مفتى الجمهورية‪ :‬الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعا

الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب ــ أسامة عبد الحميد

قال فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن العدو المشترك للأديان هو الإلحاد، ولابد من تكاتف أتباع الأديان للتصدى لهذا الخطر الداهم، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعًا، حيث صرح القرآن الكريم بأن اختلاف الناس فى معتقداتهم من سنن الله تعالى فى خلقه، كما فى قولِه تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"‪.

وأضاف فضيلته فى بحث عرضه خلال جلسة "ميثاق حلف الفضول الجديد" بمنتدى تعزيز السلم المنعقد فى أبوظبى، أن هذا يقتضى ضرورة التعامل مع هذه السنة الإلهية الربانية بإيجابية لأنها تحمل فى طياتها أبعادًا ومضامين تُنظِّم علاقة المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى، وهى تتجلى إجمالًا فى الإقرار بوجود هذا النوع من الاختلاف وضرورة التعايش والتعاون والتكامل معه بما يحقق النفع للخلق واكتمال العمران فى الدنيا‪.

وأوضح فضيلة المفتى، أن العيش المشترك بين المخالف فى العقيدة لا يقتضى بالضرورة معاداة العقائد والأديان أو مخالفة أحكامها أو فصلها عن كيان الدولة أو تهميش دورها فى الحياة، أو إزالة الفروق والتمايز بينها؛ وإنما يقصد به الاتحاد لإعمار الأرض، والتعاون فى المتفق عليه انطلاقًا من القيم العليا المشتركة بين الناس‪.

وحول حماية دور العبادة أكد مفتى الجمهورية أن الشرع الشريف أَوْلَى إقامة دور العبادة وحمايتها عناية، خاصة سواء فى السِّلم أو الحرب، فأهميتها لا تقل عن الاهتمام بكيان الإنسان المادي، لكونها تمثل كيانه الحضارى والثقافي؛ كما فى قوله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ"[الحج: 40-41]‪.

وأكد أن هذه الآية الكريمة ترسم الإطار العام لشخصية المسلم ومكونات عقله؛ فقد أشار الله تعالى فيها إلى أن المسلمين فى مجتمعاتهم فى كل حال عليهم التزام تفرضه حضارتهم المنبثقة عن مقاصد دينهم؛ أن يُعنوا بإقامة دور العبادة التى يتخذها أتباع كل دينٍ وملةٍ لممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية وحفظها من الهدم، وضمانًا لأمنها، وسلامة أصحابها‪.

وأشار فضيلته إلى أن السنة النبوية الشريفة جاءت أيضًا بتقرير واضح لوجوب ترك الناس على أديانهم وسمحت لهم بممارسة طقوسهم وشعائرهم فى دور عبادتهم المختلفة، وضمنت لهم من أجل ذلك سلامة هذه الأماكن، وعلى ذلك سار المسلمون سلفًا وخلفًا عبر تاريخهم المُشَرِّف وحضارتهم النقية وأخلاقهم النبيلة السمحة منذ عهود الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم‪.

وشدد مفتى الجمهورية على أن المؤسسات العلمية تحمل على عاتقها نصيبًا أكبر فى شرح الحقائق والمفاهيم الشرعيَّة وتعليمها للعامة والخاصة، حول ما يثيره البعض من إشكاليات وتحديات نظرية أو تطبيقية تشوب العلاقات بين المسلمين وغيرهم، والتى يحلو للبعض طرحها على العامة مع استدعاء بعض السياقات التاريخية والملابسات الزمنية فى خصوص هذه العلاقة، بما يعمل على تشويه الصورة النقية وانقلاب الحقائق الناصعة، مما قد يؤدى إلى إحداث الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وتكريس العنف والصدام بين أهل الدين الواحد فضلًا عن أهل الأديان المختلفة‪.

وقال فضيلة المفتى، إنه من خلال النظر فى مبدأ حماية دور العبادة فى الإسلام وما يؤسس له من أُطر عامة وقواعد مقاصدية وأسس شرعية يمكن أن يُقال بأن إعداد ميثاق عالمى خاص بحماية دور العبادة يحوى المبادئ والأسس وتتفرع عنه الإجراءات والآليات اللازمة لحماية دور العبادة لسائر الديانات من الأمور المستحسنة شرعيًّا وحضاريًّا إن لم يصل إلى حد الواجبات فى ظل انتشار التطرُّف والإرهاب والإسلاموفوبيا وغيرها من مظاهر الكراهية المتبادلة بين الشعوب‪.

وأوضح فضيلته أنه ينبغى على هذا الميثاق أن يكون مبنيًّا على إعداد "مشروع تواصل حضارى عالمي"، وهو مخطَّط يُفترض فيه الاكتمال يحوى برامج ومشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية إلخ، ويكون جاهزًا للتطبيق بعد تحديد الأسس النظرية وآليات التطبيق المبنية على دراسة الواقع وشروطه ومكوناته ومقتضياته‪.

وحول مواصفات هذا الميثاق قال إنه ينبغى أن يتصف هذا الميثاق بكونه مستوعبًا لسائر الديانات سماوية وغيرها ومحتويًا على مبادئ عامة لمكافحة التطرف بنوعيه ومكافحة الإلحاد ومظاهره، وأن يكون منفتحًا لا منغلقًا، وأن يكون اجتهاديًّا لا تقليديًّا، وأن يكون شوريًّا لا أحاديًّا، وأن يكون جامعًا لا تجزيئيًّا، وأن يكون مستقبليًّا لا ماضويًّا؛ وغير ذلك من المعايير التى ينبغى أن تتسم بها سائر المواثيق الدولية‪.

وأكد مفتى الجمهورية أن دور العبادة من الأهمية بمكان لتخصيصها بهذا الميثاق؛ حيث إنها الدرع الحامية من سقوط الإنسان فى غياهب الإلحاد الأعمى، وما يترتب عليه من تحطيم النفس الذى ينعكس على المجتمع بسائره؛ فتنتهى الحضارة كما نعرفها الآن شر نهاية‪.

 

مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (1)
مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (1)

 

مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (2)
مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (2)

 

 

مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (3)
مفتى الجمهورية بمنتدى تعزيز السلم (3)

 


 


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الجمارك تحبط محاولة تهريب 3 آلاف دولار داخل "شبشب" فى طرد قادم من المغرب

سائق متهور يحطم سيارة خلال "زفة" فى المنصورة ويصيب المارة ويفر هاربًا

متحدث الحكومة: توجيه رئاسي بإنهاء تطوير الطريق الإقليمى في أقصر مدة ممكنة

مصر تعرب عن خالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا حادث انهيار منجم للذهب

بي إس جي ضد إنتر ميامى.. جواو نيفيس يفتتح أهداف المباراة بالدقيقة 6


الداخلية تضبط صانع محتوى يصور فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه


رئيس الوزراء يوجه بالالتزام بإجراء تحليل مخدرات لكل سائقي النقل بصورة مفاجئة

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

امتحانات الثانوية العامة 2025.. طلاب بعد أداء امتحان الإنجليزى: أسئلة القطعة صعبة وإجاباتها محيرة.. مستوى الاختبار فوق المتوسط.. صفحات الغش تنشر الأسئلة بعد بدء اللجنة.. ووزارة التعليم تتخذ الإجراءات

ليلة مثيرة فى مونديال الأندية.. تشيلسي يسحق بنفيكا فى مباراة الـ5 ساعات.. دي ماريا يتصدر ترتيب الهدافين.. ماريسكا يهاجم إقامة المباريات فى أمريكا.. وبالميراس يقصي بوتافوجو ويضرب موعدا مع "البلوز"فى دور الثمانية

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

التحريات تكشف ملابسات مصرع سيدة سقطت من عقار فى مدينة 6 أكتوبر

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى