من جانبه أكد د. على محمد علي مهدي الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإسلام رغب في طلب العلم ، وحث على الجد والاجتهاد في تحصيله، مضيفا أن أول أمرٍ سماوي نزل به الوحي هو الأمر بالقراءة التي هي أول أبواب العلم ، ثم أتت بعد ذلك الإشارة إلى القلم الذي هو وسيلة تدوين العلم ونقله ، وفي هذا تنبيه للناس كافة على بيان فضل العلم ، والترغيب في طلبه ، والحث عليه.
و أضاف الشيخ كارم محسن عبد الرحمن عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن القرآن الكريم أعلى من شأن العلماء ، فقال تعالى : “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” ، كما شهد الله تعالى للعلماء بأنهم أهل خشيته ، فقال سبحانه : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” ، ولعظم قدرهم وعلو منزلتهم شرَّفهم الله (عز وجل) بالشهادة على أعظم مشهود.
وأشار الشيخ عاشور مبروك عبد المنعم عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن أهل العلم الذين كرمهم الله (عز وجل) وأعلى من شأنهم ، والذين أثنى عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم علماء الأمة المخلصون الذين أدركوا عظم الأمانة التي يحملونها ؛ أمانة العلم ، وأمانة الدعوة ، وأمانة البيان.
وأوضح الشيخ رمضان عبد السميع خضر بالديوان العام، أن علماء الأمة الحقيقيين هم من بذلوا وقتهم ، وجهدهم ، وقدموا علمهم خدمة لدينهم ، ووطنهم ، فسلكوا بالناس مسلك الوسطية والاعتدال ، والتسامح والرحمة ، فأثمرت دعوتهم أجيالا نافعة ، تبني ولا تهدم ، تعمر ولا تخرب ، تُعلي من القيم الإنسانية ، وترفع من كرامة الإنسان ، وتتعايش مع الناس جميعا في سلم وسلام ، وأمن وأمان ، وهذا هو العلم النافع الذي يكون ذخرا لصاحبه بعد وفاته.
وأشار الدكتور السيد عاطف عبد النبي بالديوان العام أن الجرأة على الفتوى من غير المؤهلين لها علميًّا ضلال وإضلال، فما أكثر ما تسببت الفتوى بغير علم في الإضرار بحياة الأشخاص، فعن جابر بن عبد الله(رضي الله عنهما) ، قال : خرجنا في سفر فأصاب رجلًا منا حجر فشجّه في رأسه، ثم احتلم ، فسأل أصحابه : هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا : ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء ، فاغتسل فمات ، فلما قدمنا على النبي(صلى الله عليه وسلم) أُخبر بذلك.