المفكر على شريعتى يواصل البحث عن "مسئولية المثقف" .. فى ذكرى رحيله

على شريعتى
على شريعتى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى ميلاد المفكر الإيرانى على شريعتى (1933- 1977) الذى يعد أحد أبرز الوجوه الفكرية فى إيران قبل الثورة التى قادها الخمينى.
 
ومن الكتب التى أصدرها على شريعتى كتاب "مسئولية المثقف" وتنبع فكرة الكتاب من التفريق الأوّلى الذى اختطه "شريعتى" بين ما سماه المثقف الأصلى والمثقف المقلد، المثقف الأصلى هو المثقف الأوروبى الذى نشأ فى كنف الطبقة البرجوازية الأوروبية، التى عانت فى بداياتها من استبداد الدين والسلطة، فخدمها هذا المثقف بأفكاره وأطروحاته وتفاعله مع مشاكلها.
 
مسئولية المثقف
 
أما المثقف المقلد فهو الذى تم استنساخه على نموذج المثقف الأوروبى فى حضارات وسياقات مختلفة فى الشرق والغرب، يبقى هذا المثقف المقلد شاذا فى موضعه من المجتمع الذى لم ينتجه ويبقى غير قادر على التفاعل مع قضاياه، ما لم ينتج أدواته الخاصة ويتحرر من أصل التبعية الثقافية التى اصطنعته.
ويرى على شريعتى أن التقدم والإنتاج الاقتصادى والحضارى لا بد وأن يسبقه إنتاج متقدم على مستوى الأفكار والثقافة، وهو هنا يجادل تحديدا ضد النزعة الحركية التى تقول إنه قد انتهى وقت الكلام وحان وقت العمل.
 
وعن الكتاب كتب Araz Goran على موقع good reads، كلمة هامة حول المثقف ودور المثقف فى المجتمع بحث فى معنى الثقافة وكيفية تغلغلها فى المجتمع الإسلامى.
ومن خلال رحلتى فى هذا الكتاب وجدت هوية الثقافة الإسلامية فى العصر الحديث لا يكاد يتجزأ عن مفهوم الثقافة فى الغرب وكأنها نسخة طبق الأصل، بل وربما تكون نسخة رديئة إذا ما قورنت بتلك الموجودة هناك وخاصة فيما يتعلق بالسياق التاريخى فى تشكل بدن الثقافة.
وأى ثقافة سواء كانت قديمة أو حديثة لابد وأن تكون ناشئة من ظروف معينة تؤدى الى تفتح نظرة جديدة اجتماعياً وسياسياً وعلمياً، تلك الظروف تغير المسار التاريخى لأى أمة أو حضارة بانكماش الثقافة السابقة وظهور أخرى كثيراً ما تقوم على الأولى ولكن بوسائل جديدة ومعطيات أكثر عمقاً، يحدث ذلك من خلال قيام أشخاص يحملون على عاتقهم تثقيف -أى تقشير- المفاهيم السابقة لاستبدالها بأخرى أكثر وعياً وأكثر نضجاً فيما يتعلق بحالة تلك الأمة أو الحضارة، المثقف هناك يكون الحجر الأساس الذى تقوم عليه أعمدة التغيير، مهمة المثقف تكمن بالدرجة الأساس كما يقول شريعتى فى مشاركة المثقف نفسه فى الحياة العامة لا كقائد فحسب بل كمشارك فعال فى كل مسار اجتماعى جديد.
 
 
نعود إلى واقعنا الثقافى فى العالم الإسلامى فلاشك لا أحد يغامر بالقول بأن لدينا هذه الايام ثقافة متفردة ولا حتى وليدة، بل لا نكاد نرى أى قوة ثقافية حقيقية نابعة من صلب مجتمعنا وحضارتنا، إن هى إلا ثقافة مستوردة من إجهاضات ثقافات أخرى ومن إرهاصات ومشاكل تاريخية من العالم الغربي، ثم تحمل تلك الثقافة الغريبة التى نضجت خلال قرون وكانت بسبب ظروف دينية واجتماعية لا علاقة لنا بها لتكون ثقافة بديلة وشاملة لكل مناحى حياتنا، وهنا يحدث حالة الارتباك فى ثقافتنا وتصير كأداة هدم بدل أن تكون أداة بناء وتقذف بالمزيد من الظلام حول واقعنا المعاصر.
 
كتاب جميل جداً، وثرى بالأفكار واللغة فيه سهلة وواضحة ولا مجال للتعقيد فيها رغم صعوبة وأهمية الموضوع المطروح هنا .. بالتأكيد سيكون لى لقاءات أخرى مع أفكار وكتب هذا الرجل .
 

بينما كتب  Khalid Almoghrabi

ما هى مسؤولية المثقف فى بناء المجتمع ودوره فى نهضتها؟ وكيف ظهرت هذه الشريحة فى أوروبا وساعدة على تطورها وتقدمها؟
يقدم شريعتى رؤاه كعالم اجتماعى فى البحث عن سمات المثقف الذى يزرع غرسا فيحصد نباتا وهذه السمات وهى نقاط مستخلصة من كلامه:
1- المثقف يعمل على تثبيت الهوية لدى مجتمعه.
2- المثقف يراعى الفروقات البيئية والثقافية للأحداث والأفكار فليس ما ينجح فى أوروبا ضرورى النجاح فى الوطن العربى كون النمط الثقافى قد يكون مختلفاً.
3- المثقف يفرق بين الحضارة الأصلية والحضارة المقلدة فهو يعرف أن الحضارة ليست الراديو والتلفزيون إنما نتاج لأختيار الأرض الصالحة والبذرة الطيبة والتعهد برعايتها بعد ذلك. فتكون الحضارة حقيقة لا حضارة شكلية كاذبة.
ويؤكد بأن نمط ثقافتنا هو نمط دينى إسلامى خلافا لنمط اليونان أو الرومان أو الصين أو الهند والنمط الثقافى هو الروح الغالبة على مجموعة معارف مجتمع ما وخصائصه وإحساساته وتقاليده ونظراته ومثله. فالمثقف يجب أن يكون متواجدا فى عمق ضمير السواد الأعظم من مجتمعه وفهما لنمط ثقافة مجتمعه.
 
يبدأ الكتاب بلمحات من حياة الدكتور على شريعتى ثم ينتقل بعض الفروقات الجوهرية بين المفكر والعالم والمثقف متنقلا فى حديثه للفروقات بين الحضارات والمثقفين ويخلص فى النهاية إلى ست نقاط تلخص مسؤولية المثقف وهي:
1- استخرج الكنوز الثقافية العظيمة للمجتمع وتنقيتها
2- نقل التناقضات الاجتماعية والطبقية من باطن المجتمع إلى ضميره ووعيه.
3- جعل الدين الذى نزل فى الأصل للحياة والحركة فى خدمة المجتمع.
4- نزع سلاح الدين من أيدى السلطة القاهرة.
5- القيام ببعث ونهضة دينية بشل القوى الرجعية
6- تأسيس حركة احتجاجية توقد الجماهير وتبعث فى المجتمع الحركة.
أخيراً فى نهاية الكتاب هناك رسالة مضافة عن رسالة المثقف فى بناء المجتمع وهى لقاء أجرى مع الدكتور.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزعيم عادل إمام يغيب عن حفل زفاف حفيده.. صور

I’m Glad My Mom Died مسلسل جديد لـ جينيفر أنيستون.. اعرف تفاصيله

محمد إمام وهشام ماجد ومعتز التونى فى حفل زفاف حفيد عادل إمام (صور)

هيركوليس يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة فلومينينسي ضد الهلال

حلمى طولان: شيكابالا من أيقونات الزمالك على مدار التاريخ


فلومينينسي ضد الهلال.. شباك الزعيم تستقبل الهدف الثانى فى الدقيقة 70 (فيديو) وصور

مصرع طفل صدمته سيارة والده أثناء لهوه فى البدرشين

منافذ التحصيل ومكاتب البريد.. أماكن سداد مصروفات العام الدراسى 2026

كايل ووكر يقترب من الانضمام إلى بيرنلى بـ5 ملايين إسترلينى

تنسيق الجامعات 2025.. خطوة بخطوة كيفية التقدم لحجز اختبارات القدرات


ذكرى ميلاد سميرة خلوصى.. شاركت محمد عبد الوهاب بطولة فيلم الوردة البيضاء

فلومينينسى ضد الهلال.. ليوناردو ومالكوم وسافيتش يقودون الزعيم

حادث خطير فى غزة.. تفاصيل كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية

50 مليون جنيه تكلفة لوك عمرو دياب فى بوستر ابتدينا.. اعرف التفاصيل

إعلام عبرى: خناقة وصراخ بين نتنياهو وزامير بسبب وقف إطلاق النار فى غزة

وزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير فى غزة

مصدر بالزمالك يفند شائعات عقد جون إدوارد: كلام فارغ وبنود خيالية وغير منطقية

الطقس شديد الحرارة غدا وشبورة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

شروط الالتحاق بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية للصناعات النسيجية بالغربية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى