سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 أكتوبر 1982.. رفع الحظر عن أغانى عبدالحليم حافظ الوطنية الممنوعة أثناء حكم السادات.. وطرح ثلاثة شرائط كاسيت بصوت جلال معوض

 عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ
منعت الإذاعة والتليفزيون إذاعة الأغانى الوطنية التى تم تقديمها فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، كان ذلك بعد فترة قليلة من تولى الرئيس السادات للحكم خلفا لعبد الناصر التى شهدت أيضا حملة هجوم ضارية ضد جمال عبدالناصر.
 
كان عبدالحليم حافظ هو صاحب الرصيد الأكبر فى هذه الأغنيات، ويتذكر مجدى العمروسى، مدير أعمال عبد الحليم، وصديق عمره فى مذكراته «أعز الناس»، أنه لما لاحظ أن هناك تعتيما إعلاميا على كل أغانى الثورة، وبالذات أغانى عبد الحليم، وهذا التعتيم شمل الإذاعة والتليفزيون وكل وسائل الإعلام، سأل المسؤولين عن الإذاعة والتليفزيون، لكنه لم يحصل على إجابة شافية تبرر هذا التعتيم.
 
كان الموسيقار كمال الطويل هو صاحب الرصيد الأكبر فى تلحين هذه الأغنيات لعبد الحليم، وأذكر أننى سألته عن سبب هذا المنع فى لقاء لى بمنزله بالزمالك عام 1996، أجاب بوضوح: السادات كان هو المسؤول مباشرة، المسؤولون فى الإذاعة والتليفزيون كانوا يتنصلوا من هذا الموضوع لما كنت أسألهم، لكن أنا كنت عارف إن الموضوع أكبر منهم».
 
يذكر «العمروسى» أنه فى عام 1982 تناقش مع الطويل والمذيع الشهير جلال معوض حول هذا الموضوع فى للبحث عن حل لإطلاق أغانى عبد الحليم،أى بعد رحيل السادات «6 أكتوبر 1981»، ولأنهم يعرفون أن السبب هو أن جميع هذه الأغانى تتضمن اسم جمال عبد الناصر، أو تدور حول أعماله وأمجاده، سواء بالمباشرة أو بالإشارة، قرروا محاربة هذا السبب أو على الأقل التحايل عليه للإفلات منه، واقترح كمال وجلال القيام بحصر هذه الأغانى، ومناسباتها وأسماء مؤلفيها وملحنيها، وتسجيل كل ذلك على كاسيت يتم طرحه على الناس، ويقول العمروسى، إنه أضاف إلى هذا الاقتراح أن يكون ذلك على شكل تعليق يسجله جلال معوض بصوته، بعد أن يعده ويكتبه بأسلوبه، ويتخلل هذا السرد أو التعليق أجزاء من تلك الأغانى يحذف منها مؤقتا اسم جمال عبد الناصر إلى أن يتم التمكن من طرح الأغانى كاملة فيما بعد.
 
وافق الجميع على هذه الخطة، وبدأ «معوض» عملية الحصر والكتابة، ووفقا للعمروسى: بعد شهر كامل ومجهودات مضنية عرض علينا ما كتبه، ومقاطع الأغانى التى سوف توضع مع التعليق، وكان الأمر جميعه رائعا وجميلا ويحقق تماما ما فكرنا فيه، يؤكد العمروسى، أنهم حافظوا على سرية المشروع خوفا من إجهاضه، يتذكر: «قررنا عدم التسجيل فى استديوهات الإذاعة، واخترنا استديو الموسيقار عمار الشريعى ليتم فيه التسجيل والمونتاج، ولما عرضنا الفكرة على عمار تحمس جدا وشجعنا بلا حدود، بل قرر أن يقوم هو بنفسه وليس مهندس الصوت بالتسجيل والمونتاج، حتى يشترك معنا فى الاختيار ومنتجة الأغانى، كى يبدو الأمر طبيعيا ولا يلفت نظر أحد».
 
فى أوائل يناير عام 1982 بدأ التسجيل بصوت جلال معوض، وخلال شهر فبراير بدأت عملية منتجة الأغانى، ثم تركيب صوت جلال على الأغانى الممنتجة، وفى نهاية شهر فبراير وحسب العمروسى: أصبح لدينا ثلاث ساعات كاملة تسجيلا ومونتاجا، قررنا وضعها على ثلاثة أشرطة كل شريط مدته ساعة كاملة.
 
تم إطلاق اسم «عبد الحليم حافظ ومصر» على هذه الأشرطة، وقامت شركة «صوت الفن» التى يديرها العمروسى بالإنتاج، وحسب العمروسى: حينما اكتمل العمل كان لابد من عرضه على الرقابة على المصنفات الفنية للحصول على تراخيص وتصريح بالبيع والتداول كما ينص القانون، ولكن الرقيبة التى عرضت عليها النصوص والأشرطة تخوفت، وأحالت الأمر كله إلى جهاز مباحث أمن الدولة لأخذ رأى الجهاز، يتذكر العمروسى، أنه تلقى مكالمة من اللواء سيد سنجر، لمقابلته فى مكتبه بوزارة الداخلية، ولما ذهب وجد النص المكتوب وبروفة الأشرطة التى تم تسليمها إلى جهاز الرقابة، ويقول العمروسى: أفهمته أن الأشرطة معدة للنزول فى ذكرى عبد الحليم، أى فى 30 مارس، فقال: لأ.مش دلوقتى.. يؤكد العمروسى: من المناقشة فهمت أن الأمر لا نقاش فيه.
 
مثل الأمر صدمة على الثلاثة، ووفقا للعمروسى: سلك كمال وجلال كل الطرق وفشلا، ولم يتبق غير باب واحد هو رئاسة الجمهورية، وبالفعل كتب جلال معوض مذكرة بالموضوع ليعرضها الموسيقار محمد عبدالوهاب مع الأشرطة على الرئاسة، وجاءت النتيجة بقرار من الرئيس مبارك: لا مانع من نزول الأشرطة ونشرها.. يؤكد العمروسى: فى 23 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1982 تم نشر أول إعلان عن هذه الأشرطة فى صحيفتى الأهرام والأخبار.. يضيف: على أثر الإعلان فوجئنا بتليفونات الشركة لا تهدأ، وتجار الجملة لا يغادرون الشركة يوميا مطالبين بكميات لم نتوقعها، وطلبت مضاعفة طاقة المصنع، وعمل ورديات ليلية وإلغاء الإجازات فى الشركة أو المصنع حتى نسد الحاجة، وكان ذلك سببا فى إصدار الأغانى كاملة فيما بعد وبصوت جلال معوض أيضا. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فلومينينسي ضد الهلال.. الفريق البرازيلي يتقدم بهدف أول فى الدقيقة 40

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات يشترط القبول بها اجتياز اختبارات القدرات

فيريرا فى أول تصريحاته: سأحاول جعل الزمالك الأفضل وهذا وعدى للجمهور

أشعة جديدة تنتظر طاهر محمد طاهر فى الأهلي بسبب شد منشأ العضلة الأمامية


موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

صحتك بالدنيا.. اكتشاف مركب فى زيت الزيتون يقتل الخلايا السرطانية خلال 30 دقيقة.. كيف تتشابه أعراض اضطرابات الهضم مع أمراض القلب ومتى تشكل خطورة.. مشروبات تحمى من الجفاف.. واعرفى إزاى تعملى طبق عاشورا صحى

الطلائع ينعى يوسف الشيمى.. ووفد يغادر معسكر الإسماعيلية لتقديم واجب العزاء

احنا الملوك.. شاهد كيف قدم الزمالك فارسه الجديد يانيك فيريرا مديرا فنيا

الأهلى يسعى لإفساد مُخطط أحمد عبد القادر بالانتقال للزمالك


أنغام تفتتح فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان العلمين الجديدة 2025.. تامر حسنى يشارك للمرة الثالثة على التوالي 25 يوليو.. وعمرو دياب في سهرة غنائية ضخمة 1 أغسطس.. وتامر عاشور على مسرح يو أرينا الجمعة التالية

جيش الاحتلال يعترف بمقتل وإصابة 4 جنود فى معارك بجنوب قطاع غزة

طرح البوستر الرسمى لفيلم الشاطر لـ أمير كرارة وعرضه 16 يوليو

مركز الجزيرة "2" ينظم مهرجانا للألعاب المائية وينضم لمبادرة تمكين الشباب.. صور

تحريات لكشف ملابسات مصرع فتاة فى مدينة نصر

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

موجة شراء إسرائيلية لعقارات قبرص تثير القلق.. والأحزاب تحذر: قد نفقد بلادنا

الهروب الكبير.. هجرة اليهود إلى أوروبا.. ارتفاع أعداد المهاجرين من إسرائيل لعدم الاستقرار الأمنى.. فرار جماعى عبر البحر هربا من الجحيم.. آلاف الإسرائيليين ينزحون داخليا وخارجيا.. 78مليار خسائر تل أبيب فى 20شهرا

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى