نورهان حاتم البطريق تكتب: ما بين النصيب والقرار

شخص يفكر
شخص يفكر

كثيراً ما يختلط علينا الأمر بين ما هو نصيب وكذلك ما هو قرار، ونظن أننا كان من المفترض أن نتصرف بشأن أمور معينة بشكل أفضل رغم أن وقوعها فى النهاية كان نصيباً، وكذلك نستسلم ولا نقدم على اتخاذ أى قرارات بشأن أمور تعنينا وتخصنا وحدنا، ثم نردد بعد ذلك فى قرارة أنفسنا كلمة "قسمة ونصيب".

النصيب هو أن تستنفذ كل المحاولات حتى لا يقع أمراً معيناً، ثم يحدث لا محالة، كأن تعيش قصة حب قوية تسعى فيها بكل السبل بأن تتزوج من شريكك الآخر، ثم يحدث شيئاً يحيل بينك وبينه، وتفترقا بعدها إلى الأبد.

القرار: هو أن يقع موضوعاً بين يديك للبت فيه، فتقوم بدراسته من كل الجوانب لإعطاء قرارك النهائى بشأنه، فلا يجوز أن تتركه دون أن تحله، متعللاً بأن العواقب التى ستخلف عن تلك الموضوع كلها تعود إلى النصيب والقدر، بينما فى الحقيقة يعود إلى إهمالك وتقصيرك، كأن تتزوج من فتاة غير التى أحببتها، فتعلق شماعة فشل زواجك على زوجتك، وأنك كنت ستصبح زوجاً سعيداً لو كنت تزوجت بمحبوبتك الأولى، على الرغم من أنك لم تلتفت مرة واحدة لمميزات زوجتك ولم تركز على بعض التفاصيل، والتى منها أنها تقوم بتربية أبنائك، وتحرص كل ليلة على أن تحضر لك عشاء طيباً، وأن يتمتع بيتك بالهدوء والسكينة بعد عودتك من يوم عمل طويل وشاق، كل هذه الأمور أهملتها وجعلت بنيان بيتك ينهار ويتهاوى لمجرد قصة حب عشتها مع شخص آخر أيام الجامعة، ولم يخطر فى بالك أن الأمر كله متوقف على قرار واحد منك، وهو أن تطوى صفحة الماضى، وأن تصب تركيز على حاضرك لتطلع على ما فيه من مواطن جمال تستحق منك الاهتمام والاحترام، إنقاذا منك لحياتك الزوجية وحفاظا على الروابط الأسرية.

كلنا نمرض لأنه فى النهاية قدرنا، لكن قرار العلاج يختلف من شخص لآخر، فمنهم يبقى ساكناً ينتظر الموت، ومنهم من يعتمد على الوصفات والأعشاب الطبيعية، وآخرون يسلكون الطريق الأصوب ويقصدون أهل الطب طلباً للعلاج، وأحيانا أيضا يلعب النصيب لعبته فى أن يجعلنا نلتحق بوظيفة على غير هوانا، لكن يبقى الاجتهاد فيها قرار، وحينها ننشق إلى فريقين، فالفريق الأول يختار أن يكون النجاح حليفاً له، أما الفريق الآخر فهو يميل كل الميل إلى الضياع والهلاك.

فرق كبير وشاسع كفرق السماء والأرض بين النصيب والقرار، ويعود هذا الفرق إلى نظرة الفرد إلى الأمور، فمنهم من يرميها بنظرة سطحية ليحيلها إلى شماعة النصيب، ومنهم من ينظر إليها بتعقل وتدبر ثم سرعان ما يأخذ القرار فى تعديلها وتطويرها، فكم من فرصة ضاعت كنا نظن أنها لم تكن من نصيبنا ثم نكتشف بعدها أن كل ما كانت تحتاجه منا آنذاك قرار صائب ورأى سديد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

7 أخبار لا تفوتك اليوم الأربعاء 17 - 12 - 2025

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

همت سلامة: توجيهات الرئيس السيسى صححت مسار انتخابات النواب بالكامل

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة


حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

تألق مصطفى شوبير مع المنتخب يطمئن حسام حسن قبل كأس أمم أفريقيا


ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

تالافيرا ضد الريال.. التشكيل المتوقع للملكى فى كأس ملك إسبانيا

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

موعد انطلاق الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى