كيف قدس المصريون القدماء القطط.. قتلها جريمة تستوجب الثورة على الحاكم

خبيئة الحيوانات المقدسة ومومياوات القطط
خبيئة الحيوانات المقدسة ومومياوات القطط
كتب محمد عبد الرحمن

جعل المصريون القدماء من الكلاب والقطط حيوانات أليفة، ويرجع إليهم الفضل أنهم هم الذين دجنوا القطط للمرة الأولى فى التاريخ، وتحمل الجدران والمخطوطات المصرية القديمة رسومًا ترمز إلى الحيوانات الأليفة، إذ كان المصريون القدامى يعبدون آلهة لبعضها رأس قطة، ولذا كانت لها قداسة كبيرة لدى المصرى الكبير، ولعل ذلك ما اتضح من خلال اكتشاف خبيئة الحيوانات المقدسة التى أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشافها أمس السبت، وتضم عدد كبير من مومياوات القطط الكبيرة والصغيرة.

خبيئة الحيوانات المقدسة

ومن الآلهة المصرية التى أخذت شكل القطة، كانت استيت إحدى آلهة قدماء المصريين، والتى جسدت على هيئة القطة الوديعة، أدمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة، وترمز القطة إلى المعبودة باستت، ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة، لذا تُعتبر "باستيت" معبودة الحنان والوداعة، فقد ارتبطت بالمرأة ارتباطاً وثيقاً.

باستيت
باستيت

ووفقًا لكتاب "معجم أعلام الأساطير والخرافات في المعتقدات القديمة" للدكتور طلال محمود حرب، فإن الإلهة باسيت جسدت على شكل قطة وربطت باللبؤة "أنثى الأسد" أيضًا قبا ارتبطها بالقطة الأليفة، وكان الفراعنة المصريون يمتنعون خلال الاحتفالات بالإلهة باسيت، عن صيد الأسود والقطط ويعتبرون ذلك دنسا وخطيئة فى هذا الوقت.

قام المصري القديم بتربيتها في البيوت، وعند موتها كان يحنطها مثلما يحنط موتاه، وكان قتل القطة خارج مكان العبادة من غير الكهنة جريمة قد يعاقب عليها من يقوم بذلك عقوبة شديدة.

وبحسب عدد من المؤرخين، فإن المصرى القديم، كانت له علاقته الخاصة جدًا بالحيوانات، وبخاصة القطط، الأمر الذى مثل قتل قطة في مصر القديمة بأنه يستوجب عقوبته الموت، حتى لو كان هذا القتل خاطئ! المؤرخ Diodorus Siculus يحكي عن قصة رجل روماني قتل قطة في مصر بالخطأ، فانقض عليه الناس وقتلوه، على الرغم من أن الملك شخصيًا تدخل محاولًا إنقاذه (خوفــًا من احتمالية انهيار العلاقات الدبلوماسية مع روما والدخول في حرب معها) ولكن الناس لم تبالي لا بمخاوف الملك ولا باحتمالية الحرب.

قطط محنطة

وكان تقديس وتبجيل القطط عند قدماء المصريين كان يفوق حب البلد نفسها بمراحل، ما أدى لكارثة عام 525 قبل الميلاد حينما توقع الملك الفارسي قمبيز الثاني بشكل صحيح أنه إذا وضع في مقدمة جيشه جحافل من القطط والكلاب والخرفان (وأي حيوانات أخرى يقدسها المصريون على حد تعبيره) ورسم صورة الإلهة القطة على دروع المحاربين، سيستلم المصريون بشكل فوري تقريبًا خوفــًا من إيذائهم للقطط بالخطأ وهو ما حدث بالنص وكانت معركة الفرما (Pelusium) الكارثية، وبعدها تعمد الملك إهانة وإذلال المصريين شعب وجيش بقتل القطط أمامهم وإعلان إحتقاره لهم لتسليمهم البلد بدون مقاومة خوفــًا على حيوانات عديمة القيمة!

وحسبما جاء فى ("مجلة الفيصل" العدد 29 الصادر فى أكتوبر 1979)، فإن المؤرخ الشهير هيرودوت، أكد أن المصريون القدماء من فرط ولعهم بالقطط، كان إذا شب حريق فى منزل أحدهم، فإن أول ما يقوم بإنقاذه هو القطط.

مومياوات للقطط والجعران
مومياوات للقطط والجعران

ويقول الكاتب الرومان شيشرون إنه "لم يسمع بمصرى واحد قتل قطة واحدة، وإنه إذا تجرأ أحد الحكام الرومان وقتل قطا أو أصابه بأذى، فلا مفر من أن يلقى مثل هذا الحاكم حتفه على أيدى جماهير المصريين الغاضبة، أما إذا مات القط موتا طبيعيا، فلابد لأهل البيت الذى يأويه أن يزيلوا حواجبهم إعلانا لحدادهم عليه.

ولم يقتصر احترام أهل مصر فى تلك العصور للقطط أثناء حياتها فقط، بل امتد إلى ما بعد الموت، فكانوا يحنطون جثة القطط ويدفنونها فى موكب حافل من الاحترام، وكان يشارك فى تكاليف الجنازة أهل الحى أو القرية أو المدينة التى عاش فيها القطط.

وذكرت "دائرة معارف القرن العشرون - المجلد الثالث" تأليف محمد فريد وجدي، أنه كان من كبريات الجرائم التى تستحق التعذيب الكبير فى مصر القديمة أن يتجازى إنسان على قتل قطة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

رابط الاستعلام عن نتيجة وظائف مسابقة إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف

بالمواعيد..الخريطة الكاملة لحفلات الدورة 3 من مهرجان العلمين الجديدة.. أنغام تفتتح الفعاليات وتامر حسنى يشارك للمرة الثالثة.. عمرو دياب فى سهرة غنائية أول أغسطس.. تامر عاشور على مسرح يو أرينا.. وكايروكى بالختام

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

ردود أفعال رائعة من الجماهير والفنانين بعد ظهور الزعيم عادل إمام


بعد زوبيميندي.. أرسنال فى طريقه لحسم صفقة جيوكيريس

"صلاح – ماني - فيرمينو" ضمن أفضل 10 ثلاثيات هجومية فى القرن الـ 21

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم

فيلم أحمد وأحمد يحصد 14 مليون جنيه فى 4 أيام عرض بشباك التذاكر

أخبار مصر.. وزيرة التضامن: زيادة دعم تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى


إيفا لونجوريا تتدخل لإنهاء الخلاف بين فيكتوريا بيكهام وابنها بروكلين

الداخلية تضبط 48 سائقا لتعاطيهم المخدرات على الطريق الإقليمي

الداخلية تضبط 159 قطعة سلاح نارى وتنفذ 81007 حكم قضائى خلال 24 ساعة

هويسن يعتذر لجماهير الريال قبل موقعة سان جيرمان فى نصف نهائى مونديال الأندية

بمناسبة عاشوراء.. أول ظهور علنى لخامنئى منذ بدء حرب إيران وإسرائيل

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة

الأهلي يمنح علي معلول 13 مليون جنيه.. اعرف السبب

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

حراس المرمى الأكثر حفاظًا على شباكهم في البيج 5 منذ عام 2000

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى