"الاتحاد العربي للشباب" يحذر من مخلفات البلاستيك ككارثة مدمرة للبيئة

طالب خبراء البيئة والإعلام والقانون بالتخلّص الآمن من النفايات خاصة البلاستيكية أو الزجاجية، والاستفادة منها بإعادة تدويرها بشكل صحى وآمن، والتقليل قدر الإمكان من استخدام منتجات هذه المواد، نظرا لما تُمثِّله من خطورة شديدة على الحياة البيئية والإنسانية بشكل عام على هذا الكوكب.

جاء ذلك خلال جلسة "التنوع البيولوجى.. وحماية البيئة" بالمدينة الشبابية بأبى قير، بالإسكندرية التى أدارها الدكتور منذر سالم من دولة  فلسطين وتحدث فيها كل من: القاضى نبيل صارى رئيس محكمة التمييز العنصرى بلبنان والدكتورة ناهد الروَّاس الأستاذ بالجامعة اللبنانية.

و أشار بيان صادر اليوم إلى أن اللقاء يأتى ضمن فعاليات منتدى البيئة الساحلية العاشر حول "التنوّع البيولوجي في السواحل العربية.. شواطئ بلا بلاستيك"، والذى يُنظِّمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة.

من جانبة قال القاضى نبيل صارى رئيس محكمة التمييز العنصرى بلبنان، أن لبنان قد تبنت مبادرة وطنية لتشجير لبنان وجعلها خالية من البلاستيك بحلول 2020، حيث تستورد لبنان 300 نوع من البلاستيك المدوَّر، فلابد أن نعلنها عالية مدوّية، لا للإسراف فى استخدام البلاستيك، ونطالب بإعادة التدوير، مع ضرورة وجود قوانين صارمة لوقف هذه الجريمة، لأن الاعتماد على الوعى والسلوك النبيل وحده لا يكفى.

وأكدت الدكتورة ناهد الرواس، الأستاذ بالجامعة اللبنانية ، على أهمية  الدور المجتمعى للتنوع البيولوجى، مشيرة إلى ضرورة المشاركة الإيجابية الفعالة والتطبيق العملى من كل إنسان فى حماية البيئة المحيطة، و قالت :"إذا أحب الإنسان بيئته حافظ عليها ولم يسبب ما يضر بها، وليدرك كل إنسان أن ما يسببه من إضرار ببيئته يعود عليه، فليبدأ كل منا بحماية البيئة باعتباره واجب حياتى حتى نعيش فى بيئة آمنة".

وحذَّر الدكتور منذر سالم، من دولة فلسطين، من خطورة التخلّص من الأكياس بحرقها لأنها تُنتج مادة سامة قاتلة للبيئة والبشر، مطالبا بضرورة وجود ثقافة وجمعيات للتوعية باستخدام الورق أو التقليل منها مع إمكانية الاستخدام لأكثر من مرة حتى لا نزيد من الأعباء.

وكشف الدكتور ممدوح رشوان أمين عام الاتحاد عن أن العالم يستهلك سنويا 12 مليار كيس بلاستيك، مما يمثل كارثة بيئية ضخمة، وما يتسرب منها للبحار أكبر مشكلة نظرا لعدم تحللها مع التربة بسهولة، ليس هذا فحسب بل إنها تقتل حيوان "الترسا" المسئول عن تخليص البحار من "قناديل البحر"، وأشد منها خطورة النفايات الزجاجية التى تستمر لمئات السنين، داعيا للتخلص من استخدام هذه المواد عند شراء المتطلبات المنزلية واستبدالها بالأكياس الورقية أو القماش والمخرجات البيئية البسيطة.

وطالب الدكتور "رشوان" أن يبدأ كل فرد بنفسه، وألا تتوقف الفعاليات عند مجرد الكلام، بل تتحول الى عناصر إيجابية بسلوكيات البيئية السليمة، وخاصة الفتيات باعتبارهن المسئول الأول عن شراء متطلبات الأسرة، مشيرا إلى مبادرة وزارة البيئة مع سلسلة المحلات الكبرى بتوزيع الأكياس صديقة البيئة سريعة التحلل، ومشيدا بقرار ملك المغرب عدم استخدام الأكياس، المشابه لقرار محافظ البحر الأحمر، وكذا إعلان مدينة دهب بجنوب سيناء مقاطعة البلاستيك.

وشدد الخبير البيئى الدكتور صلاح عبدالرازق، على التقليل من النفايات، و إعادة الاستخدام والتدوير بشكل آمن، وليبدأ الشباب أولا بأنفسهم حتى يكونوا قدوة لغيرهم، فهم قادة الحاضر والمستقبل ، ودعا محمد عمار الخطيب ممثل شباب سوريا إلى نشر مفهوم حب الإنسان للبيئة والطبيعة فهو السبيل للتعامل الآمن مع كل مخرجاتها.

يذكر أن المنتدى جاء بالاشتراك مع وزارة الشباب والرياضة، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بالمدينة الشبابية بأبى قير، بالإسكندرية، فى الفترة من 1-5 أكتوبر الجارى، بالتعاون مع وزارة البيئة، محافظة ومكتبة الإسكندرية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إدارتى الشباب والرياضة، والبيئة والإسكان والموارد المائية بجامعة الدول العربية.