صحافة الأعمال صامدة بوجه تحديات التكنولوجيا.. "اليوم السابع" يناقش مستقبل الصناعة مع القائمين على مؤسسة "بلومبرج".. عمدة نيويورك أسسها لأهميتها لمجتمع الأعمال والاستثمار.. وتعمل على تطويع السوشيال ميديا لخدمتها

 

فى عام 1981 وبعد حصوله على تسوية مالية بقيمة 10 ملايين دولار باعتباره شريكا عاما فى شركة سلومون برازر التى تم الاستحواذ عليها من مالك آخر، أسس مايكل بلومبرج، منصتة المالية IMS المعنية بتوفير نظام حاسبوب متطور يقدم بيانات السوق بشكل آنى والحسابات المالية والتحليلات للشركات فى وول ستريت، ليصبح أحد أكبر رجال الأعمال فى نيويورك بل فى الولايات المتحدة وأصبحت شركته التى اتخذت اسم "بلومبرج" عام 1986 واحدة من أكبر المنافسين فى الصناعة.

مع توسع مؤسسة بلومبرج والتى نجحت فى بيع الآلاف من نظامها الحاسوبى الخاص المعني بالبيانات المالية، بدأت الشركة فى إطلاق خدمات أخرى مثل منصة للتدوال وخدمة بلومبرج للرسائل، ومن ثم وجد رجل الأعمال الأمريكى الحاجة الماسة لتأسيس منصة إخبارية وإعلامية يوفر من خلالها ويوزع المزيد من المعلومات المالية ومن منطلق إمانه بدور الإعلام وأهميته لمجتمع الأعمال أسس بلومبرج قسم خدمات الأخبار عام 1990 ثم موقع بلومبرج فى 29 سبتمبر 1993، كبوابة تحتوى على معلومات عن الأسواق وتحويل العملات والاخبار والأحداث، فضلا عن أشتراكات بلومبرج تيرمينال.

اليوم السابع قامت بزيارة خاصة لمقر مؤسسة بلومبرج الكائنة فى 731 ليكسنجتون أفينو بمنهاتن، نيويورك، للتعرف عن قرب عن تلك المؤسسة المالية التى تدير محطة إخبارية ضخمة ومحطة إذاعية فضلا عن إصدار مجلتين مختصين بالمال ومجتمع الأعمال بالإضافة إلى موقعها الإخبارى النشط. داخل مبنى المؤسسة الذى يتخذ شكل حدوة الحصان التى ترمز إلى التمنى بحظ سعيد، ويكسوه الزجاج من جميع الجوانب للحفاظ على الشفافية. يتكون المبنى من 29 طابق ويضم كافة وحدات بلومبرج إذ يعمل داخله 6000 موظف.  

 

داخل المؤسسة اصطحبتنى مسئولة العلاقات العامة فى جولة داخل الأقسام المختلفة بدأت من منصة Bloomberg Terminal  وهى عبارة عن نظام برامج كمبيوتر توفره خدمة البيانات المالية من بلومبرج والذى يتيح للعاملين فى قطاع الخدمات المالية والصناعات الأخرى الوصول إلى خدمة بلومبرج بروفيشنال التى من من خلالها يمكن للمستخدمين مراقبة وتحليل بيانات السوق المالية فى الوقت الفعلى وإجراء عمليات التداول على منصة التداول الإلكترونية، كما يوفر النظام أخبارا وعروض أسعار ورسائل عبر شبكته المؤمنة بشكل عال.

تتميز وحدة الإعلام بأحدث الأدوات التكنولوجية، فالكاميرات الخاصة بالقناة التليفزيونية تعمل من خلال الريموت كونترول دون عنصر بشرى. تعمل الوحدات الإعلامية على مدار 24 ساعة وهناك ربط متواصل بينها بحيث يستغرق وقت انتاج القطعة الإخبارية المذاعة خمس دقائق.

 

خلال الزيارة روى ديفيد وينر، الصحفى الرفيع داخل المؤسسة، قصة تأسس الوحدة الإعلامية وناقشنا مستقبل صناعة الإعلام والتحديات التى تواجهه من كبار شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل فيس بوك وجوجل وتويتر. رغم إقراره بالتحدى إلا أن الصحفى الأمريكى كان لديه رأى مختلف نظرا لطبيعة صحافة الأعمال والاقتصاد. فمؤسسة بلومبرج تصدر أثنين من المجلات المطبوعة هى بين الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها لا تدر أرباحا كبيرة لكن وينر يشير إلى أن اهتمام الناس باخبار الاعمال والاستثمار يجعل هذا النوع من الصحافة حيويا للحياة اليومية، كما يحتاج لكتابات دقيقة ومتخصصة.

وأشار إلى أنه رغم المشكلات المالية التى واجهت العديد الصحف الكبرى فى العالم، لكن لازالت هناك صحف متخصصة فى الاقتصاد والأعمال قوية وقائمة مثل فايننشيال تايمز التى بيعت بواحد مليار دولار، وكذلك مجلة الإيكونومست. "بلومبرج أكثر من مجرد قسم اخبار.. هى ليست أخبار وصحافة ولكنها بيزنس ومال"، هكذا وصف وينر مؤسسى بلومبرج الإعلامية، مشيرا إلى أن عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرج أسسها بغرض خدمة مجتمع الأعمال والمستثمرين سواء فى نيويورك أو حول العالم.

 

وأوضح أن بلومبرج وجد أهمية خاصة لوحدة الإعلام لأنه وجد غيابا للشفافية الكاملة والمعلومات التى يحتاجها الناس لمعرفة كل ما يدور فى المشهد ومن ثم وجد أهمية لإطلاق "Bloomberg Terminal"  لتوفير المعلومات بشأن السوق والعملة والاسهم وكل ما يدور، لأنه بدون اخبار لن يكون قادرا على توفير المنتج كاملا.  ويقول وينر "كنا نعتمد على الأخبار من رويترز ويونايتد برس انترناشونال والوكالات الاخرى، لكنه السيد بلومبرج وجد أن مجتمع الأعمال ليس أرقاما فقط وإنما اخبار ايضا ومن ثم دعا فى البداية مجموعة من الصحفيين لكتابة قصص خاصة ومن بعدها أطلق فى التسعينات الشركة الإعلامية".

ويقول وينر إنه مع توسع الشركة وجد بلومبرج قيمة خاصة فى وضع اسم الشركة على مجلة أو وسيلة إعلامية وبهذه الطريقة يمكن التحصل على مزيد من النفوذ والتأثير وهذا التأثير يولد مزيد من فرص الأعمال للشركة.

 

ويرى وينر أن سائل الإعلام الجديدة "السوشيال ميديا" من الصعب أن تقضى على صحافة الأعمال لأنها نوع مختلف ومتخصص، فعلى سبيل، واشار إلى أن شركة مثل بلومبرج مستثناه من هذا التحدى لانها تقود مجتمع الأعمال، وتقدم العديد من المنتجات الجاذبة والتى تستخدم فيها السوشيال ميديا.

واحدة من المنتجات الحديثة التى أطلقتها شركة بلومبرج هى شبكة Bloomberg TicToc التى انطلقت من تويتر وهى استثمار منفصل بدأته العام الماضى يتجاوز حدود تويتر كموقع تواصل اجتماعى، إذ أنها علامة تجارية كاملة الوسائط تضم فيديوهات وبودكاست ونشرة أخبار وموضوعات تفاعلية تستهدف التواجد بشكل دائم ومن خلال منتجات مختلفة حيث يتواجد الناس. وتستهدف الشبكة الجديدة تستهدف جمهورا أصغر سنا بين الفئة العمرية 35/25 عاما يغطى الأخبار العامة وليس الأعمال فقط وقد ساعد ذلك فى البحث عن إعلانات من شركات جديدة على بلومبرج ميديا.