الروس يحطمون رقما قياسيا فى إرسال الإشارات فائقة السرعة إلى مسافة بعيدة

نجح الباحثون فى معهد موسكو للفيزياء التقنية بالتعاون مع شركة T8 الروسية بتصميم نظام إرسال إشارات فائقة السرعة إلى مسافات بعيدة دون تقوية فى محطات ترحيل، وبمقدور نظام كهذا مد الإنترنت وغيره من أنواع الاتصال إلى مناطق نائية.

وتواجه البلدان التى لديها مناطق شاسعة غير مأهولة مثل روسيا وكندا، أو تلك التى لديها عدد كبير من الجزر مثل إندونيسيا، مشكلة مد أنظمة الاتصال.

ومن أجل إرسال المعلومات إلى مسافات بعيدة تضطر تلك البلدان إلى إنشاء محطات ترحيل تقوى الإشارات كى تصل إلى المناطق المراد الاتصال بها، ما يعد أمرا باهظ التكلفة، كما تضطر إلى ابتكار أنظمة ألياف بصرية بمقدورها نقل الإشارات دون تقوية فى الطريق وذلك لتخفيض سعر أنظمة الاتصال.

 وبوسع تلك الأنظمة اليوم الربط بين محطات تبعد عن بعضها البعض مسافة 500 كيلومتر بإشارات ترسل بسرعة حتى 100 جيجابايت فى الثانية، حسب روسيا اليوم.

واستطاع العلماء الروس إرسال إشارة إلى مسافة 520 كيلومترا بسرعة 200 جيجابايت فى الثانية، ولم يتم سابقا إحراز تلك النسبة بين المسافة والسرعة إلا فى ظروف المختبر العلمى، واستعان العلماء الروس بكوابل الألياف البصرية المتاحة للجميع والتى تنتجها شركة ornin، الأمر الذى يجعل تكنولوجيا إرسال الإشارات تستخدم فى الظروف الميدانية. ومن أجل ألا تتلاشى الإشارة تتم تقويتها فى بدء إرسالها وفى محطتى ترحيل بعيدتين.

وقال أحد أصحاب المشروع وطالب الدراسات العليا فى كلية الإلكترونيات الكمية بمعهد موسكو للفيزياء التقنية، دميترى سيديخ: "وضعنا بالقرب من مرسل الإشارات مصدرا للإشعاع المغناطيسى ذا طاقة عالية، ما سمح لنا  بتقوية الإشارة فى مدخلها وتسجيلها فى الطرف الآخر للكابل".

وقد تم تقسيم الكابل إلى 3 أقسام وضع فى نفاط الربط بينها مستقبلات للموجات الكهرومغناطيسية التى ترسل إليها بواسطة أشعة الليزر وتشدد الإشارة القادمة.

ويبعد المستقبل الأول عن المرسل مسافة 122 كيلومترا، أما المستقبل الثانى فيبعد عن المستقبل الأول مسافة 130 كيلومترا.

وكان يمكن إرسال الإشارة بسرعة حتى 400 جيجابايت فى الثانية، لكن المهندسين خفضوا السرعة عن قصد حتى 200 جيجابايت فى الثانية بغية زيادة مسافة إرسال الإشارة.

وقال مدير عام شركة T8 الروسية المساهمة فى المشروع، فيكتور تريشيكوف، إن النتائج التى أحرزها المهندسون يمكن تطبيقها اليوم عند تنظيم الاتصال فى شبه جزيرة ساخالين بأقصى شرق روسيا وغيرها من المناطق النائية.