الفوز والنجاة فى تجديد الخطاب الدينى

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

بداية.. تجديد الخطاب الدينى ، ليست بالأمر الترفيهى ولا أصبح محل اختيار الآن فى ظل الظروف التى تمر بها الأمة الإسلامية فى وقتنا الحاضر، واستغلاله من قبل قوى الشر وجماعات الظلام التى يسودها الجفاف العقلى والوجدانى فى فهم النصوص الدينية فى تحقيق أهدافها المسمومة، بل أمرٌ تفرضه الظروف والمستجدات فى شتى مجالات الحياة مع تغير العصور والأزمنة.

 

وما يزيد الأمر فرضية، أن الأمة أصبحت أمام تيار ظلامى ضيق يحمل مخاطر فكرية واجتماعية وعلمية، فإذا بمعارك الأمس البعيد تستخرج من بطون الكتب التراثية التى أصابها الجمود، لتكون نبراسا للأمة فى عصرها الحديث فتصل بنا حتما إلى إرهاب وتطرف، وخاصة بعد ضياع الشخصية المصرية الفقهية فترة الأخونة، والذى أصبح إعادة بنائها من جديد أمر لا مناص منه، وذلك من خلال معالجة وبناء لما طرأ على البعض من تشويه لهويتهم وتحصين الأجيال المقبلة وتعريفها بالهوية الحقيقية عن طريق نشر الفكر الوسطى البعيد عن الغلو والتعصب والتطرف.

 

وهنا.. يجب على الدولة ومؤسساتها الدينية من أزهر وأوقاف وإفتاء ومعهم المجتمع وأفراده العمل سويا للنهوض بهذا الخطاب لتقديم صورة حقيقية للإسلام وتصوراته الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وفقًا للفهم الصحيح لمختلف سائر قضايا الإنسان المعاصر.

 

ويتأتى هذا، بعد العمل على إعادة الوعى الدينى ، من خلال تنقيح أمهات الكتب، خاصة كتب التفسير والفقه والتوحيد، ورفع الإسرائيليات والأكاذيب منها، ومنع كل الشبهات، والعمل على زيادة الوعى الخاص بأئمة المساجد من خلال دراسة علوم السياسة وآليات مواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس، وتحويل الأئمة لمراكز حاضنة للمواطنين اجتماعية ودينياً وثقافياً، وخاصة أن قوى الشر كان لها تأثير خلال فترات سابقة على الشباب.

 

أما الأزهر فدوره عظيم لأنه يمتلك الشخصية التى تقدر على التفريق العادل بين النقل والعقل، والموازنة بين التراث والتجديد، بالإضافة إلى امتلاكه شخصية متفردة لدى جموع المسلمين فى شرق الدنيا وغربها، يستطيع من خلال إعلان ثورة على هذا الخطاب المتطرف فى بقاع الأرض.

 

والثورة التى أقصدها هنا تكون على الأفكار الجامدة، وعلى المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف، وهذا بالطبع يكون وفق خطة دعوية تستطيع بناء نسقا دعويا مستنيرا يقوم على إعمال العقل فى فهم النصوص الدينية لا التطرف والتعصب.

 

وأخيرا.. تجديد الخطاب الدينى هذا لا يقف فقط عن القضايا الفقهية بل مطلوب فى الماديات، والمعنويات، فى الدنيا والدين، فالإيمان نفسه يحتاج إلى تجديد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اللغة الأجنبية الثانية مادة تخصص اختيارية فى البكالوريا

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

الداخلية تضبط 160 سلاحا ناريا وتنفذ 83665 حكما قضائيا

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو


خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس

النيابة تصرح بدفن ضحايا حريق سنترال رمسيس

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية


أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

"اليوم السابع" يجرى جولة بمحطات الخط الرابع لمترو الأنفاق.. التنفيذ يتخطى الـ50% والتشغيل 2027.. أول قطار يصل العام القادم والشركات المصرية تصنع التاريخ.. والرصيف بوسط المحطات وأبواب زجاجية لحماية الركاب.. صور

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

الزمالك يصرف مستحقات اللاعبين الأسبوع المقبل

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

البنك الأهلي يسافر للإسكندرية السبت المقبل لبدء المرحلة الثانية من الإعداد

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى