كابوس أوروبا الجديد

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى

يبدو أن الانتخابات الأسبانية الأخيرة، والتى شهدت صعودا للتيارات اليمينية، لم تتمكن من تحقيق الهدف الذى أجريت من أجله، على الرغم من فوز الحزب الاشتراكى، بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بأكثرية بسيطة، حيث تبقى الأزمات غير المسبوقة التى تشهدها مدريد، قابلة للتفاقم، سواء على المستوى السياسى، فى ظل إمكانية الدخول فى ماراثون جديد لتشكيل حكومة إئتلافية، وهو الأمر الذى فشل فيه سانشيز بعد انتخابات أبريل الماضى، مما دفعه إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة من جانب، أو أزمة الانفصاليين فى كاتالونيا، والتى تشهد تطورات قد تضع البلاد على حافة الهاوية فى المرحلة المقبلة.

ولعل النجاح الكبير الذى حققه حزب "فوكس" اليمينى المتطرف فى الانتخابات الأخيرة، باحتلاله المرتبة الثالثة بين الأحزاب الفائزة بمقاعد برلمانية، يساهم بصورة كبيرة فى تأجيج الأزمات، فى ظل خطابه المتشدد تجاه الانفصاليين فى كاتالونيا، بعدما دعا رئيسه سانتياجو أباسكال إلى حظر الأحزاب الكاتالونية، وإنهاء الحكم الذاتى للإقليم، وتوقيف رئيسه الداعم للاستقلال، وهى التصريحات التى من شأنها وضع الزيت على النار، خاصة مع تزايد أعمال العنف، والتى تجاوزت الحدود، فى ضوء الاشتباكات الأخيرة التى اندلعت بين متظاهرى الإقليم والشرطة الفرنسية عند نقطة حدودية، وذلك بعد جولات من العنف فى الداخل مع الشرطة الأسبانية.

وهنا يمكننا القول بأن مخاطر إنفصاليى كاتالونيا لم يعد مقتصرا على الداخل الأسبانى، وإنما امتد إلى خارج الحدود، خاصة وأن التحركات التى يقومون بها، أصبحت تتم بشكل إطارى أكثر تنظيما، من خلال إطلاق ما يسمى بحركة "تسونامى الديمقراطية"، والتى بدأت كتطبيق إليكترونى، يمكن من خلاله معرفة أماكن الاحتشاد، من قبل مواطنى الإقليم للمشاركة فى المظاهرات والفاعليات التى ينظمونها لمجابهة السلطات الأسبانية.

التطبيق الإليكترونى أصبح فى طريقه نحو التحول إلى تنظيم، بينما يحمل اسمه "تسونامى" انعكاسا صريحا لرغبة القائمين عليه فى تبنى العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم، والتى تقوم فى الأساس على تأسيس دولتهم المستقلة، لتصبح أسبانيا، ومن ورائها أوروبا، أمام كابوس جديد، يدور حول احتمالات ظهور ميليشيات فى الداخل، على غرار التنظيمات الإرهابية الأخرى فى العالم، وهو الأمر الذى يؤججه التطور التكنولوجى الرهيب، حيث يمكنهم استخدام الانترنت لاستقطاب المزيد من المتعاطفين مع قضيتهم، وحشدهم للمواجهة المحتملة.

الحركات الانفصالية العنيفة فى أوروبا ربما ليست بالأمر الجديد تماما على القارة العجوز، إلا أنه تم احتوائها منذ عقود طويلة من الزمن، مع نجاح الاتحاد الأوروبى فى تذويب الخلافات سواء بين الدول الأوروبية، أو حتى فى المناطق التى تتطلع إلى الانفصال عن السيادة الإقليمية لحكوماتها المركزية، إلا أن الأمور ربما تعود تدريجيا إلى المربع الأول منذ استفتاء "بريكست" فى بريطانيا فى 2016، لتبدأ حقبة جديدة، تضع دول أوروبا على حافة الصراعات الأهلية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على توقعات أسعار الفائدة فى اجتماع البنك المركزى اليوم

وصول جثمان المخرج سامح عبد العزيز لمسجد الشرطة بالشيخ زايد

هنيدى وروبى ومحمد لطفى يصلون جنازة المخرج سامح عبد العزيز

الحبس سنة لمتهم فى قضية تزوير عصام صاصا وشقيقه محررا رسميا

روبى تنعى المخرج سامح عبد العزيز: اللهم ارحمه واغفر له


الحكومة تنفي صحة ما ذكره خلف الحبتور بشأن تدخل رئيس الوزراء لزيادة سعر الأراضى

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 الأسبوع المقبل

زوجة خالد الصاوى تروى موقفا إنسانيا يوم زفافها بطله سامح عبد العزيز

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

بعد ظهوره باكيًا.. تفاصيل أزمة نفقة تسببت فى حبس إبراهيم سعيد


الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

القبض على المتهم بقتل زوجته لخلافات أسرية بالجيزة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

وزارة النقل تمنع التكدس فى الموانئ البحرية.. إنشاء موانى جافة ومناطق لوجستية تقلل أوقات الانتظار وتكاليف النقل.. 33 ميناءً جافا ومنطقة لوجستية تحدث طفرة بالمناطق الصناعية وتربط أماكن التصنيع والاستهلاك.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى