رئيس الوزراء خلال افتتاح أسبوع القاهرة الثانى للمياه: محور المياه من أهم ركائز الأمن القومى المصرى.. مصطفى مدبولى: سعينا للوصول لاتفاق عادل بشأن سد النهضة.. وطالبنا بتفعيل المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء
كتبت هند مختار - تصوير سليمان العطيفى
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، افتتاح أسبوع القاهرة الثاني للمياه 2019، الذي يعقد هذا الأسبوع، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت عنوان "الاستجابة لندرة المياه"، وذلك بحضور رئيس المجلس العالمى للمياه، والمدير العام المساعد والممثل الاقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بدول شمال إفريقيا، وعدد من الوزراء من دول مختلفة، وكذا الوزراء، والمحافظين المصريين، وسفراء الدول العربية والأفريقية والأجنبية، وقيادات وزارة الري، وكوكبة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالشأن المائي والقضايا المائية.
 
SLM_1606
 
وألقى رئيس الوزراء كلمة أمام الحضور، نقل خلالها إليهم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسِ الجمهورية، وتمنياتِه بأن يشهد أسبوع القاهرة الثاني للمياه، مُناقشات جادة تؤدى إلى النهوض بقطاع المياه على المستوى الاقليمي والدولى، مشيرا إلى أنه قام العام الماضي بإفتتاح الأسبوع الأول الذي تناول قضايا مهمة مرتبطة بالموارد المائية، وعدداً من المتغيرات التي تؤثر على هذه الموارد، مؤكدأً ثقته بأن المشاركة الفعالة في هذا الحدث السنوي ستتيح الفرصة لتبادل الخبرات والأفكار، وتعزيز التعاون، وزيادة الوعي الدولي والإقليمي بقضايا المياه، خاصة في ضوء ما ذكرته تقارير دولية بأن عدداً من الأقاليم لن يتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بينها الهدف السادس المعني بالمياه والصرف الصحي.
 
وشدد رئيس الوزراء  ، على أن أسبوع القاهرة الثاني للمياه ينعقد في ظل تحديات كبيرة يواجهها قطاع المياه، ومنها ظاهرة تغير المناخ، حيث تعد التغيرات المناخية وآثارها المتوقعة من أهم التحديات التي تواجه الانسان في العصر الحديث، والتي كان الانسان سبباً أصيلاً في تفاقمها، مؤكداً أنه لابد لكافة دول العالم الآن أن تعمل معا على مجابهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، من خلال رسم السياسات، ووضع الاستراتيجيات، والخطط السليمة القابلة للتنفيذ والعمل على التكيف مع آثار تلك التغيرات المناخية، ولا سيما أن قطاع الموارد المائية يعدُ أكثر القطاعات تأثراً بالتغيرات المناخية.
 
SLM_1765
 
ولفت الدكتور مصطفى مدبولى ، إلى أن قطاع المياه يواجه أيضاً تحدياً رئيسياً يتمثل في ندرة المياه التي تعاني منها عدة أقاليم، وهو الأمر الذي دعا إلى تحديد تلك القضية كموضوع أساسى للأسبوع هذا العام، من أجل زيادة الوعي بهذه الظاهرة وتبادل الخبرات للتعامل معها، فضلا ًعن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وكذلك انعدام الشفافية، وغياب الرؤية المشتركة في عدد من أحواض الأنهار المشتركة.
 
وأكد رئيس الوزراء ، أن قضايا تعزيز التعاون العابر للحدود في الأحواض المشتركة، والإجراءات الأحادية التي تتخذها بعض دول المنابع، والتي تؤدى إلى إلحاق الضرر الجسيم بمصالح دول المصب، تعد التحدي الرئيسي لعدد ليس بالهين من دول المصب في منطقتنا، فالعديد من دول المنطقة تشترك في مواردها المائية مع دول أخرى، وهنا يجب التأكيد على أهمية العمل على تعزيز التعاون بين الدول المتشاطئة، بما يعود بالنفع على الجميع وفي الوقت نفسه لا يسبب أضرارا لأي من هذه الدول، وذلك في إطار احترام مبادئ القانون الدولي الحاكمة لاستخدام الأنهار المشتركة.
 
وتطرق مدبولى ، إلى التحدي الذي تواجهه مصر في الوصول إلى اتفاق عادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي، لافتاً إلى أن السد لم يتم استكمال الدراسات البيئية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو المائية الخاصة به، والتي كان من المأمول في أن يُنهيها المكتب الاستشاري في مطلع عام 2018، ولكن للأسف الشديد حال دون ذلك رفض الاشقاء فى أثيوبيا تنفيذ ما تم التوافق عليه، ووصل مسار الدراسات المشار إليها إلى طريق مسدود .
 
SLM_1616
 
وأشار رئيس الوزراء ، إلى أن مصر سعت طول الفترة الماضية إلى الوصول إلى اتفاق عادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، من خلال الآليات التي توافقت عليها الدول الثلاث، ومن بينها المسار غير الرسمي بتشكيل المجموعة العلمية المستقلة، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتحقق ذلك أيضاً، حتى ما تم طرحه من الجانب الأثيوبي اقتراحاً لا يُلبي شواغل مصر اتصالاً بملء وتشغيل السد ولايمكن قبوله لتجاهله عناصر كثيرة مطبقة على مستوى العالم، وأهمها التنسيق بين السدود على النهر المشترك والتحديد الواضح لكيفية مواجهة الحالات الهيدرولوجية المختلفة للنهر، وإنشاء آلية تنسيق واضحة الاختصاصات.
 
وأضاف مدبولى ، الى أن الدول الثلاث جلست حول مائدة المفاوضات، منذ إعلان المبادئ الموقع من جانب القادة في 23 مارس 2015 بالخرطوم، ولم تستطع التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي دفع مصر إلى المطالبة بتفعيل المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ، والمطالبة بتدخل طرف رابع في المشاورات، مؤكداً على أن إعلان المبادئ قد نص أيضاً على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد.
 
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تعد بحكم موقعها شديدة الحساسية تجاه مواردها المائية المحدودة، خاصة في ظل تدفق هذه الموارد من خارج حدودها، حيث تحصل مصر، وهي آخر دولة مصب في حوض نهر النيل على 97% من مواردها المائية من خارج حدودها، وهو ما أكده وزير الموارد المائية والرى فى كلمته، لافتاً إلى أن مصر من أجل ذلك تتبنى نهج التعاون والتنسيق والتكامل في إطارها السياسي الواضح نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعد محور المياه في مصر من أهم ركائز الأمن القومي، حيث ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة في جميع المجالات، بقدرة الدولة على توفير الموارد المائية اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.
 
SLM_1780
 
وأضاف مدبولي ، أن الحكومة وضعت خطة لإدارة الموارد المائية حتي عام 2037 بتكلفة إجمالية تتعدى ال 50 مليار دولار، ترتكز علي أربعة محاور أساسية لتحقيق الأمن المائي، نفذت منها  الحكومة في السنوات الثلاث الماضية مشروعات عملاقة وقومية، تكلفتها تفوق الـ 8 مليارات دولار، على مشروعات تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وتأهيل البنية التحتية لشبكات الري والصرف الزراعي، ومشروعات الحماية من السيول، وغيرها من المشروعات التي تساهم في إدارة الندرة المائية ومواجهة التحديات المائية المختلفة، وتكفل الحماية الاجتماعية للمواطنين. 
 
وأكد رئيس الوزراء ، أن مصر تسعى جاهدة إلى تحقيق رؤية مصر 2030 من خلال برنامج عمل الحكومة على تحسين جودة حياة المواطن المصري بمفهومها الواسع، ليشمل كافة الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والبيئية والثقافية والسياسية، لافتاً إلى أن خطـــة الحكومــة ترتكز على الاستثمــار في المواطــن المصــري، حيثُ أولت إهتماماً خاصاً بالبحث العلمي، وتستهدف تطوير منظومة البحث العلمي ليُلبي احتياجات الدولة من حلول لمشكلات ملحة كقطاع المياه بكافة جوانبه، كما تعمل الحكومة على الإرتقاء بالخدمات العامة كإمدادات المياه، والصرف الصحي، والإسكان، والنقل والمواصلات.
 
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي ، أن البعد الأفريقي يأتي كركن أساسي في برنامج عمل الحكومة المصرية، حيث أَكدت القيادة السياسية على انتمائها للقارة الأفريقية ووحدة المصير المشترك، والإيمان بأن نجاح بلداننا الأفريقية سيتحقق عندما تتحد الإرادة السياسية في القارة؛ لنحقق معاً أهداف التنمية والتى نعتمد فيها على تقاسم الموارد والاعتناء بالشباب والمرأة الأفريقية، مما يُهيئ مستقبلاً أفضل وفرصاً واعدة أمام الأجيال القادمة، حتى نُحَصِّنَها ضد المخاطر الراهنة كالهجرة غير الشرعية والإرهاب، علاوة على مُواجَهةٍ المخاطر البيئية المُحتملة بسبب التغيــــرات المناخيـــة التي تُهـــدد أمـــن واستقـــرار دُوَلنـــا. 
وأضاف مدبولي أنه على صعيد حوض النيل، تحرص مصر على تعميق أواصر التعاون مع دول الحوض كافة، وتتفهم الحاجة الماسة لجميع دول حوض النيل للتنمية لمجابهة الزيادة السكانية المضطردة، والحاجة إلى وضع خطط تنموية شاملة لتحقيق الاستفادة للجميع، ودون الإضرار بالغير أو استدامة النهر. مؤكداً أن خير دليل على ذلك، هو النهج الذي اتبعته مصر في محاولة حلحلة أزمة سد النهضة، وسعيها الدؤوب للتوصل لاتفاق مُرضٍ للجميع، وما توليه مصر لأهمية التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف يراعي مصالح الدول الثلاث "مصر، السودان، إثيوبيا"، دون قيام أي طرف بفرض الأمر الواقع، وعدم مراعاة مصالح الأطراف الأخرى.
 
SLM_1784
 
وقال رئيس الوزراء: لقد طالعت الموضوعات والمحاور التي ستتناولها الجلسات الفنية والحلقات النقاشية علي مدار الأسبوع  تحت شعار "الاستجابة لندرة المياه" وإنني على ثقة من أننا سنسعى معا من أجل ترجمة الرؤى إلي إجراءات وخطط تنفيذية، والعمل على تعزيز تبادل المعلومات لمواجهة التحديات المحتملة لنقص المياه، وبحث سبل تحسين كفاءة إدارة المياه على مُستوى الأحواض، حيث يعد التعاون الإقليمي العابر للحدود وسيلة رئيسية لتحقيق الأمن المائي وتعزيز التعاون على المستوى الإقليمي والوطني والمحلي، آخذاً في الاعتبار تبادل المعرفة بين الدول المتشاطئة والإدارة المشتركة للمياه العابرة للحدود، ودبلوماسية المياه والسياسات المائية، والأطر التنسيقية، على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية، والتركيز على التطبيقات الحديثة للإبتكارات العلمية والتكنولوجية في مجال إدارة المياه لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
 
وفى ختام كلمته أعرب رئيس الوزراء ، عن ترحيبه بالحضور لمشاركتهم في أسبوع القاهرة الثانى للمياه 2019، وتمنياته بأن تُثمر المُشاركة الفعالة والمناقشات المُثمرة بين المُشاركين في كافة الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر في إيجاد حلول مستدامة لقضايا المياه.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

ترامب يهاجم مدير FBI السابق بسبب منشور مثير للجدل على إنستجرام

النيابة العامة: «سفاح المعمورة» قتل موكله بعد خطفه وزوجته خشية افتضاح أمره

صفقة القرن واستيقظت حرم الفنان.. هكذا احتفل يوسف حشيش ومنة القيعي بعقد قرانهما

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج


الأهلي يبحث مصير ميشيل يانكون بعد التعاقد مع ريفيرو لتدريب الفريق

ريال مدريد يفتقد 3 نجوم أمام إشبيلية فى الدوري الإسباني

ضيوف الرحمن فى رعاية الوطن.. تسكين راقٍ وخدمات متكاملة لحجاج القرعة فى المدينة المنورة.. بعثة الداخلية ترافق الحجيج بخدمة تليق بالمكان والمقام.. تيسيرات كبيرة بين الراحة والإرشاد الطبى والدينى..صور

وفود بطولة أفريقيا للشطرنج تؤكد قدرة مصر على استضافة الأحداث العالمية

الصحف العالمية : ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق.. ثروة الملك تشارلز الشخصية قفزت 2000% فى 2025 لتصبح 640 مليون استرلينى.. أكثر من 40 زعيم أوروبى يشاركون فى قمة تيرانا وأوكرانيا وغزة أبرز المناقشات


البنك الأهلى وسيراميكا وزد يسعون للتعاقد مع مطاريد الأهلي

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

بيراميدز ضد صن داونز.. كاف يعلن تدشين كأس جديدة لدوري أبطال أفريقيا

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة

طائرة مظلمة فوق أراضي العدو.. ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق

الصين تطور قنبلة هيدروجينية حارقة غير نووية.. تعرف عليها

مدير FBI السابق يدعو لاغتيال ترامب بشفرة سرية على إنستجرام.. والسلطات تحقق

موعد مباراة مصر ونيجيريا فى أمم أفريقيا للشباب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى