كيف نواجه مشكلة "العجز المائى" فى ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل وزيادة السكان وتغير المناخ؟.. الحكومة تضع استراتيجية من 4 محاور.. أبرزها تحسين المياه والترشيد واعتماد أساليب الرى الحديثة واستخدام التكنولوجيا

نهر النيل يمد مصر بمعظم احتياجاتها من المياه
نهر النيل يمد مصر بمعظم احتياجاتها من المياه
كتبت أسماء نصار

تواجه مصر العديد من التحديات المائية، فى ظل كونها من أكثر بلاد العالم جفاف، وذلك وفقا لتقارير رسمية دولية، حيث إن 95% من أراضيها صحراء ونهر النيل هو المصدر الرئيسى للمياه فى مصر حيث يمثل أكثر من 95% من المصادر المائية، لذلك يجب التنسيق بين دول المنابع ودول المصب عند تنفيذ أى منشئات على مجرى النيل بما لا يتسبب فى حدوث أى أضرار جسيمة لأى من الدول، وأيضا بما يحقق متطلبات التنمية فى دول المنابع. 

 

ولعل الكثير لا يعلم أن مصر هى الدولة الوحيدة فى دول حوض النيل التى تلجأ مضطرة لإعادة استخدام مياه الصرف أكثر من مرة، كما بدأت منذ عشرات السنين فى تحلية مياه البحر لسد الفجوة المائية على سواحل البحر الأحمر ومؤخرا فى المدن المطلة على البحر المتوسط، حيث حتمت الطبيعة الجغرافية وتوزيع الأمطار على دول حوض النيل إعتماد مصر على مياه النهر، وكذلك فى تغذية مخزون هائل من المياه الجوفية المتجددة، ولذلك أصبح من الطبيعى والمنصف والعادل والمعقول أن تعتمد دول المنبع مثل أثيوبيا فى استخداماتها الاستهلاكية على ما هو متاح من "مياه الأمطار" فى "حوض" النيل وتعتمد دول المصب مثل مصر على ما هو متاح من "المياه الجارية" فى "نهر" النيل ذاته، خاصة وأن مصر تعتبر من الدول القاحلة التى لا تسقط فيها أمطار تذكر.

 

وهناك العديد من الدراسات التى تتناول سبل وآليات مواجهة العجز المائى المتزايد للبلاد، فمن المعروف أن حصة مصر التاريخية تقدر بنحو 55.5 مليار م3 وذلك وفقاً لإتفاقية 1959بين مصر والسودان والمعنية بإدارة مياه النيل بين البلدين، وكما أشارت آخر الدراسات أن هذه الحصة لا تكفى احتياجات مصر، حيث وصل استيراد البلاد من المنتجات الزراعية الغذائية فى 2015 ما يساوى حوالى 60 مليار متر مكعب سنوياً تحت مسمى " المياه الإفتراضية" المطلوبة لزراعة هذه المنتجات.

 

وتشير التقارير إلى أحد التحديات الداخلية التى تلتهم المياه تتمثل فى الزيادة السكانية ووفقًا لأكثر الاحتمالات تفاؤلاً عام 2050 إلى 160 مليون نسمة، وعام 2100 حتى 320 مليون نسمة بنسبة زيادة سنوية 1.5% ولكن الفعلى وفقًا للزيادة السكانية الحالية وصل إلى 2 – 2.5% أى أنه إذا سرنا بنفس المعدل سنصل إلى 600 مليون نسمة فى 2100، حيث وضعت الحكومة عدد من السيناريوهات لما سيحدث حتى 2100 والرؤية المستقبلية، لتحديد المشكلة وكيفية مواجهتها، ولعل من أبرز السيناريوهات التى أعدتها الحكومة هى استراتيجية "4 ت" المكونة من أربع كلمات تبدأ بحرف التاء الأولى "ترشيد" وترشيد استخدامات الموارد المائية تتمحور فى كفاءة توصيل المياه للشبكات، وتقليل الفواقد واستخدام المحاصيل للمياه، باستقطاب محاصيل أقل استهلاكًا للمياه أو أقل فترة الزراعة الخاصة بها، وتحسين الرى فى الأراضى القديمة بتحويله لرى حديث، بالإضافة لوضع عدادات لكل مستفيد لتحديد مقنناته من المياه دون تحديد أو أتركها بطريقة عشوائية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وإنشاء 92 محطة خلط وسيط لاعادة استخدام مياه الصرف الزراعى.

 

أكد الدكتور رجب عبد العظيم وكيل أول وزارة الرى أن هناك اجراءات فعلية اتخذتها الحكومة ممثلة فى وزارة الموارد المائية، بالتنسيق مع الوزارت الأخرى  لمواجهة المشاكل المتعلقة بنقص المياه فى ظل ثبتت حصتها من مياه النيل عند 55.5 مليار متر مكعب، منذ خمسينات القرن الماضى، بالرغم من الزيادة السكانية الكبيرة والتى تضاعفت عما كانت عليه فى السابق.

 

وأوضح أن جملة التحديات المائية فى مصر والمتمثلة فى نقص نصيب الفرد من المياه ووصوله الى مستويات أدنى من خط الفقر المائى المحدد عالميا بـ 1000 متر مكعب للفرد سنويا، و ايضا التحدى الكبير المتمثل فى مشكلة الزيادة السكانية مع ثبات الموارد المائية والتوسع فى الرقعة الزراعية ومشكلة التغيرات المناخية والحاجة الى تكثيف الجهود لمواجهة لتلك التحديات والمشاكل.

 

وأضاف عبد العظيم أن مصر وضعت خطة لإدارة الموارد المائية ومواجهة التحديات المائية الحالية والمستقبلية ضمن محاور استراتيجية 2050 تعتمد على 4 محاور لإدارة المياه وهى "تنقية وتحسين نوعية المياه، وترشيد استخدامات المياه، وتنمية الموارد المائية، بالإضافة الى تهيئة البيئة <span .ArabicUIText-Regular";fo

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل الأربعاء، 02 يوليو 2025 12:00 ص

الأكثر قراءة

227 مليار جنيه للمعاشات.. أضخم دعم حكومى للتأمينات فى موازنة 2026

نجوم مصريون يتمنى مينا مسعود الوقوف أمامهم.. تعرف عليهم

روسيا والصين تخططان لتطوير قناة نقل نهرى بحرى لربط البلدين

فالفيردي يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مباراة الريال ضد يوفنتوس

وزيرا خارجية قطرى واليونانى يبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الأوضاع بالمنطقة


الأهلي يبحث عن مدرب أجنبى لفريق السلة بعد رحيل أوجستى بوش

أنغام عن اتهامها بالهجوم على شيرين: الظلم المرة دى غير محتمل.. ومش هسكت

رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول فور ظهورها والاستعلام برقم الجلوس

استمرار حبس عاطلين لسرقتهما مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من شقة بالخليفة

55 مباراة و 9 بطولات.. حصاد رحلة خالد عبد الفتاح بقميص الأهلى


زوجة كريم الحسينى تخضع لعملية جراحية خطيرة

إحالة سائق ومالك السيارة المتسببة فى حادث الطريق الإقليمى إلى الجنايات

9 شهداء في غزة إثر قصف الاحتلال لعدة مناطق في قطاع غزة

مفوض عام أونروا: "مؤسسة غزة الإنسانية" لا تقدم سوى التجويع والرصاص للفلسطينيين

"الأونروا": الاحتلال الإسرائيلي حول مراكز توزيع المساعدات إلى "مصائد للموت"

الجيش الأردني: إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة

غضب تحت القبة من بيانات الحكومة حول قانون الإيجار القديم.. أعضاء مجلس النواب يرفضون استكمال المناقشة.. وحنفى جبالى: جاءت غير مستعدة وليست المرة الأولى.. والتعبئة والإحصاء: اعتبار أصحاب الـ60 عاما مستأجر أصلى

رفض الإفصاح عن اسمه.. التضامن تتلقى تبرعا بـ38 مليون جنيه لأسر ضحايا المنوفية

الكرملين: موسكو سترسل دعوة إلى دمشق لحضور القمة الروسية العربية الأولى

الإغاثة الطبية بغزة: توقف غسيل الكلى بمجمع الشفاء يعد حكما بالإعدام على 350 مريضا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى