باحث أمريكى يكشف: أردوغان خدع أوباما وترامب يدفع الثمن..تلاعب بخصومه بدهاء..يتخفى وراء وهم خادع ويحتقر أوروبا..الرئيس الأمريكى السابق وجد فى الخليفة التركى فرصة وأيد الإخوان بمصر حلفاء تركيا وتسبب فى كوارث

شعبان هدية - وكالات

مع تصويت مجلس النواب الأمريكي مؤخراً على إدانة الرئيس، دونالد ترمب، بشأن إقدام تركيا على ذبح الأكراد في شمال سوريا، يجب أن نتذكر أيضاً أن ترامب ليس أول رئيس أمريكي تتلاعب به أنقرة، بحسب ما جاء في مقال المدعي الفيدرالي السابق أندرو مكارثي، كبير باحثين في "معهد ناشيونال ريفيو"، الذي نشره موقع "ذا هيل" The Hill الأمريكي.

 

في إطار سعي واشنطن الدؤوب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإن التودد لأردوغان الذي يتخفى وراء وهم خادع بأن "النموذج التركي" دليل على أن الفكر الإخواني والليبرالية الغربية يمكن أن يمتزجا بسلاسة، يمثل مشكلة عانى منها الحزبان الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.

يستطرد مكارثي قائلا: لقد تتبعت التاريخ في كتاب "حمى الربيع: وهم الديمقراطية الإسلامية" الصادر في عام 2012، فعندما تولي أردوغان السلطة بفوزه بمنصب رئيس بلدية إسطنبول في منتصف التسعينيات، معلناً نفسه "خادماً للشريعة"، مفضلاً اعتباره "إماماً" للمدينة، أكثر من كونه العمدة.

5466c820-e940-4a93-a380-7d69218f7b52 (1)
 
 
وكان قد أدين بالتحريض على الفتنة ضد النظام الكمالي العلماني في عام 1998، بعد تمرد بقيادة الحزب المناهض للغرب، والمعادي للسامية، وهو الحزب الذي يؤمن بتفوق الشريعة، والذي تحول فيما بعد إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان اليوم.
 
كان أردوغان غارقًا في أيديولوجية الإخوان المسلمين، ومثل منظمات المجتمع اليسارية، فإن الإخوان يتسللون وقت الأزمات والاضطرابات متخفين تحت عباءة "العدالة الاجتماعية" (وهو مبدأ حزب العدالة والتنمية)، وعندما انهارت المعارضة الإسلامية في عام 2002، سيطر حزب العدالة والتنمية على البرلمان، على الرغم من فوزه بثلث الأصوات فقط، ترقى أردوغان على الفور إلى منصب رئيس الوزراء.

 

انتهازية سياسية
 

 

ومن واقع الحرص على تنمية حلفاء مسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، داعبت إدارة الرئيس بوش زعيم تركيا الجديد، حيث كانت التقارير تشير إلى أنه كان "معتدلًا" حقيقيًا يضيء طريق "الديمقراطية الإسلامية"، كانت تركيا ديمقراطية بالفعل عندما جاء أردوغان، والإسلاميون، كان هدفهم السير في اتجاه معاكس لتوجه أتاتورك نحو الغرب، بعد العهد العثماني.

ولكن ما ذكره رئيس الوزراء الحذر كان: "إن الديمقراطية هي بمثابة القطار، الذي نستقله للوصول إلى وجهتنا"، وبعيدًا عن إثبات أن مشروع بوش الإسلامي للديمقراطية يمكن أن ينجح، كان أردوغان دليلًا على أنه في ظل هذه الفرصة في دولة ذات الأغلبية المسلمة، فإن المؤمنين بتفوق الشريعة سوف يثبطون العملية الانتخابية الديمقراطية، ويرسخون تدريجياً الشريعة الإسلامية، بكل ما تستتبعه من خنق للحرية.

 

أردوغان يحتقر أوروبا

وبينما تحدثت عنه إدارة بوش بحماس، فقد اقترح القادة الغربيون أنه يمكن دمج تركيا بالكامل في أوروبا. وبالطبع، فإن أردوغان يحتقر أوروبا، وعلى الرغم من أنه كان انتهازيًا، فقد كان يعرف أن التكامل الذي تتوق إليه معارضته لا يمكن تحقيقه في غياب التوافق مع المبادئ الغربية الأساسية: الحرية الدينية، والسيطرة المدنية على الجيش. ومن المفارقات أن مقاومة هذه المبادئ كانت أساسية لتوجه تركيا نحو الغرب. ومن خلال دعمه الظاهري للاندماج، جند أردوغان مساعدة الغرب في تفكيك الحصار ضد الإسلاميين.

أخطاء أوباما

وبينما كان أردوغان يقوم بمساعدة وتحريض حماس وحزب الله، وكلما كان يقوم بأعمال عدائية ضعيفة الوقع ضد إسرائيل، كان الرئيس أوباما يقربه منه، بل كان يرقي الخليفة المرتقب علانية إلى وضعية الحليف والمستشار له.

أيد الرئيس الأمريكي السابق حلفاء أردوغان في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مما أدى لتبعات كارثية ، كان يمكن التنبؤ بها بالكامل من جانب من يعقل، وللأسف لم تكن النخب الغربية كذلك، حيث مازالت تصر على أن ما يطلق عليه "الربيع العربي"، زاد من ازدهار الديمقراطية، بدلا من ازدهار الإسلام المتفوق.

أوباما خلال خطابه بجامعة القاهرة 2009

وبعد الأزمات في القاهرة، حيث تم الإطاحة بسرعة بالإخوان، وفى ليبيا، حيث دعم أوباما الإسلاميين أيضًا ضد معمر القذافي، الذي كان يُعتبر في ذلك الوقت حليفا أميركيا غير مرغوب فيه)، اتخذ أوباما قرارا حكيما بالابتعاد عن التدخل في سوريا. ولكن، ظل أوباما غارقًا في ارتباك واشنطن السياسي. ففي بداية الأمر حاول احتضان الرئيس السوري بشار الأسد كمصلح ديمقراطي.

ثم عاد أوباما وانحاز إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين، وقرر أن بشار الأسد كان عقبة أمام تحقيق الديمقراطية، وأنه حليف للإرهاب الشيعي في إيران.

التراجع عن الخط الأحمر

أخيرًا، وبعد إغراء جاذبية اتفاق نووي تاريخي مع إيران، تراجع أوباما عن "خطه الأحمر" ضد شراكة طهران لسوريا، وجعل محور تحركاته يقتصر على محاربة تنظيم داعش، نسخة مكررة للتنظيمات الجهاد السني، والذي سحب أوباما بموجبه القوات الأميركية من العراق، وتلقى اللوم بسبب تلك، كما لو أن الجهادية نشأت بسبب "الفراغات"، وليس بسبب الأصولية الإسلامية بالأساس.

ومرة تلو الأخرى، وعد أوباما بعدم وجود جنود أميركيين في سوريا، ومن ثم بدأ الاعتماد على وكلاء، وهذا ما جعله يقع في صراع مع صديقه أردوغان.

دهاء وخبث أردوغان
 

وعلى عكس الأمريكيين، تلاعب رئيس وزراء تركيا بخصومه بدهاء، إذ قام بالتآمر لإحداث الوقيعة بين بعضهم البعض، حيث قام بمساعدة إيران على التحايل على العقوبات الأمريكية، وفي نفس الوقت عمل على مساعدة الجهاديين السنة على شن حرب ضد سوريا، كما أخذ يتقرب من الكرملين، فيما تتمتع تركيا بوضعيتها كحليف وعضو بحلف الناتو، والذي يعرب عن نقمته عليه طوال الوقت.

تعرضت العلاقة الوطيدة بين أوباما وأردوغان للتوتر، بسبب الأكراد في تركيا، حيث قاد حزب العمال الكردستاني PKK انتفاضة، تسعى للحصول على الحكم الذاتي. وفي الوقت ذاته، أصبح الأكراد الوكيل الأكثر قدرة بالنسبة للأمريكيين، عبر الحدود في سوريا.

وإذ أردوغان بأنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق، فيما يتعلق بالدعم الأمريكي للأكراد، وأنه سيكون محدودًا، وأنه لن تكون هناك منطقة كردية دائمة على الحدود التركية.

وكما أن الليل يتبع النهار، فسرعان ما كانت هناك منطقة كردية فعلية على الحدود التركية، وجنود أمريكيين على الأرض، ووجود أميركي متصاعد.
عندما غادر أوباما منصبه، كان لا مفر من الحساب، والآن حان دور ترمب ليجد أن الانغماس مع أردوغان يؤدي إلى مشكلة في الشرق الأوسط.

 

94ae4942-55f9-4aa9-96d0-df16aed9e125

 
 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتفع لـ85% بالقاهرة الكبرى.. الأرصاد تحذر من الرطوبة بأنحاء الجمهورية

جهاز حماية المستهلك يعلن سحب منتجات الباور بانك من الأسواق.. تفاصيل

وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

موعد مباراة الإنتر ضد فلومينينسي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

أسامة فيصل يحسم وجهته ويخطر البنك برغبته فى الانتقال للأهلي


أهم أخبار العرب والعالم حتى الظهيرة..الإحصاء الفلسطينى: 11 ألف مفقود منذ بداية الحرب على غزة..إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو..بريطانيا تعلن دخول اتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا حيز التنفيذ

الداخلية تكشف حقيقة ادعاء شخص اصطدام سائق ميكروباص بوالده وخطفه بالإسكندرية

فرنسا تدين التهديدات الموجهة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

الرئيس السيسى للمصريين: أشعر بكم وتخفيف الأعباء عن كاهلكم أولوية قصوى للدولة

الداخلية تواصل حملاتها للكشف عن تعاطى السائقين للمخدرات على كافة الطرق


نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

زلزال بقوة 5 درجات يضرب إقليم "مالوكو" فى إندونيسيا

"الزراعة": إحباط محاولة تهريب عشرات الزواحف والكائنات النادرة بمطار القاهرة.. فيديو

الأهلي يضع الرتوش الأخيرة على صفقة بيع خالد عبد الفتاح لنادى زد

تفاصيل رحلة سفاح المعمورة أمام القضاء بعد إحالة أوراقه للمفتي

الطقس اليوم شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

خلاصة الكيمياء لطلاب الثانوية العامة.. أقوى الأسئلة وإجاباتها قبل الامتحان

كل ما تريد معرفته عن سباق تنظيم كأس العالم للأندية 2029 بمشاركة بيراميدز

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 30-6-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى