مصر على الطريق الرقمى.. الرقمنة كلمة السر نحو تحقيق التقدم.. أوروبا تسعى لزيادة الاعتماد عليها للنهوض بمجتمعاتها.. الصين وكوريا الجنوبية في المقدمة.. ودراسات تؤكد: تساعد على نمو الاقتصاد والقضاء على الفساد

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن فرص الرقمية فى مصر عظيمة جداً، حيث أن مصر سوق كبير ينمو ويزداد، والدولة تتحرك فى مجال الرقمنة، مضيفاً أن هذا المجال سيحقق كل عناصر النجاح للدولة المصرية، وتقليل التدخل البشرى فى عمل الحكومة ومكافحة الفساد، وهو ما يؤكد اهتمام الدولة خلال الفترة المقبلة بالرقمنة، وفى هذا التقرير نجيب على أهم الأسئلة المتعلقة بالرقمنة.

 

ماهي الرقمنة؟

تعد الرقمنة أو التحول الرقمي هو عملية يتم خلالها استبدال البيانات المكتوبة بالطريقة اليدوية على الأوراق، وتحويلها إلى النظام الرقمي الإلكترونى عبر الإنترنت، فهي تعني التحول من الأساليب التقليدية المعهود بها إلى نظم الحفظ الإلكترونية، فيما يعد التحول الرقمي حاليا أمرا ضروريا لحل كثير من المشكلات المعاصرة والتى يأتى على رأسها القضاء على الروتين الحكومي وتعقيد الإجراءات في ظل التوجه إلى الحكومات الإلكترونية، فضلا عن القضاء على مشاكل التكدس وصعوبة الاسترجاع.

 

مميزات الرقمنة:

تساعد الرقمنة على العديد من الأمور بما في ذلك:

- تحسين كفاءة العمل، بما في ذلك تسهيل التعاون بين الموظفين ومرؤوسيهم مما يساعد في تحسين عملية صنع القرار.

- تحسين التعامل مع الجمهور، وذلك من خلال سرعة تنفيذ وتلبية كافة مطالب الجمهور والعملاء بشكل أسرع من ذي قبل.

- توسيع نطاق الخدمات، من خلال إمكانية تأدية نفس المهام من أي مكان، بدلا من الحاجة إلى الذهاب إلى مكتب بعينه أو هيئة بعينها.

- الحصول علي البيانات في أي وقت، وذلك من خلال سهولة الوصول إليها، عبر العديد من الأدوات خاصة مع انتشار شبكات الإنترنت.

 

- الرقمنة والاقتصاد:

تعد عملية الرقمنة واحدة من الأدوات المهمة لتنمية الاقتصاد، خاصة وأنها تعمل على زيادة سرعة الخدمات وكفاءتها ومنها تطوير الابتكارات والحلول التي يحتاجها المجتمع ومنها تحسين أساليب العمل الإداري والحكومي، فيما تشير العديد من الإحصائيات الحديثة إلا أن الاقتصاد الرقمي يحقق نجاحات سريعة في العديد من اقتصادات العالم محققا إضافات مميزة ليس لاقتصادات هذه الدول فحسب بل إلى الاقتصاد العالمي.

 

- أوروبا والرقمنة:

تعد أوروبا هي الأسرع في التحول نحو الرقمنة، حيث يساعدها في ذلك التطور السريع للقطاعات الصناعية وخاصة التكنلوجيا إضافة إلى السياسات الحكومية الهادفة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية في العالم، وقد كشف التقرير السنوي حول مؤشر تطور الاقتصاد الرقمي في أوروبا والمعروف بـ The Digital Economy and Society Index (DESI) لعام 2018  إلى أن الدنمارك، السويد، فنلندا و هولندا تتربع على قائمة الدول الأكثر تطورا في الاقتصاد الرقمي في أوربا تليها في التصنيف كل من لوكسمبورج، بريطانيا، إيرلندا و بلجيكا، بينما حجزت كل من استونيا،رومانيا،اليونان وإيطاليا المراتب الأخيرة في التقرير كأقل الدول الأوربية تطورا في مجال الاقتصاد الرقمي.

 

- الصين والرقمنة:

تعد الصين هي ثاني اقتصادات العالم وأسرعها نموا تتجه نحو رقمنة اقتصادها بشكل متسارع، إذ حققت استراتيجيات الحكومة الصينية في مجال رقمنة قطاعات الدولة نجاحات كبيرة، إذ تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية في رقمنة الاقتصاد وتسعى من خلال استراتيجياتها وسياساتها إلى زيادة حجم الاقتصاد الرقمي وتحقيق مزيد من النجاحات الاقتصادية التي تمكنها من الحفاظ على مكانتها في التصنيف العالمي.

 

بعض محاولات دول العالم والرقمنة

أجرت بعض دول العالم تعديلات من أجل التحول للعالم الرقمي:

-

إستونيا

: نقلت جميع مدارسها للشكل الرقمي، حيث تقوم بتوصيل الأطفال بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتوفير التعليم الأساسي للبرمجة من المرحلة الثانوية وما قبلها.

-

كوريا الجنوبية

: أكثر من 80 % من سكانها متصلين بالإنترنت، كما أن كوريا الجنوبية لديها أعلى معدل انتشار الإنترنت في العالم، وبالإضافة إلى ذلك ، أنشأت الحكومة نظام المشتريات الإلكترونية الرئيسي الذي يسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الفرصة لتقديم عطاءات على العقود الحكومية.

-

المملكة المتحدة البريطانية

: تمتلك أفضل اتصال انترنت بالعالم ، وذلك وفقًا لمؤشر الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، وهو ما يعني أنها تسير نجو الرقمنة بشكل كبير.

-

نيوزيلندا

: ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه من المتوقع تقديم 2500 طلب من 48 دولة لـ 100 وظيفة لحضور برنامج حكومي للتكنولوجيا في نيوزيلندا، حيث تعمل البلاد أيضًا على ترقية البنية التحتية للإنترنت الوطنية إلى كابلات الألياف البصرية، والتي يمكن أن توفر نطاق ترددي أعلى.

 

دراسات تؤكد أهمية الرقمنة:

- الرقمنة تساعد على نمو الاقتصاد

تعد العروض الرقمية مثل إجراء المعاملات البنكية عبر الإنترنت صارت مهمة العروض الرقمية مثل إجراء المعاملات البنكية عبر الإنترنت أصبحت مهمة، إلا أن الولاء تجاه بنكك التقليدي قد ينهار عندما يتعلق الأمر بالرقمنة، وهو ما يزيد من حدة المنافسة بين الكثير من المؤسسات المالية، حسبما أكدت دراسة حديثة.

وبحسب الدراسة التي أجراها الاتحاد الألماني لتكنولوجيا المعلومات "بيتكوم"، فإن 34% من الألمان غيروا حسابات ودائعهم لبنوك أخرى مرة واحدة على الأقل قبل عام، وارتفعت نسبتهم حاليا إلى 41%، وأظهرت الدراسة، أن العروض الرقمية مثل إجراء المعاملات البنكية عبر الإنترنت أو استخدام التطبيقات البنكية صارت مهمة اليوم بالنسبة لـ 67% من العملاء عند اختيار بنكهم وكانت تبلغ النسبة قبل عام 57%.

 

 

- الرقمنة تؤدي لاستحداث وظائف

كشفت دراسة حديثة أيضا أن منافع الرقمنة ليست اقتصادية فقط، بل تشمل المجالين الاجتماعي والسياسي أيضاً، حيث تؤدي الرقمنة إلى نمو اقتصادي تراكمي، حيث تحقق البلدان الأكثر تقدماً على صعيد الرقمنة نسبة 20 في المئة من المنافع الاقتصادية أكثر من البلدان التي هي في المرحلة الأولية للرقمنة، كذلك فللرقمنة وقع مثبت على الحد من البطالة وتحسين نوعية الحياة ودعم وصول المواطنين إلى الخدمات العامة، كما تسمح الرقمنة للحكومات بالعمل بمقدار أكبر من الشفافية والكفاءة.

 

- الرقمنة تقلل الفساد

كما كشفت منظمة الشفافية تقريرها عن الدول الأكثر فساداً في عام 2015، بحسب فساد أجهزتها الحكومية وانتشار الرشوة وإساءة استخدام الوظيفة الحكومية بها؛ حيث رصدت المنظمة في تقريرها تنامياً كبيراً لمستوى الفساد في الدول النامية.

ورأت الدراسة أن تقنيات المعلومات والاتصالات "الرقمنة" تعتبر حل جيد ومخرج مهم للتعامل مع مشكلة الفساد الحكومي بدول العالم، فقد أيقن الخبراء وفي ضوء الدراسات والبحوث المعنية أن تقليل الاحتكاك المباشر بين الفرد والسلطة الرسمية ممثلة في أجهزتها الإدارية، يخفضّ بشكل ملحوظ من الوقت المستغرق في أداء المهام والخدمات المقدمة للفرد، ويقلصّ من المدفوعات غير القانونية "رشاوى أو عمولات أو غير ذلك"، كما تقضي بشكل كبير على دورة الروتين والبيروقراطية الإجرائية الإدارية.