"رأس البصلة".. رواية بين الهوية العراقية وإشكالية الاغتراب

غلاف الرواية
غلاف الرواية
محمد غنيم
استغلت الروائية العراقية "نهاد عبد" خبراتها الحياتية داخل العراق وخارجها، حيث تعرضت لأحداث عاصرتها  بسبب تنقلها من الفرات لأوروبا مرورا بنهر النيل، لتقدم لنا عالما جديدا تتشكل أركانه في أحدث رواياتها "رأس البصلة"، الصادرة عن دار النخبة بالقاهرة.
 
وتمكّنت "نهاد" فى هذه الرواية، من تصوير أحوال العراق وصراعاته وتناقضاته، من خلال رصد دقيق لحياة أسرة أستاذ جامعى، وخروجها من العراق، وما ترتب على هجرتها من تداعيات، وتتطرق إلى جوانب مختلفة من آثار الدمار التي خلفتها الحرب الطويلة مع دولة الجوار "إيران" واستطاعت الكاتبة أن تصعد بالأحداث متمثلة فى شخوص روايتها من أسفل السلم السردى للأحداث إلى قمة التشويق، فخطفت القارئ حتى أطلقت سراحة فى السطر الأخير للرواية، ملقية الضوء على  السلطات الحاكمة و أصحاب النفوذ.
 
وتتابع الرواية فى حبكة مشوقة، مشوار الأسرة وكيف تحكمت فيها الأقدار والمصائر، وذلك كما نكتشف الرواية.
 
تشير أحداث الرواية لتداعيات الأوضاع المأساوية في العراق على عائلة أستاذ جامعى وكيف كان قرار الهجرة هو الملاذ الأخير كوسيلة لتنفس الهواء، بعد أن عانى مع أسرته من آثار الحصار الاقتصادى والحرب.
 
والصراع المحتدم الذى يكابده البطل هو البحث عن الهوية وإشكالية الاغتراب، حتى نصل إلى المواجهة المذهلة فى نهاية الرواية! من أجواء الأحداث: "حينما نعلن عجزنا عن احتواء همومنا، يكرمنا الزمن مزيدا منها، تطهيرا للذات وتنقية للنفس، تبدو المصائب كبيرة تزهق الروح ثم تأتى مصائب أكبر منها، تطير الأولى هينة أمام الثانية وهكذا يمر العمر".
 
تتحفنا "نهاد عبد" بشغفها للترحال والسفر، تحب القاهرة وتعشق شوارعها فتقول فى (ص ٢٢٨) بدت مدينة القاهرة مرحبة جميلة فى عمائرها، اكتظاظ شوارعها بالناس الآمنة، إضاءتها عالية، كان انبهارا معذورا للقادم من مدينة مظلمة فجأة صارتا خارج أسوار البلاد، تحرق الحيرة قلبيهما وتشغل الذكريات روحيهما.
 
وتكشف الرواية الجوانب الخفية في حياة الأسرة العراقية في ظل الأوضاع الأمنية المتردية، التى انعكست على بنية المجتمع حتى فاجأتنا المؤلفة فى نهاية الرواية فى (ص٣١٩) فتتكشف لنا الحقائق قائلة: عام مضى وانفرطت أشهر من عام آخر، كانت ميادة رفقة السيدة والدتها على متن الطائرة المصريةالمتجهة نحو مدينة شيكاغو الأمريكية، نظرت ميادة إلى رجل ثلاثينى جميل الطلعة كل شىء فيه يصيح أنا عراقى، كان يحشر حقيبة يدوية أعلى المقعد المخصص له.
 
يذكر أن نهاد عبد درست القانون في العاصمة العراقية بغداد، وعملت لفترة طويلة في مجال المحاماة، وتقيم حالياً في الولايات المتحدة، ولها رواية سابقة تحمل عنوان "بغداد نيويورك" رُشِّحت لنيل جائزة كتارا في العام 2018.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب سيارة ميكروباص في أطفيح

وزير الخارجية يستعرض جهود مصر لاستئناف وقف إطلاق النار فى قطاع غزة

انتهاء المدة المحددة للتقدم للصف الأول الابتدائى للعام الدراسى المقبل 2026

إيقاف استقبال طلبات المحامين الورقية غدا.. وبدء التقديم الإلكترونى للقضايا


عيد ميلاد خيرى بشارة .. أبرز أعماله وحكايته مع عشق السينما

بعد عرض تعديلات قانون التعليم على البرلمان.. اعرف نسبة النجاح فى الدين

ماذا قدم شيكابالا مع الزمالك فى الموسم الأخير قبل تحديد مصيره؟

تحدٍ من نوع خاص بين مرموش وبونو فى قمة مان سيتي والهلال بمونديال الأندية

إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو


كل ما تريد معرفته عن سباق تنظيم كأس العالم للأندية 2029 بمشاركة بيراميدز

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

إطلاق نار على رجال إطفاء أثناء إخماد حريق بولاية آيداهو الأمريكية

خلاصة مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة × سؤال وجواب

الناقدة ماجدة خير الله تشيد بالفنان أحمد مجدى بعد أدائه في "فات الميعاد"

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

حبس مالك سيارة حادث الإقليمي بالمنوفية لتمكينه السائق من قيادتها دون رخصة

أشرف سعيد عن الـ Creative: الشغلانة تبدأ من أول البريف لحد العرض

وزير الخارجية يكشف للميس الحديدي بعضا من ملامح اتفاق غزة المرتقب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى