القارئ نادر الليمونى يكتب: منصات الهروب الاجتماعى

مواقع التواصل الاجتماعى
مواقع التواصل الاجتماعى

أصبحت منصات التواصل الاجتماعى منبرا قوياً من منابر الإعلام وإبداء الرأى فى العصر الحديث.

يعتبرها الكثيرون تطورا هائلاً فى التكنولوجيا العصرية ويشيدون بها ويضعون لها قدرا كبيرا من حياتهم وأوقاتهم، ويعتبرها الآخرون سبيلاً خفياً للتفكك الاجتماعى عكس ما يحمله الاسم لتلك المنصات الاجتماعية التكنولوجية، وما نراه فى بيوتنا من انشغال أفراد الأسرة عن بعضهم بمنصاتهم وعلاقاتهم الافتراضية رغم تواجدهم فى نفس المكان الجغرافى أو قل فى نفس الغرفة.

ويرها الاقتصاديون أنها تهدر من الوقت الذى هو أغلى ما يمكن أن يقدر بثمن إن أمكن ذلك من الأساس، فيما لا يثمن ولا يغنى من جوع، خاصة فى مناطقنا العربية التى لا تكاد تدرك الفصل بين العمل وبين وقت الترفيه أو الفراغ.

بينما يراها النفسيون أنها منصات للهروب من الواقع وعرض الأفاضل من الخصال والسمات والصفات وإخفاء كل النواقص والعيوب، وكأن الجميع قد خلوا بلا عيوب وهذا عكس الطبيعة التى خلق الله عز وجل عليها عباده دون المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأدلتهم فى ذلك هو اتشاح صفحات تلك المنصات بوشاح الصفات الحميدة والوعظ والإرشاد وإنكار الأخطاء والجرائم وغيرها وكأن من يرتكبونها هم أناس أو أقوام ليسوا من بيننا ولا نعرفهم أو يعرفوننا.

 

ويحللون ذلك بأن تلك المنصات أصبحت عوضاً عن الطبيب النفسى الذى يحاول مخاطبة النفس البشرية بأسلوب راق ليوقظ بداخلهم ما بهم من صفات حميدة لتطرد ما دونها وعكسها من صفات سيئة أو غير أخلاقية.

 

والعكس أيضا موجود فنجد الكثيرين ممن لا يجدون فرصة للتعبير عن ما يريدون البوح به، لكن يمنعهم الكثير من الأسباب فقد تكون أساليب التربية فى الصغر أو عادات المجتمع أو غيرها تمنع ذلك وهو بداخله يصارع نفسه لكبت ما تود البوح أو تقمصه ولو لدقائق كنوع من التجريب أو التقليد أو لأسلوب فى التربية فى الصغر أو ما شابه.

 

فنجد من يكتب ويعبر وينتقد ويقدح ويسب مستترا وراء اسم مستعاراً أو صورة رمزية.

 

إنها سمات العصر التى فرضت على أهله وعليهم أن يتعايشوا معه كما تتعايش معه المجتمعات التى تقدمت ولا تهجر تلك المنصات بل تستخدمها ولكن بعقلانية وفى الأشياء المفيدة والاستغلال الأمثل لها بل والاستمتاع أيضا بقضاء أوقات الفراغ أو بعض من أوقات العمل عليها وبها.

 

فلنربى أبناءنا على الاستفادة منها والإضافة إليها وعدم الانسياق وراء سلبياتها وتعظيم الإيجابيات منها فى البحث والدراسة والتواصل الفعلى والحقيقى عند اللزوم والاحتياج إلى ذلك بحيث لا تطغى على بقية مكونات اليوم للإنسان، واعتبارها كغيرها سلعة مستوردة أو قل مفروضة علينا، نأخذ منها ما يضيف إلينا ولا تأخذ منا أو يضر بمصالحنا ومصالح أمتنا الحبيبة حفظ الله مصر وأبناءها الشرفاء الذين علم أجدادهم العالم تحيا مصر - تحيا مصر - تحيا مصر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى


ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

الأرصاد تحذر: تكاثر السحب الممطرة وأجواء باردة على الوجه البحرى وشمال سيناء

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

مادورو يثير الجدل بإعلان بدء عام 2026 في فنزويلا ويطلق معركة إعلامية

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى