القارئة كارين ميلاد تكتب إلى صديقى الغائب منذ شهور

كارين ميلاد
كارين ميلاد

مِن بداية هذا الخطاب، أشتاق إليك كثيرًا.. كُنت لى نُورًا فى ظُلمة حُزنى، كنتُ لى ذاك الحلم وتلك الأمنية بامتلاك صديق حقيقى، ليس المعنى ذاته .. ولكنك كنتُ صديقى .. تقبلتك بـِ غيابك، تجاهلك، عدم اهتمامك.. والأهم تقبلت عدم شُعورى بالأمان معك! أتفهم ما أقوله؟ طيلةً ما شعرتُ بعدم الأمان حتى فى وجودك كان يزداد على وكأنه يُقيدنى بين وجودك ورحيلك الآن أم غدًا! كان يُقيد أحلامى بالحصول على صديق يحبنى مثلما أحبه حتى وإن لم أشعر بالأمان معاه.

 

تقبلتُ أنك لا تُجيد سماع مصائبى وأحزانى، تقبلتُك أنت.. لا لن أُذكرك بعيوبك، لن أفعل ذلك.. أنا لستُ مثلك.. أنا أفضل منك، كيف حالكُ الآن أيها البعيد؟ كيف حالك بعد هجرك لى - قد أدركتُ فيما بعد أن ذلك الهجر قد جعل منى شخصًا قويًا حقًا - أبخير أنت حقًا؟ كيف حال قلبك وجروحه؟ طيلةً ما أتذكر وأنت تروى لى عن جروح قلبك وندوبه.. كانت تُبكينى، وكأنها ندوب قلبى أنا.. وليست ندوبك، كانت شديدة وقاسية.

 

أتذكر تلك الليلة التى قمتُ فى الهزيع الرابع من الليل على صوت صُراخك وأنت تدمر كُل شىء من حولك.. كنتُ تبكى وكأنك تستنزف روحك بين يديك.. تبكى وتصرخ وأنت تجرح نفسك.. تبكى وكأن قلبك قد أُصيب بشىء جعله يتذكر كَل ما حدث به، وكأنك تعرضت لـ شىء أبشع من القتل والموت قد ذكرك بكُل ذلك.. وكأن جُرح قلبك كان موعده اليوم وتلك ذكرى ذلك المُوعد.. حاولتُ تهدئتك لكنك رفضتنى بشدة.. صرخت فى وجهى وقلتُ لى: ابتعدى.. أنا بخير، لا تنظر لى هكذا.. أنا أفضل منكم أيها البشر المُخادعون.. ثم سقطت كـ الجثة الهامدة وكأنك رحلتُ للتو.. استيقظت ولم تتذكر لكنى مازلت أتذكر جيدًا ولن يغفل عقلى عن ما حدث منذ ذلك اليوم المشئوم.

 

وبرغم ما فعلته بى لكنى مازلت أذكرك .. تتذكر تلك الفتاة التى أحببتها وعمرك يُقارب الخامسة وعشرين! تتذكر ما قالته لك! جئت تخبرنى وأنت تبكى وكأنك لم تبكى من قبل.. وكأنك طفل أُخذت منه لُعبته وهلك من كثرة البكاء.. قالت إنك مُغفل، لا تُجيد شيئًا.. فقط تُجيد البكاء، سخرت منك عندما بكيت.. بكيت عندما علمتُ برحيلها.. وتركتك.. وظللتُ أنا بجانبك مرة أخرى، وبرغم ما بذلته لك.. تركتنى وُحدى، أواجه ليلى ونهارى بالبكاء على رحيلك.. أواجه فُراقك بأدمان المُخدر والقهوة والنيكوتين .. أتعلم ما فعلت بى! دمرتنى بالكامل.. ورحلت ! متى قسى قلبك على هكذا! تلك واحدة من رسائلى غير المُرسلة إليك .. لا تُصدق ما قيل بها.. أنها مشاعر طائشة تخرج كلما شعرتُ بعدم الأمان .. أنا هنا وحدى تمامًا .. اقاوم ولن انتصر .. لكنى لا أريد وُجود مُزيف مرة أخرى، وأخيرًا سأخبرك بها.. لن أتذكرك مرة أخرى.. تلك بما يُسمى رسالة الوداع، وداعًا - وكما كنتُ أُطلق عليك دومًا - "صديقى."


"صُنف كاتب الرسالة بأنه مريض انفصام، وأنه يروى قصة نفسه.. وعن تلك الليالى التى واجهها وحيدًا، وأن من يحدثه هو فقط الجزء الآخر من نفسه وليس صديق حقيقى".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات


5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى