تعرف على تاريخ الانقسام بين إسبانيا والباسك.. لماذا تريد كتالونيا الانفصال؟

المظاهرات فى إقليم الباسك تؤيد الانفصال عن إسبانيا
المظاهرات فى إقليم الباسك تؤيد الانفصال عن إسبانيا
كتب محمد عبد الرحمن

تواجه الحكومات الإسبانية المتعاقبة أزمة مع إقليم كتالونيا، الذى يطالب بالانفصال عن المملكة الإسبانية منذ قرون طويلة، حيث يشهد الإقليم احتجاجات عنيفة على مدى خمسة أيام أعقبت الحكم بسجن قياديين انفصاليين فى الإقليم.

لكن أزمة كتالونيا ليست بجديدة على الأحداث العالمية، فالمقاطعة الكتالونية التى حصلت على الحكم الذاتى بشكل رسمى من الحكومة الإسبانية فى أعقاب الحرب الأهلية الإسبانية، لكن على الرغم من ذلك لم تكن أوضاعها مستقرة طوال الوقت.

ويقع الإقليم فى أقصى شمال الشرقى لإسبانيا وتفصله جبال البرانس عن منطقة جنوب فرنسا الذى يرتبط بها الإقليم بعلاقات وثيقة، وبسبب تضاريسه التى تفصله عن إسبانيا، يعتقد معظم سكان الإقليم منذ القدم بإن المقاطعة مستقلة عن إسبانيا، ولها هويتها المستقلة.

وبحسب عدد من التقارير فإن حمى الانفصال فى كتالونيا تعود قبل أكثر من 1000 عام من الآن، ففى عام 718 الميلادى فتح مسلمو الأندلس كتالونيا، وبقيت فى أيديهم بكاملها حتى عام 760 عندما بدأ الفرنجة القادمون من الأراضى الفرنسية فى انتزاعها منهم شيئا فشيئا إلى أن استولوا عليها بالكامل عام 801، وكون الفرنجة إقطاعيات فى إقليم كتالونيا من مواطنيه الأصليين تتمتع بحكم ذاتى وسلحوها جيدا لتكون تلك الإقطاعيات بمثابة حاجز دفاعى تنكسر عليه محاولات الغزو الإسلامية الأندلسية.

وكان حكام كتالونيا خاضعين لملوك الفرنجة إلى أن تمرد عليهم كونت برشلونة ويلفريد الملقب بـ"المشعر" (كثيف الشعر)، واستقل بإقطاعيته فى عام 978 وتلاه من سلالته فى الحكم ابنه سونيير ثم حفيده بوريل الثانى وآخرون من نسل الأسرة.

وفى عام 1137 عرض ملك "أراغون" راميرو الثانى على كونت برشلونة رامون بيرينغير الرابع أن يزوجه ابنته بترونيلا التى ستصبح ملكة أراغون فوافق الحاكم الكتالونى على العرض وخضع بذلك لتاج أراغون الذى تكفل بعد هذا الزواج بحمايته من محاولات غزو الفرنجة، وأصبحت كتالونيا منذ ذلك الحين محل نزاع متواصل بين تاج أراغون والتاج الفرنسي، وفى عام 1479 كان زواج الملوك الكاثوليك إيزابيل ملكة قشتالة وفرديناند ملك أراغون النواة الأولى لتكوين مملكة إسبانيا، وأصبحت كتالونيا بذلك جزءا من المملكة الإسبانية.

وثار الكتالونيون بمساعدة من الفرنسيين على التاج الإسبانى فى الفترة من 1640 إلى 1652 بدعوى تعديه على حقوق كتالونيا التقليدية فى الحكم الذاتى خلال حرب الثلاثين عاما، بيد أن العرش الإسبانى استعاد الأراضى الكتالونية ما عدا مقاطعة رسيون التى احتفظت بها فرنسا، واعترف التاج الإسبانى بعد ذلك بحقوق الحكم الذاتى الكتالونية.

وأدى سقوط برشلونة يوم 11 سبتمبر عام 1714 فى يد فيليبى الخامس إلى القضاء على آمال أسرة هابسبورج فى اعتلاء عرش إسبانيا، خاصة بعد التوقيع على معاهدة أوتريخت، وأصبح فيليبى الخامس ملكا لإسبانيا، ولكنه كان يشعر بأن سلطات كتالونيا قد خانته،  بعد أن أقسمت له على الولاء عام 1701 ثم تحالفت لاحقا مع غريمه كارلوس، فأعلن خضوع تاج أراغون وكل مقاطعاته بما فيها كتالونيا إلى تاج قشتالة عام 1716 وألغى كل المؤسسات وحقوق الحكم الذاتى الكتالونية.

وفى النصف الأخير من القرن ال19 تحولت كتالونيا إلى مركز صناعى وأصبحت منذ ذلك الحين وباستمرار أهم المراكز الصناعية فى إسبانيا وأكثرها تقدما، وبعد إعلان قيام الجمهورية الثانية فى إسبانيا (1931-1939) استعادت كتالونيا مؤسسات الحكم الذاتى فى عام 1932 وأصبحت اللغة الكتالونية لغة رسمية إلى جانب اللغة الإسبانية.

لكن قوات الجنرال فرانكو، قامت بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية بدخول "برشلونة" عام 1939، ونتيجة لذلك ألغيت المؤسسات الكتالونية وتم حظر استخدام اللغة الكتالونية فى المعاملات الرسمية حتى عام 1975، وهى السنة التى توفى فيها الجنرال فرانكو الذى حكم إسبانيا بيد من حديد عبر نظام دكتاتوري، وتسبب ذلك فى ظهور حركة إيتا الانفصالية فى الإقليم على يد مجموعة من الطلاب المتطرفين المنشقين عن جماعة أكين، المنشقة بدورها عن الحزب القومي الباسكي، التى تتخذ من القوة وسيلة للمطالبة بالانفصال.

وفى عام 1978 جرى استفتاء شعبى لإعادة الحياة الديمقراطية إلى إسبانيا صوت خلاله 90% من مواطنى كتالونيا لصالح الدستور الإسبانى الجديد الذى ينص على "وحدة الأمة الإسبانية التى لا تنفصم"، و"يضمن ويعترف بحق الحكم الذاتى للقوميات والأقاليم التى تتكون منها إسبانيا" ومن بينها كتالونيا.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم ينته حلم الانفصال، وشهد الإقليم سلسلة طويلة من الاستفتاءات والاحتجاجات المطالبة بالاستقلال، فى ظل رفض تام وعنيف من جانب الحكومة الإسبانية التى ترى أن الإقليم جزء لا يتجزأ عن الوطن الإسبانى، وأى محاولات للانفصال هى أمور خارجة عن القانون.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طارق علام وأحمد السبكى فى عزاء والدة صبحى خليل

الزمالك يكشف تفاصيل الوعكة الصحية للبلجيكى فيريرا

بر أمان ومراكب رزق مبادرات لدعم الصيادين بالصعيد.. وزارة التضامن والتحالف الوطنى وفروا أكثر من 320 مركبا للصيادين.. ومحافظة الأقصر بدأت شرارة الدعم بإطلاق وإلقاء 4 ملايين ذريعة أسماك بلطى ومبروكة في نهر النيل

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

سبب استبعاد أونانا من تشكيل مان يونايتد ضد أرسنال


انطلاق دورى المقاهى للألعاب الترفيهية "الطاولة" و"الدومينو" بالإسكندرية لأول مرة.. تأهيل الفائزين لبطولة العالم وجوائز مالية بإجمالى 250 ألف جنيه.. و"السياحة والمصايف": إحياء الموروث الشعبي بروح عصرية.. صور

ريبيرو يُعيد الشناوي لحماية عرين الأهلي أمام المحلة وبيراميدز فى الدوري

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

ضبط مرتكبى مشاجرة أمام كافيه شهير بكورنيش سيدى جابر بالإسكندرية

معرفش حد من المتهمين.. اعترافات المتهم الثانى بواقعة مطاردة فتيات طريق الواحات


وفاة المطرب نور محفوظ.. وبسنت النبراوى تنعيه

اعتذار رسمي من فتوح لجماهير ومجلس الزمالك قبل العودة للتدريبات الجماعية

موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو

رئيس الأركان الإسرائيلى: قريبا نبدأ مرحلة ثانية من "عربات جدعون" فى غزة

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

انهيار والدة وزوجة مدير التصوير تيمور تيمور فى جنازة الراحل

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. صراع محمد صلاح وهالاند يشتعل مبكراً

باريس سان جيرمان يكشف قميصه الثالث استعدادًا لـ نانت بالدوري الفرنسي

إسبانيا تطالب بقطع العلاقات التجارية ووقف المعاهدات مع إسرائيل

محمد صلاح: علاقتي بـ فان دايك استثنائية.. ولحظة التتويج بالدوري لا تُنسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى