأنا عشقُها الذي لا يقبلُ ثاني،

 

بأيِّ حقٍّ تأخذونها من قلبي إلى قلبِ ثاني، وما عليَّ إلا أن أعلنَ أمامكمُ استسلامي، اتركوني بربكم أن أقبِّلَها آخرَ اللحظاتِ، فغداً سأعيشُ دنيتي من دونها واللهِ ظلامٌ في ظلامٍ حالكِ الألوانِ، ولا تجذبوني من حضنها ولا تلمسوني وأنا أضمُّها فأنتم لا تعلمونَ من هيَ وكيفَ أكونُ أنا من بعدها بعدَ أن كنتُ متيَّماً بها اليومَ أصبحتُ من اليتامى.

 

ولسعادتكِ الباقيةِ ابنتي أقول: هيّا ودِّعيني على مهلٍ ولتذهبي إليهِ يا حبيبتي ولا تنظري خلفكِ لتريني أو لتشتهي آخرَ لحظةً من منظرٍ لي في أقلِّ من الثواني، اذهبي يا روحي إلى حبيبكِ ودعيهِ يَهْنَؤُ بدفءِ روحكِ وأمانكِ الدائم والسلامِ.. اذهبي وأفرحيهِ وأبهجيهِ بالكثيرِ من الأفعالِ قبلَ الكلام،

 

 وإن حلَّ الظلامُ ببيتِكُم ، تذكّريني يا حبيبتي كضوءِ الشمسِ لتلقَيني، وقولي سعيدٌ صباحكَ يا مهجتي فأنتَ حبي وكلُّ الغرامِ والأماني، وإن قالوا لكِ مَن أباكِ؟ قولي لهم: سيرتهُ التي أتت بي إليكم وأنا بنتُ هذا الأبِ الذي شقيَ ولم ينمْ لتروني أمامكمُ اليومَ بالمجّاني، ولا تَدَعيني أذهب وتمسّكي بي وارجيني بالبقاءِ بجواركِ دقائقَ أو أقلّ من الثواني، أما إذا شاءتِ الأقدارُ فَ لا تُغلقي البابَ خلفي فأنا سأزوركِ في الواقعِ دوماً أو آتيكِ في الأحلامِ، فأنا كلُّ همي هوَ أن أراكَ مُنَعَّمةً مثلَ ما تركتكِ وإن كنتُ أشكُّ بحبيبكِ أو أغارَ لحظاتٍ فأشكُّ في حنانِ الأعوامِ.

 

وأعلمُ يا ابنتي قولكِ لي دوماً: " هيهاتَ يا أبتِ هذه سننُ الأكوانِ، الرحيلُ منكَ هوَ العودةُ إليكَ بأيِّ شكلٍ وبأيِّ لونٍ من الألوانِ، كانت أمنيّتي غريزةُ الأمومةِ وأن أنجبَ لكَ حفيداً أو حفيدةً منّي إذا نظرتَ إليها سرَّتكَ وشعرتَ بعدها بعدمِ الحرمانِ" .

 

أما أنتَ يا زوجها أقسمُ لكَ أنا الذي أحببتها قبلكَ وقبلَ أن تلدكَ أمكَ في هذا الزمانِ، وأعلمُ أنَكَ لن تحبها مثلي، وإن أقسمتَ فالقسمُ يا حبيبي اليومَ بالمجّاني، أنتَ يا أيُّها الشابُّ الحبيبُ لم تَصرفِ العُمرَ أمامَها لتكبُرَ كلَّ يومٍ أمَامكَ ولم تتذوقْ شهدَهَا ولم تعلم فنونَ الشوقِ لتشتاقها، ولم تَشُمَّ ريحها الذكيَّ وروحها وإن ذكرتَ وشممتَ الأكثرَ من حلاها فلن توفي حقَّها مثلي، وإن أوفيتَ فيبقى وفاؤكَ منقوصَ الأركانِ.

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الخارجية يستقبل قيادى بـ"فتح".. ويؤكد: ندعم وحدة الأراضى الفلسطينية

زيزو يوجه رسالة لمنتقديه: "مفيش حاجه علي أرض الواقع بتتغير بعد الشتيمه دي"

الأهلي يفتح المزاد على بيع أشرف داري في الميركاتو الصيفي

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

عزاء المخرج سامح عبد العزيز يوم الأحد بمسجد الشرطة في التجمع


بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير يتهمان نتنياهو بدعم حماس

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

الرياضيون يساندون إبراهيم سعيد فى أزمته.. قرب من ربنا وحل مشاكلك

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس


مجلس الوزراء: الاستجابة لـ 7041 استغاثة طبية خلال النصف الأول من العام الجارى

رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن أقبل أن أكون تحت إشراف أحد

الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

شاهد مراسم غسل الكعبة اليوم

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

بوتين يقيل نائب وزير الخارجية الروسى

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى