القارئ محى الدين غريب يكتب : أنين الصمت

جثة أرشيفية
جثة أرشيفية
منذ الخليقة وصيرورة العدم هى لغز الحياة الذى يحار فيها الإنسان فى صراعه بين الوجود والفناء، فهو يرتعد من الموت ارتعادا لمجرد التفكير فيه، ويِرتَدَعَ منه ارتداعا فى كل مرة يقترب منه، وعلى مر العصور كان لفضول الإنسان الفضل فى استكشاف المزيد من منازع الموت وأهواله، بل استطاع أن يوظف طاقة خياله ليخترع الأديان والأساطير والفلسفات لبعث الأمل والتخفيف من الخوف الماثل حول مصيره.
 
كان من بين ما تمنيت أن أحققه خلال رحلتى الأخيرة قبل الموت وأنا فى العقد الثامن من العمر أن أكتب كتابا أخيرا، بعنوان “أنين الصمت”، أسرد فيه تفاصيل خوض تجربة للتعرف والتقرب من الموت، والإعداد لتقبله كحقيقة واقعة، ومن ثم توديعه.
 
ولأننى أؤمن بأن لكل شىء صدى حتى الصمت، إما أن نتلقاه ضجيجا وإما أن نحسه شدوا أو أنينا، كان على أن أتحمل أنين هذه التجربة التى لابد لها أن تكون تجربة صامتة، ستحمل بالطبع الكثير من الأنين فى طياتها، وبالقطع لن تحمل أى أملا لأى أمل، وبالضرورة ستنتهى بوداع أليما لحياة لم نختارها، حياة أرغمنا عليها بكل حوافرها وروائعها ومآسيها.
 
كان لابد لخوض هذه التجربة مجبرا أن أتعرض للجدل حول مسألة الخلود والعدم فى رحلة الموت والخوف من المجهول، والخوض فيما كون الموت سقوط أبدى بلا نهاية، أم رحلة فريدة.
 
وكان لابد أيضا تأكيد أن الموت، من وجهة نظرى، هو أبدى لا حدود له، وليس إلا رحلة نحو العدم المطلق.
 
كان لابد لخوض هذه التجربة مجبرا أن أعيش، ولو فى الخيال معانات ألم فراق الحياة وتبعثر المكان والزمان وكل ماهو مقبض وحزين. ومجبرا أيضا سماع أنين الصمت، وما أكثره قابعا متربصا هنا وهناك.
 
وبعد تفكير عميق وطويل، قررت ألا أخوض هذه التجربة، وكم كنت سعيدا بذلك لأكون بعيدا عن مكابدة الموت وأحزانه ما استطعت فى الفترة القصيرة التى تبقت من حياتى.
 
ربما كان ذلك قرارا صحيحا، وربما كان خاطئا، وربما كان ليتركنى حائرا بين هاجس الموت الإنسانى وهاجسه الوجودي.
 
ومع ذلك يتشكك الفيلسوف الألمانى "آرثر شوبنهاور"، أن الموت ربما هو الهدف الحقيقى للحياة..؟
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على مواعيد امتحانات الدور الثاني بمحافظة القاهرة

ملخص وأهداف تشيلسي ضد باريس سان جيرمان 3-0 في نهائي كأس العالم للأندية

أطفال غزة بدون طعام لأيام.. الأغذية العالمي: الوضع أسوأ بكثير مما هو متداول.. ومسئول أممى: الناس يموتون جوعا ويلقون مصرعهم أثناء محاولتهم الوصول للغذاء.. والأمم المتحدة: انهيار المنظومة يهدد حياة 2.1 مليون شخص

وزير الزراعة: أضفنا 3.5 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية خلال 3 سنوات

لامين يامال يحتفل بعامه الـ18.. أربعة أرقام مذهلة ترسّخ مكانته كأعجوبة كروية


بوتين: على روسيا أن تتصرف كدولة ذات سيادة لتحظى باحترام عالمى

الإيطالي سينر يحرز لقب ويمبلدون للتنس على حساب ألكاراز

أبو عبيدة: محمد الضيف وجّه أقسى ضربة في تاريخ العدو الصهيونى

بطرس دانيال: نقل الفنان لطفى لبيب للعناية المركزة ومنع الزيارة عنه

حياة كريمة.. محطات مياه الشرب والصرف الصحى تغير واقع القرى الأكثر احتياجا بالمنيا.. "جنوب ملوى الجديدة" صرح عملاق بطاقة استيعابية 450 لتر/ثانية لخدمة 6 قرى.. والمحافظ: تفعيل المحطات فى وقت قصير جدا.. صور


وزارة التعليم توضح حقيقة حصول طالبتين من أوائل الدبلومات على نفس الدرجات

محمد صلاح يشارك فى فوز ليفربول على بريستون 3-1 وديا.. فيديو

عايز تحضر "الملك لير" ومش عارف تحجز؟ تعالى نقولك تعمل إيه خطوة بخطوة

شبكة الساحل الشمالى استخدمت مطاعم وهمية لترويج المخدرات والجنايات تعاقبهم بالمؤبد

الداخلية تكشف تفاصيل إلقاء شخص ماء ساخن على كلب ضال فى أسيوط.. فيديو

رئيس الوزراء يتفقد أعمال "أبراج الداون تاون" و"داون تاون لاجون" بالعلمين الجديدة

تشيلسي ضد بي اس جي.. محمد صلاح يزين قائمة تاريخية فى مونديال الأندية

الرئيس السيسى يؤكد التزام مصر الكامل بدعم قدرة إقليم شمال أفريقيا

الحزن يخيم على محمد صلاح بعد رحيل جوتا قبل ودية بريستون ضد ليفربول.. صور

الآن نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. اعرف نتيجتك على اليوم السابع برقم الجلوس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى