سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 أكتوبر 1968.. إبراهيم الرفاعى يقود من الأردن «سرا» عملية ضرب مدينة «بيسان» بالتعاون مع حركة فتح الفلسطينية

إبراهيم الرفاعى
إبراهيم الرفاعى
تعرضت مدينة بورتوفيق إلى الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من مرة، وجاءت هذه الاعتداءات السافرة ضمن عمليات ضرب المدنيين التى لجأت إليها «إسرائيل» فى محاولة منها للرد على بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف التى خاضتها مصر بعد نكسة 5 يونية 1967، وكبدت إسرائيل خسائر فادحة.
 
أمام تكرار إسرائيل للاعتداءات السافرة ضد المدنيين، قررت مصر الرد من نفس جنس العمل.. كان البطل «إبراهيم الرفاعى» قائد «المجموعة 39 قتال» هو قائد هذا الرد، وذلك فى عملية «بيسان» يوم 27 أكتوبر- مثل هذا اليوم-1968 ويكشف أسرارها الكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «المجموعة 39 قتال»..يذكر الشافعى، أن الرد قام على اختيار أحد المدن التى يسكنها يهود إسرائيليون لضربها مثلما تفعل إسرائيل مع بورفؤاد وغيرها، ووقع الاختيار على مدينة «بيسان» لكن اختيارها جاء بعد معاينة أجراها الرفاعى، وبتعاون من منظمة التحرير الفلسطينية التى لم تكن تركت السلاح كوسيلة مقاومة للاحتلال الإسرائيلى.
 
تعد «يسان» من أقدم المدن الفلسطينية، إلا أنها صارت يهودية السكان بعد نكبة عام 1948، وخلدتها فيروز فى أغنية حزينة رائعة: «كانت لنا زمان/ بيارة جميلة وضيعة ظليلة/ ينام فى أفيائها نيسان/ضيعتنا كانت اسمها بيسان/ خذونى إلى بيسان/ إلى ضيعتى الشتائية/هناك يشبع الحنان على الحفافى الرمادية/ خذونى إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابى/ هناك مدت علات أعانق صمت التراب/ أذكر بيسان يا ملعب الطفولة أفيائك الخجولة/ وكل شىء كان باب وشباكان/ كان بيتنا فى بيسان/ خدونى مع الحساسين إلى الظلال التى تبكى/ رفوف من العائدين على حنين لها تحكى/ خذونى إلى بيسان».
 
ذهب «الرفاعى» إلى العاصمة الأردنية عمان يوم 24 أكتوبر1968، واصطحب معه الرائد عصام الدالى، وقابلا هناك الرائد إبراهيم الدخاخنى الضابط فى السفارة المصرية، حسبما يذكر الشافعى، مضيفا أنه فى صباح اليوم التالى «25 أكتوبر» قابلوا «أبو سامى»، قائد القطاع الشمالى فى منظمة فتح الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، وتحركوا إلى مدينة «إربد» الأردنية لاستطلاع منطقة بحيرة طبرية، حيث توجد مستعمرات «سمنح وأشدود يعقوب» ومدينة طبرية، وكشف الاستطلاع أن هذه المستعمرات صغيرة عدا مدينة طبرية فهى أكبر مدن العدو على بحيرة طبرية، فتم صرف النظر عن هذه المنطقة تماما.
 
اتجه «الرفاعى» ومن معه صباح 26 أكتوبر لاستطلاع مدينة بيسان فى القطاع الشمالى فوجدها مناسبة تماما للعملية، فحدد خطة ضربها بتقسيم مجموعتين، الأولى يقودها «الرفاعى» شخصيا ومعه عصام الدالى والملازم جمال من منظمة فتح، وعدد أربعة فدائيين ومعهم المهندس نبيل والمهندس حسين الجمال من مصنع 333 الحربى، ومع هذه المجموعة ثمانية صواريخ 240 مم، وتقوم بالضرب فى منطقة شرق خربة الشيخ محمد شمال شرق جسر الشيخ حسين وتبعد عن بيسان 9 كيلومترات ونصف كيلو.
 
أما المجموعة الثانية فقادها الملازم توفيق من منظمة فتح، ومعه ثمانية فدائيين معهم 15 صاروخا 130مم، ومهمتهم قصف مستمعرة»حرمونيم»بخمسة صواريخ،وقصف مدينة بيسان بعشرة صواريخ تنطلق من منطقة غرب تل الأربعين بمسافة كيلومتر واحد.
 
كان الجزء الثانى من الخطة هو الاتفاق على أن يبدأ القصف فى الساعة السادسة والنصف مساء عن طريق المجموعة الثانية، بينما تبدأ المجموعة الأولى القصف فى السادسة وأربعين دقيقة على أن تتواصل المجموعتان من خلال جهاز لاسلكى فى السادسة والنصف، وتحركت المجموعتان من «إربد» فى الرابعة والنصف مساء «27 أكتوبر 1968»، ووصلت إلى منطقة «تل أبوالحرث» الساعة الخامسة والنصف، لتنفصل المجموعتان كل منهما إلى المنطقة المحددة لها.
 
تعذر الاتصال بين المجموعتين كما كان متفقا لعدم عمل جهاز اللاسلكى، وفى الساعة السابعة وخمسة وثلاثين دقيقة قصفت المجموعة الثانية مستعمرة «حرمونيوم» ومدينة «بيسان»، وفى السابعة وأربعين دقيقة ردت قوات العدو بالهاونات والرشاشات الثقيلة على «تل الأربعين».. فى نفس التوقيت قصفت المجموعة الأولى بقيادة الرفاعى «بيسان» بالصواريخ 240 مم فتوقف قصف العدو على تل الأربعين، وفى الثامنة مساء بدأت قوات العدو قصف مواقع المدفعية الأردنية، وحاولت قصف مدينة إربد من هضبة الجولان لكن الدانات سقطت خارج المدينة، وردت القوات الأردنية والعراقية بقصف معاكس.
 
يؤكد الشافعى، أن الرفاعى والدالى خرجا من إربد فى الساعة التاسعة والنصف ومعهما «أبوسامى» فى سيارة لمنظمة فتح وتوجهوا إلى درعا فى سوريا، ومنها إلى دمشق ووصلوها الساعة الواحدة صباحا، وبعد الراحة لساعات قابلوا «أبوعلى» أحد كبار قادة فتح، وفى الساعة 12 ظهرا قابلوا السفير المصرى فى دمشق، وفى الثالثة عصرا تحركوا إلى بيروت ومنها إلى دمشق مرة أخرى وذلك للتمويه، وعادوا إلى القاهرة يوم 29 أكتوبر 1968، وحسب الشافعى: «أصيب العدو الصهيونى بصدمة عنيفة جراء عملية قصف بيسان، وذلك بعد تكبيده خسائر فادحة بين سكان المدينة بين قتيل وجريح، كما تم تدمير العديد من المنشآت وتم حصر تسع حرائق بالعين المجردة».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نيوكاسل ضد ليفربول.. التاريخ ينحاز للريدز قبل موقعة الدوري الإنجليزي

الإسماعيلى يتسلح بالتفوق فى المواجهات المباشرة أمام الطلائع في الدورى

هل يظهر براد بيت وتوم كروز في فيلم مشترك؟

مصر على الطريق الصحيح.. النمو الاقتصادى يتفوق على دول بالشرق الأوسط

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص


كهربا يتحدى ربيعة.. موعد مباراتي القادسية والعين في دوري أبطال الخليج

موجة استقالات فى حكومة هولندا احتجاجا على الموقف من حرب إسرائيل على غزة

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

السودان ضد الجزائر.. احتفالات سودانية بالتأهل لنصف نهائى أمم أفريقيا للمحليين

متحدث الخارجية: الحديث عن تراجع دور مصر بالقضية الفلسطينية "عبث سياسي"


إطلاق القافلة الـ21 من "زاد العزة" بحمولة 3500 طن من المساعدات لقطاع غزة

كولومبوس كرو يتجاهل الهوية.. غياب علم فلسطين فى أول ظهور لـ وسام أبو علي

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

"أوعى الفولت العالي".. كهربا حديث صحف الكويت بعد انضمامه للقادسية

بسبب الشقة.. زوجان أمام محكمة الأسرة بعد طلبها الطلاق للضرر بأكتوبر

ميسي يغيب عن تعادل دي سي يونايتد ضد إنتر ميامي بالدوري الأمريكي.. فيديو

ريال مدريد يخشي مفاجآت ريال أوفييدو في الجولة الثانية من الدوري الإسباني

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

مصطفى محمد فى مهمة صعبة مع نانت أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي

سيدات الطائرة أمام هولندا ببطولة العالم بتايلاند

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى