مدينة بور سعيد

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

كم مرة سمعت عن بور سعيد، كم بائع مر فى دربنا فى القرية الصعيدية البعيدة وهو ينادى "بضائع بور سعيد" كم فيلم عن الحرب ذكرت فيه المدينة وشعبها المدافع عن مصر كلها، كيف أحببتها وتحمست لها دون أن تراها.

يخجل الإنسان من نفسه، عندما يعلم أنه مقصر فى أشياء كثيرة منها زيارة مدن مصر، ينتظر أن يُدعى، أو أن يذهب فى مهمة عمل، ومن ذلك ما حدث مؤخرا مع بورسعيد.

ذهبت إلى المدينة الباسلة، مشاركا فى فعاليات مؤتمر أدباء مصر فى دورته الرابعة والثلاثين التى انتهت مؤخرا، فوجدت مدينة جميلة بالمعنى المكاني، البحر من أمامها وقناة السويس تبدأ منها، مدينة شاهدة على التاريخ بالمعنى الحقيقى للكلمة، العالم كله مر من أمامها، اللغات جميعها تناثرت كلماتها فى هواها.

نعم هناك قدر كبيرمن المبانى التراثية رأيتها تتداعى، هذه المبانى تستدعى من وزارة الثقافة أن تتحرك بقوة لحمايتها، قبل ضياعها عن عمد أو دون عمد، ليست مجرد مبانى والسلام بل نظم تراثية متعددة ومعمار متميز بحق يمثل كنزا مصريا حقيقيا، لا يمكن التفريط فيه، عمارات ومساجد وكنائس بديعة التكوين، بيوت من الخشب وبيوت من الحجر، وفنار قديم لا يعمل لكنه راسخ يرشد التائهين عن الجمال بعدما كان يرشد التائهين فى البحار، أبطلوا عمله وأقاموا فنارا حديديا باهتا، ليس به أى مسحة من جمال.

فى بور سعيد تتخيل كيف وقف الرجال الأبطال يدافعون عن الوطن ضد عصابات أوروبا فى العدوان الثلاثى وضد عصابات اليهود بعد هزيمة 1967، كانت بورسعيد ورجالها جزءا كبيرا من حكايات الماضى المشكلة فى وجداننا، وكانت أغنيات السمسمية كافية كى تبتل عيوننا بالدمع.

عاشت المدينة أياما من الخير وأياما من التعب والمعاناة، لذا تشكلت روحها وصارت لامعة بين الندى والدمع، بها من البحر ما بها وفيها من التجارة ما فيها، ولها ناسها الذين يتحركون فى هدوء تحسدهم عليه.

ثلاثة أيام قضيتها فى بورسعيد، مارا بشوارها ومتأملا فى بحرها، ومستمعا إلى صدى تاريخها، ومتأكدا أن شيئا ما يربطنى بها، أما الجزء الأهم فى بورسعيد فهو أن تلتقى بالروائى المبدع الصديق سامح الجباس، خير سفير لهذه الأرض الطيبة، منذ وصلنا وهو آخذ بنواصينا، مانحا لنا وقته وطاقته ومعلوماته السخية، فشكرا له ولمدينة بورسعيد.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

أين مشروع قانون حماية اللغة العربية؟

أين مشروع قانون حماية اللغة العربية؟ الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 03:12 م

تبادل الصفعات

تبادل الصفعات السبت، 14 ديسمبر 2019 01:24 م

مؤتمر أدباء مصر

مؤتمر أدباء مصر الأحد، 08 ديسمبر 2019 12:11 م

أحمد فؤاد نجم.. الصدق مع النفس

أحمد فؤاد نجم.. الصدق مع النفس الثلاثاء، 03 ديسمبر 2019 04:00 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال

تالافيرا ضد الريال.. الملكى يتأهل لدور الـ16 بعد الفوز 3-2 بكأس الملك

تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. بوتين: القوات الروسية تقدمت بجميع محاور القتال فى أوكرانيا.. وكييف ترد بضرب مصافى نفط روسية وموسكو تسقط 94 مسيّرة.. مأساة غزة مستمرة: 17 وفاة نتيجة البرد القارس

أخبار الرياضة المصرية الأربعاء 17 - 12 - 2025


مانشستر سيتي يتأهل لنصف نهائي كأس الرابطة بثنائية أمام برينتفورد

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

ركلات الترجيح تحسم قمة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات

القضية السابعة.. فيفا يقرر إيقاف قيد نادى الزمالك لـ 3 فترات جديدة


قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

أهداف مباراة منتخب مصر واليابان الودية مواليد 2009.. فيديو

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

ابنة نيكول سابا تظهر لأول مرة فى كليب تلج تلج احتفالاً بالكريسماس

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى