بعد العثور على بقايا قلعة.. تعرف على أساطير الفراعنة عن البحر الأحمر

الملكة حتشبسوت
الملكة حتشبسوت
كتب أحمد إبراهيم الشريف
منذ أيام قليلة كشفت الدراسات عن بقايا قلعة مصرية قديمة على حدود البحر الأحمر تعود لزمن الرومان، ما يستدعى سؤالا مهما: كيف كان الفراعنة ينظرون إلى البحر الأحمر؟ وفى هذا التقرير نقدم إجابة على هذا السؤال وفقا ما جاء فى كتاب "الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونية" تأليف جى راشيه، ترجمة فاطمة عبد الله محمود، والصادر عن المركز القومى للترجمة.
 
يقول الكتاب جمع المصريون القدماء كلا من البحر الأحمر والبحر المتوسط تحت اسم واحد، هو "واج ورت" أى (الأخضر العظيم)، ومع ذلك نجد أن البحر الأحمر قد أشير إليه بصفة "البحر قودى"، وكان هذا المجال المائى المترامى المدى يكتنفه الكثير من الغموض والإبهام، ولذا لم يكن المصريون يبحرون فيه إلا نادرا، خاصة للتوجه إلى بلاد بونت، أو يطرقون بسفنهم أطرافه الشمالية للوصول إلى مناجم سيناء، ولم تستهل ولى الحملات عبر البحر الأحمر نحوبلاد بونت إلا فى عهد الفرعون "ساحو رع" ثانى ملوك الأسرة الخامسة، ومع ذلك يلاحظ أنم هذا البحر كان يفتقر تماما إلى وجود ميناء يطل عليه، لذا كانت سفن جيبيل، وهى قادمة من سوريا،  تمر بالبحر الأحمر عن طريق النيل والبحيرات المرة لتبدأ رحلتها نحو بوينت.
 
لكن بمجىء "الدولة الوسطى" وخلال إحدى الحملات التى قادها الوزير أمنمحات فى عهد الملك "منتوحتب" شيد الميناء المعروف حاليا باسم "القصير"، وكان المصريون عنئذ يسمونه "طوا" أو "(أو :سعو)، وفيما بعد عرفه الإغريق باسم (الميناء الأبيض). وأساسا كان يتم الوصول إليه عن طريق الصحراء الشرقية، وكان البحر الأحمر محاطا وقتئذ بمناطق وبقاع غير مألوفة أو مأمونة الجانب. فها هى "قصة الملاح الغريق " تصور لنا سفينة ضخمة وهى تنطلق نحو مناجم الفرعون، لا شك أنها الواقعة فى سيناء، فتهب عليها عاصفة هوجاء تبتلعها فى جوفها. ولم ينج من الملاحين سوى راوى هذه القصة، وهو يحكى أن الأمواج قد قذفت به إلى جزيرة "كا" أى (الروح)، حيث يهيمن ويسيطر عليها ثعبان ضخم عملاق يتسم بالطيبة ولين الجانب (ربما كان يطلق على نفسه لقب "ملك بونت" ). وقد تنبأ هذا الملك الثعبان، للملا الناجى من الغرق، أنه فى خلال أربعة أشهر سوف تصل إلى الجزيرة سفينة مصرية لتحمل إلى وطنه. وبالفعل تحققت نبوءت تماما. وظل الرجل يمخر عباب هذا البحر المترامى الأطراف طوال شرين كاملين. وفى نهايتهما وصل إلى موطنه مصر محملا بالهدايا والعطايا التى قدمها له مضيفه الثعبان العملاق ملك الجزيرة. على ما يبدو،  فإن الثعبان العملاق، قبل رحيل هذا البحار، كان قد أخبره أنه لن يرى ثانية هذه الجزيرة التى ستبتلعها مياه اليم.
 
وربما كان هذا الموقع هو ما عرف باسم "جزيرة السعداء الأخيار" التى عرفها المصريون تحت عبارة "تا نثر" أى أرض الإله، أو بالتحديد: المنطقة الشرقية التى تعيش بها الآلهة، ولكن على الرغم من ذلك، ما زالت هذه التا نثر، حتى يومنا هذا منطقة تكتنفا الأسرار وعدم الوضوح. ربما تقع على ضفتى المساحة الخضراء الكبرى، فقد ارتبطت بصفة عامة ببلاد بونت، وقد استعان المصريون فى هذا الصدد بصيغة الجمع أيضا، وهى الأراضى المقدسة، وبخلاف أرض بونت هناك أيضا السواحل الشرقية للبحر الأحمر.
 
وإيماء إلى حملته إلى بونت، خلال عهد الملك منتوحتب، ذكر القائد "حنو" أنه قد أحضر الكثير من الجزى والضرائب كان قد حصلها من القرى. وربما كانت هذه المواقع المستزرعة هى نفسها التى ذكرتها كتابات "الدير البحرى" إبان عهد حتشبسوت، تحت اسم "درجات البخور" (خنتو نيو عنتو) وفقا لذلك النص المصرى القديم. فإن كلمة ختى تعنى سلالم أو مدرجات أم "عنتى" فمرادفها : "البخور أو الروائح العطرية فلا شك إذن أن درجات الروائح العطرة هى غحدى مناطق التا نثر وفى واقع الأمر فإنها موقع فائق السحر والخيال، هذا ماتعرفه لنا تلك الكتابات بالدير البحرى بل وتصور لنا أيضا الآلهة المصرية وقد نقلوا إلى بلد "بونت" هذا، وحيث ترى كذلك مجموعات من المصريين وهم يحملون سفنهم بأشجار البخور وبمختلف المنتجت المبهرة الخلابة بتلك المنطقة.
 
وربما كانت "درجات البخور" ذه تتطابق مع تلك الموانئ الت طرقها الإغريق وارتادوها بعد ذلك فى العصر البطلمى، وهى تمتد عبر ساحل الصومال، عند نهاية البحر الأحمر الحالية، بل وتفيدنا تلك الكتابات أيضا بالتعرف على منطقة أخرى تحاذى ساحل البحر الأحمر، كانالمصريون يقومون بزيارتها بين وقت وآخر. إنها دون شك بلد "إيام" وتتطابق مع جزء من "الحبشة". وربما كان "ماسبيرو " على حق فى اعتقاده بأن سكانها ليسوا سوى الأجداد الأوائل لمن عرفوا فيما بعد بـ جالاس.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة العمل تجدد تحذيرها للمواطنين: جميع خدماتنا مجانية ولا وسطاء فى الوظائف

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

الطقس اليوم.. حار بالقاهرة شديدة الحرارة جنوبا والعظمى بأسوان 47 درجة

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون


ليفربول يسعى لكسر لعنة "الممر الشرفي" ضد برايتون فى الدوري الإنجليزي

"مشروع إستر" خطة سحق الحركة الداعمة لفلسطين فى أمريكا.. نيويورك تايمز: مؤسسة التراث اليمينية المحافظة صاحبة المقترح.. والأهداف تشمل القضاء على أى تأييد حقوق للفلسطينيين بالمدارس والجماعات والكونجرس

كيف تحصل على مساعدة شهرية من وزارة التضامن الاجتماعي؟.. اعرف التفاصيل

"فاضل على الحلو دقة".. ترتيب الأهلي وبيراميدز فى صراع حسم الدوري قبل آخر جولة

آخر موعد للتقديم 29 مايو.. اعرف شروط الالتحاق بوظائف مكتبة الإسكندرية


مواعيد مباريات اليوم الاثنين 19- 5 - 2025 والقنوات الناقلة

نجل عبد الرحمن أبو زهرة: الرئيس السيسى أثنى فى مكالمته على والدى ووصفه بالأيقونة

286 مليون دولار عالميًا لفيلم Thunderbolts

نابولى يحافظ على صدارة ترتيب الدورى الإيطالى بتعادل سلبى أمام بارما

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. فرض حظر تجول في ريف دير الزور عقب انفجار سيارة مفخخة.. ويتكوف قدم لإسرائيل وحماس مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار.. نتنياهو: سندخل الغذاء إلى غزة

جنوب أفريقيا يهزم المغرب (1 – 0) ويتوج بكأس أفريقيا للشباب للمرة الأولى

اتصالات عن إعلان الأهلى: لم يكن موجهًا للإساءة لأي نادٍ ونحترم جميع الكيانات

هل يعود سعد الصغير لخلف القضبان من جديد بسبب أغنية الأسد؟.. تفاصيل

الأهلي يرشح إبراهيم الكفراوي ممثلا عن النادي في رابطة الأندية بدلا من متعب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى