هل يواجه داعش نفس مصير القاعدة بعد مقتل زعيمه؟.. البغدادى لم يكن وحده سبب صعود التنظيم أو مصدر قوته.. وانتشار العقيدة الإرهابية للدواعش عبر المقاتلين الأجانب والذئاب المنفردة يرجح بقائه

بن لادن و ترامب
بن لادن و ترامب
تحليل تكتبه: ريم عبد الحميد

لم تفلح سنوات الاختباء والابتعاد عن الأنظار فى أن تنجى أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، من أن يلقى نفس المصير الذى لاقاه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق.

فمع تأكيد عدد من المسئولين الأمريكيين والعراقيين والسوريين مقتل البغدادى فى الساعات الأولى من ليل الأحد فى محافظة إدلب السورية، تُعاد إلى الأذهان الطريقة التى تم بها القضاء على أسامة بن لادن عندما قامت وحدة من القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية المعروفة باسم "سيلز" بمهاجمة مخبأ بن لادن فى مدينة أبوت أباد بباكستان فى مايو 2011 وقتلوه فى الحال، وتم القبض على أفراد أسرته الموجودين معه ومصادرة الكتب والوثائق الموجودة بالمخبأ.

وربما كان هذا هو السبب الذى جعل البغدادى لا ينتظر رصاص الأمريكيين، ويقوم بتفجير نفسه على الفور بسترة ناسفة. فبحسب ما ذكرت تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، نقلا عن مسئولين، بمجرد مداهمة وحدة من العمليات الخاصة  للموقع المتواجد فيه البغدادى فى قرية بريشا بمحافظة إدلب، وقع قتال بسيط قبل أن يفجر البغدادى نفسه بسترة ناسفة، وكذلك فعلت زوجتاه المتواجدتان بالمكان.

ورغم أن البغدادى كان هاربا مرواغا استطاع التملص من طائرات الدرونز التى كانت تبحث عنه ولم يظهر علنا إلى مرة واحدة فقط، إلا أن محاولته للخروج من سوريا على ما يبدو أو على الأقل إخراج أفراد عائلته كانت السبب فى نهايته. فقد ذكر مسئولون عراقيون لوكالة رويترز أن اكتشاف مخبأ البغدادى جاء بعدما حاول إخراج عائلته من سوريا إلى الحدود التركية.

ويبقى السؤال: هل سيصبح مصير تنظيم داعش بعد البغدادى مثل مصير القاعدة بعد أسامة بن لادن. فعلى الرغم من تسلسل القيادة الهرمى داخل القاعدة ووجود ذراع أيمن واضح لبن لادن، وهو أيمن الظواهرى، وقادة آخرين، إلا أن التنظيم لم يعد أبدا كما كان مع مؤسسه. فقد ضعف وذبل، ليس فقط بسبب الحرب الأمريكية فى أفغانستان، التى كبدته خسائر فى مقاتليه وتضييق الخناق عليه، ولكن أيضا بسبب عدم وجود من يستطيع القيادة فى مرحلة مليئة بالتحديات.

لكن الأمر قد يكون مختلفا مع داعش. فرغم أن أبو بكر البغدادى كان مؤسس التنظيم وقائده منذ ظهوره فى العراق عام 2010 باسم "الدولة الإسلامية فى العراق"، إلا أنه لم يكن وحده سبب صعوده وحمله لواء أخطر التنظيمات الإرهابية فى العالم. فكانت هناك عوامل أخرى ساهمت فى ذلك فى مقدمتها الفوضى العارمة التى شهدتها سوريا، والعراق بدرجة أقل، فى الفترة التى صعد فيها التنظيم، والتى شكلت أرضا خصبة سمحت له بالنمو خاصة، وأن الحرب فى سوريا كانت تزداد تعقيدا بالتدخلات الخارجية من قبل العديد من الأطراف.

كما أن وجود المقاتلين الأجانب الذين جاءوا من مناطق مختلفة فى العالم وخاضوا معارك باسم داعش، وعاد بعضهم إلى بلدانهم الأصلية يحملون أفكار التنظيم المتطرفة ونفذوا هجماتهم، ساعد إلى انتشار التنظيم خارج حدود سوريا والعراق، وأصبح داعش ليس مجرد تنظيم مسلح، وإنما عقيدة إرهابية اعتنقها العديد من الشباب اليائس الذى وجه طاقته لتنفيذ عمليات إرهابية فى البلدان الغربية، وساعد على ذلك النشاط القوى الذى قام به التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعى والذى ساعده على الوصول إلى أماكن بعيدة.

كل هذه الأسباب تجعل مقتل البغدادى مجرد معركة فى الحرب على داعش لا تعنى بالضرورة هزيمته، ولكنها قد تكون سببا فى استجماعه لقواه مرة أخرى أو فتح الطريق أمام ظهور تنظيمات جديدة منبثقة من رحمه مثلما ظهر هو من رحم القاعدة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل

خالد دومة: العهد 3 .. صوت هابيل الإثنين، 07 يوليو 2025 03:34 ص

الأكثر قراءة

منتخب الشباب يواصل تدريباته الصباحية استعدادا لوديتىّ الكويت

تعرف على أغلى أندية نصف نهائى كأس العالم للأندية 2025

الأهلي يستعجل كريم نيدفيد لتحديد وجهته بالموسم الجديد

ارتفاع كبير فى أسعار تذاكر الطيران من إسرائيل فى شهر يونيو الماضى

جماعة الحوثى: الدفاعات الجوية اليمنية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلى


الخلاصة فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة استعدادا للامتحان

أوروبا تستعد بقوة للحرب العالمية الثالثة.. 5 دول تضع ألغاما على الحدود مع روسيا لتشكيل ستار حديدى قاتل.. "تخزين المعادن الحرجة" أحد الإجراءات وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.. وإقبال على شراء الملاجئ النووية

الجيش الإسرائيلى يعلن تنفيذ غارات جوية جنوبى وشرقى لبنان

منى الشاذلى توجه التحية للفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. اعرف السبب (صورة)

أحمد أبو مسلم: اللاعب المصرى طماع.. ومصطفى محمد قريب من الأهلى بنسبة 80%


جيش الاحتلال: استهدفنا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء مركزية

عمرو أبو العز: اعتذرت عن منصب في قطاع الناشئين.. والزمالك بحاجة لوجوه جديدة

إعلام حوثى: نحو 20 غارة إسرائيلية على عدة مواقع فى الحديدة باليمن

أحمد حمودة: حسام عبد المجيد لم يقدم شيئا للزمالك وتجديد عبد الله الصفقة الأفضل

سيف زاهر: الأهلى لديه عروض لـ3 لاعبين بمبالغ تتخطى المليار جنيه وإمام هيجدد

ضبط سائق نقل ترك الرمال تتناثر من سيارته على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو

العروض تتوافد على لاعبى بتروجت رغم إعلان الإدارة التمسك بهم

كيف تحمي نفسك من النصب خلال التسوق الإلكتروني؟.. التفاصيل

سعد الصغير وعمر كمال ومصطفى حجاج فى عزاء أحمد عامر.. صور

صحتك بالدنيا.. اعرف حقيقة أشهر 10 خرافات عن "السكر".. دراسة تؤكد: ممارسة الرياضة بعد التعافى من السرطان تمنع تكرار المرض.. تحذيرات بريطانية من متحور كورونا الجديد "ستراتوس".. وأعراض "الكوليسترول" لدى الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى