الفتاوى الشاذة للجماعات المتطرفة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
فى كل مناسبة احتفالية، تدأب بعض التيارات السلفية الجهادية على تعكير صفو المصريين، من خلال إصدار فتاوى شاذة ومتطرفة تخرج بدوافع نفسية، ويصب فيها المفتون وابلاً من نار غضبهم تجاه من يكرهون أو من يحبون، ضاربين بعرض الحائط ما ورد فى صحيح الشرع والعلم من التحذير من الاقتراب من الفتوى، ومتناسين قول نبينا الكريم "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار".
 
فها هو المسلمون فى كافة بقاع الأرض يستعدون للاحتفال بمولد المصطفى عليه السلام، وإذا بمواقع التواصل الاجتماعى تكتظ بفتاويهم المثيرة للجدل، محرمين الاحتفاء بالمولد وتحريم تناول الحلويات واللحوم والصيام فى هذا اليوم، زاعمين أن هذا بدعة، ومؤكدين أن من اخترع الاحتفال بالمولد النبوى هم الفاطميون، وأن الحلويات والعرائس والأحصنة والطبول "حرام شراعا".
 
وسلوك تلك التيارات لم يقف فقط عن التحريم بالاحتفال بالمولد النبوى، وإنما اعتادوا تحريم كل شىء فلو بحثت عن فتاويهم السابقة، ستجدهم مثلا، يحرمون إمساكية رمضان، لأنها مخالفة لسنة تعجيل الفطر وتأخير السحور على حد زعمهم، بالإضافة إلى تحريمهم أيضًا ما يدعو إلى البهجة والفرحة، حيث قالوا إن الزينة وفوانيس رمضان حرام، وكذلك تحريمهم تهنئة الأخوة الأقباط فى أعيادهم والاحتفال بشم النسيم والكريسماس، ومن أغرب أيضا فتاويهم جواز ترك الزوج لزوجته عندما تغتصب وتحريم التربح عبر بيع الألعاب على الإنترنت وتحريم "فيزا المشتريات" وتعليق صور بطوط إلى آخر فتاويهم المثيرة للجدل.
 
والعجيب، أنك تجد فتاوى تلك التيارات المتآسلمة مشتركة الهدف والنية، فتجد تلك الفتاوى مثلا فى تقارب تام مع فتاوى تنظيم داعش الإرهابى، والتى كانت أولاها مثلا، ضرورة إفطار أعضاء التنظيم أثناء المعارك، إضافة أن هذا نهج تلك التيارات منذ زمن، فعلى مدار تاريخ ظهور تلك الحركات منذ السبعينيات والثمانينيات، يطل علينا مشايخها بالتحريم التام لكثير من الأمور، فى خروج تام عن صحيح، وتعاليم الشرع السمحة.
 
وما يزيد الأمر خطورة، فإن مرجعية تلك التيارات فى إصدار الفتاوى هو المزاج والهوى، فعلى سبيل التمثيل، لطالما رفض مثلا التيار السلفى الدخول فى الانتخابات باعتبارها تؤدى إلى التنازل عن عقيدة الولاء والبراء، وأفتوا بكفرها، إلا أنهم بعد ثورة يناير تغيرت فتاواهم فشكّلوا "مجلس شورى العلماء" الذي ذهب للدعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، ثم تأسيس حزب سياسى، ومثال أخر ظهرت فتاوى تبيح قتل المتظاهرين المعارضين لحكم الرئيس الإخوانى محمد مرسى، باعتبار أنهم خوارج وبغاة، إلا أن هذا الموقف تغير تماماً بعد مرسى فباتت المظاهرات باباً من أبواب الجهاد في سبيل الله.
 
ويرجع الإصرار على إصدار تلك الفتاوى لعدة أسباب أولها، الجهالة وعدم دراسة الأحكام من منابعها الصحيحة، وثانيها: عدم إدراك خطر ومسؤولية الفتوى وما يترتب عليها؛ بالإضافة إلى حبُّ الشهرة والشعبية.
 
وهنا يجب الحذر من تلك الظاهرة الخبيثة المسمومة، لأن الكوارث المترتبة على تلك الفتاوى المثيرة للجدل هدفه إدخال المجتمع  فى دوامة من الصراعات، والتأسيس لحالة من البلبلة والفتنة، لأنه ببساطة، خطورة تلك الفتاوى أنها تأخذ طابعاً شرعيّاً، ومرجعية مقدسة ينخدع بها البسطاء من الناس، ولهذا وجب على العلماء ومؤسسات الفتوى الرسمية باعتبارهم خلفاءُ الله تعالى بين عباده، أن يكونوا نماذجَ حيَّةً لتعاليمِ القرآن والسنة السمحة فى أقوالهم وخطاباتهم وفتاويهم للحفاظ على استقرار المجتمع وغلق الباب أمام هؤلاء المتخبطون؛ حيث إن الإسلام دينُ أمنٍ وسلامةٍ، ودين تسامح وتفاهم، وليس دينَ إكراهٍ ولا إرهاب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور وزيرز وصابر في تشكيل منتخب مصر ضد نيجيريا

غرفة ملابس منتخب مصر جاهزة قبل مواجهة نيجيريا الودية.. صور

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟


الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

البحر يفيض.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية برياح سرعتها 60 كم/ الساعة.. الأمواج ترتفع لـ3 أمتار.. النوة تستمر 5 أيام يصاحبها أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة.. ترفع حالة الطوارئ واستمرار تطهير الشنايش.. صور

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى