قايد صالح.. "رجل الدستور" فى الجزائر

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بقلم بيشوى رمزى

ربما كانت وفاة رئيس أركان الجيش الجزائرى أحمد قايد صالح، بعد أيام قليلة من تسليم السلطة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، بمثابة مفارقة مهمة لهذا الرجل القوى، الذى آثر الرحيل بعد نجاحه مباشرة فى حماية بلاده، من أحد أكبر الأزمات فى تاريخها، فى انعكاس صريح للدور القوى الذى تلعبه المؤسسة العسكرية، فى حماية الشعوب والخروج بها إلى بر الأمان، فى مراحل تبقى محورية وحساسة فى تاريخ الأمم.

ولعل نجاح صالح لا يقتصر على قدرته الاستثنائية على فرض قبضته على البلاد فى مرحلة تعد أحد أكثر المراحل حساسية فى تاريخ الجزائر، وحمايتها من مصائر شهدتها دول أخرى بالمنطقة، وصلت إلى حد الحروب الأهلية، وإنما يمتد إلى نجاحه المنقطع النظير فى الانتقال بالبلاد من مرحلة الخطر إلى الاستقرار عبر الالتزام بالدستور، والذى كان بمثابة الوثيقة الوحيدة التى أعلن الالتزام بها منذ اللحظة الأولى لدخوله على خط الأزمة.

فعندما قرر الرجل الانتصار لإرادة ملايين الجزائريين الذين احتشدوا فى الشوارع ضد النظام السابق، أكد التزامه بالحل الدستورى، عبر تفعيل المادة 102، من الدستور الجزائرى، من خلال الإعلان عن عدم قدرة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أداء مهام وظيفته، كما أصر على الالتزام بالدستور بعد ذلك فى مختلف مراحل الأزمة عبر تفعيل آليات الحوار بين مختلف الأحزاب على الساحة الجزائرية، من أجل التوصل إلى حلول حقيقية للخلافات التى تثور فيما بينهم.

احترام قايد صالح للدستور امتد إلى حرصه على إجراء الانتخابات الجزائرية فى أقرب وقت، وهو ما تحقق بالفعل فى ظل الظروف الاستثنائية التى تشهدها البلاد، ليفى بالوعد الذى قطعه على نفسه منذ اليوم الأول الذى ظهر فيه على الساحة السياسية، بينما كان نجاحه الأكبر متجسدا فى قدرته على مجابهة كافة المحاولات التى من شأنها إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، وهى المحاولة التى سعت إليها بعض التيارات من أجل الوصول إلى السلطة، على حساب الدولة ومؤسساتها.

يبدو أن قايد صالح نجح فى أن يضع اسمه مقرنا بلقب "رجل الدستور" فى الجزائر، فى ظل احترامه الكبير للدستور، وسعيه إلى الحفاظ على الشرعية الدستورية، على الرغم من الأزمة الحادة التى هيمنت على بلاده فى الأشهر الماضية، فى انعكاس صريح على قدرة رجال المؤسسة العسكرية ليس فقط على حماية دولهم فى مواجهة التحديات المحدقة بها من الداخل والخارج، ولكن أيضا ليضرب مثلا فى قدرة رجال الجيش على احترام القوانين والدساتير، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار المنشود.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مسنة فيومية عمرها 80 عاما تقهر المثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب" وتحصل على شهادة محو الأمية.. الحاجة مبروكة: حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن.. ومحافظ الفيوم يكرمها ويمنحها رحلة عمرة وفرصة عمل لحفيدها

خالد النبريصى ومحمد حسن يستكملان برنامجهما التأهيلى للعودة إلى الإسماعيلى

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

الزمالك يكشف تفاصيل الوعكة الصحية للبلجيكى فيريرا

روسيا تحبط هجوما أوكرانيا بطائرة مسيرة على محطة "سمولينسك" النووية


القبض على 15 شخصا ينقبون عن الآثار داخل منزل فى الدقهلية.. فيديو

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب بسوريا

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور

ريبيرو يُعيد الشناوي لحماية عرين الأهلي أمام المحلة وبيراميدز فى الدوري


الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

جايين فى سباق نشد سوا.. اعترافات المتهم الثالث بواقعة مطاردة فتيات طريق الواحات

خوان ألفينا يفرض نفسه فى تشكيل الزمالك بعد تألقه أمام المقاولون

موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو

حاصرونا بـ3 عربيات وطلبوا منا نركن علشان نقعد معاهم..نص التحقيق بواقعة فتيات طريق الواحات

مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتدعو الدول لعدم المشاركة فى الجريمة النكراء

ريبيرو يستقر على ظهيري الأهلي فى مباراة غزل المحلة بعد غياب محمد هاني

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

وصول جثمان تيمور تيمور لمسجد المشير.. وكريم الشناوي أول الحضور

مايوركا ضد برشلونة.. رافينيا يعيد ذكرى رونالدينيو بالدوري الإسباني بعد 17 عاما

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى