نجاح فيلم "الممر" يعيد البريق للأفلام الوطنية.. الرئيس يطالب بعمل كل 6 أشهر.. والنقاد يؤكدون دورها فى زيادة الوعى العام ومحاربة الإرهاب.. وتعيد المشاهد للقيم المجتمعية بدلا من أعمال "الهلس"

"أتصور للمخرجين والمنتجين إن التجربة قابلة للتكرار كثيرا، وشوفتم حالة الالتفاف مش للجيش والشعب بس للدولة كمان حالة الالتفاف حول مصر، محتاجين فى ظل اللى بتشفوه والتحديات فى المنطقة ومحاولة سلب عقول وآمال شعوبنا إنه يكون فيه على الأقل كل 6 شهور فيلم زى كده يفكر الناس ويسعدها"، بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة.

حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة ، عن فيلم الممر وما عكسه خلال المشاهد من التفاف وطنى وشعبى، يفتح الباب أمام المخرجين والمنتجين والكتاب نحو تعزيز وتعظيم المشاركة فى تلك التجربة المتميزة لما تحمله من أهمية خاصة ورسائل جوهرية عن الروح التى يتسم بها الشعب المصرى ومساندة القوات المسلحة فى الأوقات العصيبة.

الرئيس السيسى خلال الندوة التثقيفة الـ31

ونظرا لكون محاربة الإرهاب التى تخوضها القوات المسلحة والشرطة فى تلك الفترة بشمال سيناء والتى لا تقل خطورة عن حرب أكتوبر 1973 ، خاصة وأن العدو فى تلك المعركة غير معلوم وغير واضح، فبات من الضرورى التوسع نحو إنتاج الأفلام التى تجسد الدور العظيم الذى تنفذه قوات الأمن ويعكس حالة الالتفاف الشعبى.

إنعام محمد على:  لازالنا نقوم بحرب عنيفة فى الفترة الحالية على الإرهاب وبالتالى نحتاج للأفلام الوطنية

ومن هذا المنطلق تقول، المخرجة إنعام محمد على ومخرجة أفلام " الطريق إلى إيلات" و"حكايات الغريب"، إن تلك النوعية من الأفلام تخلق حالة من الوعى لدى الأجيال الجديدة خاصة وأنها لم تعش مجريات وظروف الحرب، وبالتالى تتعرف لأول مرة عن دور القوات المسلحة فى الدفاع والصمود والتحدى الذى يتميز به أفراده من الضباط والجنود ومحاولة استرداد الأرض والكرامة.

فيلم الممر

وأضافت إنعام محمد على فى تصريح لـ" اليوم السابع " أن الأفلام الوطنية يكون لها مردود فى خلق نوع من التواصل بين المشاهدين وبين أفراد القوات المسلحة وتخلق نوع من الالتحام والتلاحم، لافتة إلى أنها عاشت الحرب، مؤكدة أن تلك الفترة شهدت تلاحم كبير بين الجيش وأفراد الشعب.

المخرجة انعام محمد على

وتابعت المخرجة إنعام محمد على، لازالنا نقوم بحرب عنيفة فى الفترة الحالية على الإرهاب وبالتالى نحتاج لمثل هذه الأعمال أن تعود مرة أخرى بقوة ، خاصة وأنها مفتقدة منذ فترات طويلة ، متابعة "كل موسم فى شهر رمضان يتم إنتاج وإذاعة ما بين 25 إلى 30 مسلسل فلماذا لم تتناول أحد تلك المسلسلات مذل هذه البطولات التى جسدها القوات المسلحة وانتاج افلام سنيمائية مثلها ، خاصة لدينا عمليات شهدت بطولات خارقة .

واستطردت المخرجة إنعام محمد على ، أن تلك الأفلام تساعد على تشكيل وعى تاريخى ومعلوماتى لدى الأجيال القادمة  بحقيقة ما بذله وما فعله جنودنا البواسل.

ناقد فنى: السينما المصرية بدأت تتعافى من فترة الإدمان وانهاء مسيرة أفلام الهلس

ومن جانبه قال أحمد السماحى الناقد الفنى ، منذ بداية السينما المصرية وكان هناك لدينا خط وطنى فى خط الإنتاج العام وشاهدنا إنتاج العديد من الأفلام الوطنية والسياسية ، ولكن مع بداية 2000 بدأ يختفى الفيلم السياسى والوطنى وشاهدنا أفلام كثيرة تناولت  كل المناسبات الوطنية وتحدثت عن ثورة 23 يوليو وعن حرب أكتوبر بصرف النظر عن مستوى الأفلام والاتفاق مع هذه الأفلام من عدمه.

أحمد السماحى الناقد الفنى

وأضاف السماحى، أن السينما المصرية قدمت أفلام ظلت تعبر عن كل المناسبات الوطنية، ونجد لدينا أفلام عن ثورة 23 يوليو وأفلام عن النكسة وحرب الاستنزاف وانتصارات أكتوبر ، وكذلك جرحى الثورة، متابعا كان هناك اهتمام لدى السينما المصرية فى تقديم كل ما يتعلق بالأحداث الوطنية فضلا عن تجسيد بعض الزعماء .

وتابع الناقد الفنى، أن أهمية الفيلم الوطنى تتبلور فى توعية الجمهور المصرى، متابعا: منذ ما يقرب من 20 عاما لم يتم تقديم افلام وطنية وسياسية عن الأحداث فى مصر بعد ثورة يناير، وبدأنا نقدم نوعية رديئة من أفلام الهلس.

واستطرد أحمد السماحى، على السينمائيين وبعد النجاح العظيم الذى حققه فيلم الممر أن يتم التوجه نحو إنتاج أفلام جيدة وعلى درجة كبيرة من الوعى لأن الأفلام الوطنية تجسد شخصيات تمثل قدوة للشباب ومثل أعلى  لهم.

وأردف الناقد الفنى،  السينما المصرية بدأت تتعافى من فترة الإدمان وانهاء مسيرة أفلام الهلس ، والتركيز على الأفلام الوطنية ، خاصة مع نجاح فيلم الممر الذى أكد على أهمية الفيلم الوطنى والسياسى فى السينما المصرية.

برلمانى: الأفلام الوطنية تساهم فى رفع الوعى لدى الأجيال القادمة

وبدوره قال النائب نادر مصطفى أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن صناعة الأفلام الوطنية خطوة مهمة خاصة وأنه أحد الادوات المهمة ، التى نستطيع أن نصل من خلالها إلى عدد أكبر من الجمهور والمواطنين ،خاصة اذا كان فى شكل فنى راقى ويجرى الاعداد له بشكل به نوع من أنواع التخطيط والإعداد الجيد، وبالتالى تأتى أهمية التوسع فى انتاج الأفلام الوطنية .

وأضاف مصطفى فى تصريح لـ" اليوم السابع " أن المواطن المصرى تعرض لحرب نفسية وكمية هائلة من الشائعات والأكاذيب خلال الفترة الماضية ، وهل من المعقول أن يترك المواطن يتعرض لهذا الكم من الاكاذيب والشائعات دون ان تسعى الدولة من رفع روح المواطن المعنوية وبالتالى فإن تلك النوعية من الأفلام تساعد على التصدى للشائعات.

النائب نادر مصطفى

وتابع أمين سر لجنة الثقافة والإعلام، أن الحرب التى تعرضت لها مصر كانت تستهدف فى المقام الأول عقل وقلب وروح المواطن المعنوية ، من خلال نشر  اليأس والاحباط فى نفوس الشباب، لابد وأن نحصن الشباب ويكون لدينا جبهة مضادة لما يتعرض له المواطن بشكل عام وبالتالى فإن انتاج الأفلام الوطنية خطوة مهمة فى سبيل توعية الأجيال القادمة.

وأردف النائب نادر مصطفى ، أن الأفلام الوطنية تساعد الشباب على الرد على مهاجمى المؤسسات الوطنية وكيفية مجابهة الحروب الخبيثة ، وتساعد على رفع الوعى لدى الشباب من خلال فتح آفاق فكرية يستطيع من خلالها أن يعى ويتفهم ما يدور حوله من أحداث .