جهاد.. تلك كانت الأيام يا صديقتى

محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن
محمد عبدالرحمن
لم أكن أتصور أن الفتاة التى رأيتها أول مرة متدربة فى الجريدة، صامتة وتائهة أحيانا، سوف تستطيع أن تأخذ تلك المساحة الكبيرة فى قلوبنا، وأن تعيش بيننا كأنها كانت هنا من زمن معتادين وجودها، أن تشغل ذكرياتنا بتلك الحكايات والمواقف الطريفة والجميلة، وأن تتركنا الآن حائرين فى مرارة الأيام التى تأتينا بغرباء وتأخذهم منا غاليين ومقربين، والآن "مبتلين" بفراقها الكبير.
 
هكذا كانت "جهاد" صديقتى، التى رحلت منذ عامين، تلك الفتاة التى ما أن تراها للمرة الأولى حتى تعتقد أنك رأيتها من قبل وأن بينكما لقاءات وحكايات وأن اللقاء الآن ليس سوى حدث مكرر ومعتاد، كانت بسيطة وخجولة مع الغرباء، متكلمة وفضفاضة "ما يمر فى قلبها ينطق على لسانها" مع الأقربين، تلك الفتاة التى سعدت بها ولوجدها "الخفيف"، وتوقعت أن تكون زميلة وربما صديقة مريحة للقلب قريبة من العقل، لكننى الآن، أعترف، أننى لست هذا الشخص السعيد، لأن "جهاد" التى جاءت غريبة لا نعرفها خرجت غالية وعزيزة، وتركتنا غرباء عن أنفسنا.
 
مر عامان على رحيل جهاد، ولا تزال الذكرى ثقيلة على القلب مؤلمة للروح متعبة للعقل، تمر الأيام ولا تزال كل الذكريات عالقة تمر أمامى دافعة إلى عينى دمعا وإلى قلبى مزيد من الحزن.
 
الآن وكلما مر الوقت، أتذكرها، وأذكر تلك الأوقات التى جمعتنى مع جهاد وتوأم روحها، وأخوها الروحى (وليد)، هذا الشخص الذى لم تلده أمها ولم يكونا على معرفة من قبل، لكن أرواحهم تلاقت فى ملكوت الله، فكانا مثل شقيقين لم يفرق بينهما إلا ذلك المجهول المسمى "الموت".
 
أتذكر ضحكاتنا وحكايتنا، لحظات الفرح والآلام، أتذكر كيف كنا مجتمعين فى العمل وربما المصائر أيضا، الراتب والتعيين والمكافآت كلها متشابهة كأننا شخص واحد، كنا نتقاسم الكثير من الأشياء، نحمل لبعضنا الحب والود، ولازلت أحمل لهما فى قلبى كل الحب والشكر على وجودهما فى هذه الأيام.
 
الذكريات مؤلمة وكثيرة والأيام تمر بغير هدى، وخبر رحيل "جهاد" لا يزال صداه مفجعا، أعرف أن جهاد الآن بعيدة جدا، لكنها أبدا لم تنته من الذاكرة ولن تنتهى، فكلما زاد فراق الأيام، زادت ذكراها كشجرة كلما كبرت قويت أغصانها، وظلت هى كما عرفتها أيقونة مرحة فى قلوبنا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة


مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود


أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

محمود صابر يحقق إنجازا خاصا مع منتخب مصر فى ودية نيجيريا

الصين.. ماذا على أجندة ثانى أكبر اقتصاد فى العالم السنوات الـ5 المقبلة؟

خطوات الاستعلام عن بيانات التأمينات الاجتماعية أونلاين.. تفاصيل

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

إيكيتيكى ينافس هالاند وساكا على جائزة لاعب الجولة بالدورى الإنجليزى

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

وسائل إعلام: منفذو هجوم سيدنى تلقوا تدريبات عسكرية فى الفلبين

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى