القارئ محى الدين غريب يكتب : المؤامرة بين الحبكة الأدبية .. وإرادة الشعوب (1) !

تظاهرات بوليفيا
تظاهرات بوليفيا

المؤامرة كانت منذ الأزل، بل قبل أن يخلق الإنسان. أول مؤامرة فى التاريخ كانت هى مؤامرة إبليس اللعين على آدم، حين أغواه ليخرجه من الجنة. وتوالت المؤامرات منذ ذلك الحين، وستستمر طالما حيينا حتى يأتى إبليس لعين جديد هذه المرة ليخرجنا من الدنيا.

فى اللغة اللاتينية يحمل مصطلح المؤامرة نفس تسمية مصطلح الحبكة الأدبية، بقصد التأثير والتشويق والفرضية وإطلاق الملكات والخيال. وتعتمد نظرية المؤامرة دائما بجانب إشاعة الأكاذيب، إلى مزاعم وقوف جهات وأيدى خفية وقوى ظلامية وراءها وهو ما يزيد من الإثارة والتشوق.

عادة ما تجىء المؤامرة لتحبك وتحيك خيوطها من ما نسميهم الأشرار، ضد كل ما هو إنسانى لأغراض مختلفة ولإشاعة الفوضى والفتن وإذكاء الحروب والانحلال الخلقى والدينى.

المؤامرة تعيش فينا وبيننا سرا أو علانية فى كل مكان وزمان. فالشرق يدعى أن الغرب هم الأشرار الذين يدبرون المؤامرات الكونية ليلا نهارا ضدهم للاستحواذ على مصادرهم الطبيعية والسيطرة، وما إلى ذلك. والغرب يدعى أن التطرفات الدينية فى الشرق والنازية فى الغرب تدبر المؤامرات ليلا نهارا ضد التمدين والتحضر والديمقراطية والمساواة، وما إلى ذلك، والحقيقة أن ما يحث ليس إلا صراع للإبقاء على المصالح.

أكثر ما يدمر ويهدد من فكر المؤامرة هو الفزع والتهويل منها فى فترة انتظار وقوعها، هذا إن وقعت بالفعل، حيث إن معظم المؤامرات هى إشاعات كاذبة بقصد الزعزعة، ولا يتحقق منها إلا القليل.

إن متاهات الفكر التآمرى والفزع منه عندما يصبح طريقة للتفكير وثقافة فكرية، وعندما يستحوذ على الملكات والخيال، وعندما يستغل من الإعلام ووسائل التواصل، كما يحدث الآن فى بعض الدول، يصبح كافيا لإنهاك اقتصاد وسياسات وأخلاقيات أى دولة تستمرأ فكر المؤامرة.

لقد استطاعت معظم دول امريكا اللاتينية فى القرن الماضى بإرادة شعوبها أن تتغلب على معظم المؤامرات التى جهزت لها، واستطاعت مؤخرا ثورات الربيع العربى وبإرادة شعوبها أيضا أن تقوض معظم هذه المؤامرات.

بالطبع وفى ظل هيمنة الحركة الصهيونية وسيطرة رجال المال، لابد من الاعتراف بوجود المؤامرة، ولابد من الاستعداد لها، بل عمل مؤامرات مضادة لإفشالها أو التقليل منها، وهكذا. ولكن بدون المبالغة والتهويل والهلع والانفزاع والاستغلال.

العديد من الكتب روجت عن دور وخطورة المؤامرة الكونية، والحكومات الخفية، والدسائس والمكائد، منذ كتاب ” اليد الخفية ” لآدم سميث لسنة 1776، وحتى”تقرير لوجان” لسنة 1997.

سنأخذ على سبيل المثال كتاب “تقرير لوجان” بعنوان “الحفاظ على الرأسمالية العالمية فى القرن 21 ” لسوزان جورج لسنة 1997، والذى ترجم إلى العربية تحت *عنوان “مؤامرة الغرب الكبرى .

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أكرم القصاص يكتب: الثانوية والمجموع والتنسيق.. الطريق إلى مجدى يعقوب أو محمد صلاح

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

جامعة القاهرة الأهلية تطلق التسجيل الإلكترونى لبيانات الطلاب تمهيدا لإبداء الرغبات

وفاة والدة الفنان صبحى خليل وتشييع جثمانها بعد صلاة الظهر بالغربية


كل الطرق تؤدى للوادى الجديد.. ساعة توصلك أكبر وأجمل محافظة بأرخص طيران

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري والقناة الناقلة

التغيرات المناخية تضرب العالم.. مقتل 100 شخص فى كشمير ونيبال جراء السيول والانهيارات.. حرائق غابات تهدد مدنًا كندية.. أمطار فى تونس.. وإطلاق حملة لمكافحة حرائق الغابات بالجزائر ووزارة الداخلية تحذر المواطنين

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

محمد صلاح رابع هدافي الدوري الإنجليزي عبر تاريخه بـ 187 هدفا


عبيدة عروسة فى حفل زفاف أسطورى بكليب "ضحكتك بالدنيا" بتوقيع بتول عرفة

حبس المتهم بسرقة هاتف بالإكراه من شاب أمام مستشفى الزيتون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى