وكالة الفضاء الأوروبية ترصد "شبحا" على بعد نحو 440 سنة ضوئية

كشفت صورة التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية عن شكل مخيف يشبه الشبح يقع على بعد نحو 440 سنة ضوئية من الأرض فيما يعرف بـ"الثريا" أو الشقيقات السبع".

وتظهر الصورة ما يمكن أن يحدث عندما تمر سحابة بينجمية قريبا جدا من أحد النجوم، وكان "الشبح" عبارة عن سديم من الغاز والغبار ينتقل عبر مجموعة نجوم "الثريا" بسرعة نسبية تبلغ 11 كم فى الثانية، ويمر بالقرب من النجم Merope  الواقع على بعد 0.06 سنة ضوئية من السديم، أى ما يعادل نحو 3500 مرة المسافة بين الأرض والشمس، وهذا المرور يعرقل سديم Barnard’s Merope Nebula، والمعروف أيضا باسم IC 349، ما يخلق تأثيرا غامضا يظهر فى الصورة.

ويقع نجم Merope خارج الإطار مباشرة، فى أعلى اليمين، لكن الضوء الصادر منه ينعكس بشكل كبير على السحابة التى ينثرها لتصبح ما يسميه علماء الفلك "سديم الانعكاس".

This is Barnard's Merope Nebula (IC 349), a cloud of interstellar gas and dust, taken by the NASA/ESA @HUBBLE_space Telescope. It's passing close to the star Merope, which disrupts the nebula and creates the ghostly wispy effect seen here 👉 https://t.co/gBQ2HZV3Gn #Halloween pic.twitter.com/6tELT2JMJF

— ESA (@esa) October 28, 2019

وتعد أشعة الضوء الموجودة فى الجزء العلوى الأيمن من النجم أحد التأثيرات التى ينتجها التلسكوب، إلا أن أشعة الضوء الغريبة من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين حقيقية.

ويعتقد علماء الفلك أن النجم يمارس ضغطا إشعاعيا كافيا على النجم لتغيير شكله، حيث أن ضغط الإشعاع الصادر عن النجم يتصرف مثل "الغربال" لفصل جزيئات الغبار ذات الأحجام الكبيرة إلى جزيئات أصغر فى سحابة الغبار والغاز.

ومع اقتراب السديم من Merope، يبطئ ضوء النجم جزيئات السديم، وتتباطأ الجزيئات الصغيرة أكثر من نظيراتها الكبيرة، ونتيجة لذلك، فإن الخطوط المستقيمة تقريبا التى تمتد نحو النجم Merope فى هذا المشهد، مصنوعة من جزيئات كبيرة، فى حين أن الجسيمات الأصغر حجما تتخلف عن الركب لتكوين بنية متقلبة فى أسفل اليسار، بحسبما ذكرته وكالة الفضاء الأوروبية.

وسيستمر السديم فى السفر باتجاه النجم الساطع على مدار آلاف السنين القادمة، وسيتجاوز النجم فى النهاية إذا نجا من هذا المسار.

ومن المهم دراسة تفاعل السديم مع النجم لأنه يوفر فرصة لمراقبة المواد البينجمة فى موقف غير عادى ومعرفة المزيد عن الغبار بين النجوم.

واكتشف السديم لأول مرة بالقرب من Merope على يد الفلكى الأمريكى إدوارد إيمرسون بارنارد فى عام 1890، باستخدام تلسكوب بمقياس 36 بوصة فى مرصد Lick فى كاليفورنيا.

والتقطت الصورة التى نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية بواسطة تلسكوب هابل الفضائى التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.